مر أكثر من شهر على انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم الذي انفض مولده وسط برود غير متوقع رغم محاولات البعض إضفاء بعض السخونة فيها وإظهارها بغير ما كانت عليه وهو أمر يدعو للأسف بالفعل أن تمر انتخابات أهم الاتحادات الرياضية دون أن تشهد منافسة حقيقية والأمرَ من كل ذلك انعدام أو«إعدام» المنافسة على منصب الرئاسة وحصرها على شخص الأخ احمد صالح العيسي وكأن اليمن بكل رياضييها وكفاءاتها عاجزة أن تقدم مرشحاً آخر لمنصب الرئاسة . المهم أن الانتخابات في آخر المطاف تمت وأغلق ملفها الذي يعد من أصعب الملفات في أجندة لجنة الانتخابات الوزارية التي مر عليها أكثر من عام وهي تعد لانتخابات الأطر الرياضية و«تُنظر» حول اللائحة وتعديل بنود اللائحة بما يمكن بعض الممنوعين من دخولها بشكل شرعي وان كانت فاقدة شرعيتها أصلاً بعد أن اخترقت اللائحة من قبل البعض ممن هم معينيون في مناصب وزارية واتحادية قيادية إضافة إلى اتحادات رياضية فاقدة شرعيتها أصلاً لانقضاء الفترة القانونية لعملها. صندوق المليارات بلا ريالات إنه لمن المعيب أن تتحجج وزارة الثلاثة مليارات بعدم توفر سيولة لإجراء الانتخابات الرياضية للاتحادات والأندية بعد أن تم تأجيلها لأكثر من عام بحجة تعديل اللائحة التي يبدو أنها حتى الآن لم تقر رسمياً وتعلن حتى تتضح الرؤية لدى الجميع ، ومن المخزي أن يصبح الصندوق خالي الوفاض وكل الاتحادات تشتكي قلة الدعم وتأخر صرف مستحقاتها دون أن يحرك ذلك أحداً ليتساءل ما هو مصير هذه المليارات؟ إذا كانت الاتحادات المعنية تشتكي تأخر وقلة المستحقات. بل إن الأدهى من ذلك هو ما يتردد حول سعي البعض من المتنفذين لإبقاء الوضع كما هو عليه من السوء للوصول إلى خلاصة مفادها عدم إمكانية إجراء الانتخابات ليتم الاكتفاء بتعيين هيئات إدارية للكثير من الاتحادات التي سيتم إسقاط شرعيتها لعدم صلاحيتها لخوض الانتخابات واقتصارها على أربعة أو خمسة اتحادات فقط وهو الأمر الذي سيفتح الباب واسعا أمام التدخل لفرض أسماء وشخصيات لا تمت للرياضة بصلة وسنفاجأ بعد ذلك بوزارة شباب ورياضة لا تحمل من واقعها سوى الاسم فقط. سيناريو خفي قد يعتقد البعض أن هذا الكلام من قبيل الفكاهة أو السخرية لكنه السيناريو الجديد الذي يعمل البعض على تنفيذه بهدوء تام خاصة بعد أن بدأ الكثير من القاطنين خارج العمل الرياضي يستهويهم خوض غمار العمل بوزارة الشباب والرياضة التي تزخر بغنيمة المليارات الثلاثة وبنعمة السفريات الدائمة في مرافقة الوفود والبعثات الرياضية وهو الأمر الذي أصبح يسيل له لعاب الكثير ممن لا عمل لهم سوى اصطياد الفرص المناسبة. لقد باتت وزارة الشباب والرياضة المكان الأسهل لكل من فاتته فرصة الظفر بوظيفة قيادية مجزية للتعويض عنها بمنصب رياضي في الوزارة التي نخشى ألا نجد فيها بعد سنوات إلا الاسم فقط خاصة في ظل واقع لم يبق فيه للرياضيين لا حول ولا قوة ،وبعد أن بدؤوا بالأفول من سماء العمل الرياضي تاركين المجال للدخلاء والراقصين على أنغام الفوضى العارمة التي أصبحت تسيطر على مفاصل العمل الرياضي وانعكست بالسلب على الكثير من أعمال الوزارة والاتحادات وباتت الفوضى العارمة هي لسان حالها. لذا يتوجب على كل القيادات الرياضية الفاعلة أن تستشعر خطورة الوضع الذي تسير إليه والعمل على تصحيح الأخطاء والاعوجاج الذي بدأ ينخر في الجسد الرياضي ويسعى لإفراغه من محتوياته ومضمونه ،وعدم السماح للدخلاء بالسيطرة وتشويه الصورة الجميلة للرياضة ،القائمة على المنافسة الشريفة والخبرة والكفاءة ، ولتكن الانتخابات الرياضية هي البداية الحقيقية ليقول القياديين والرياضيين كلمتهم في كل الأمور الخاطئة التي تسير عليها رياضتنا اليوم ، وإلا فلا يلومنَّ الرياضيون إلا أنفسهم.