عن الرياضة وبعض المآسي والذكريات «1-2» إطلالتنا اليوم عبر محطات وذكريات ربما تختلف بعض الشيء عن المحطات السابقة ليس من خلال التناول والطرح بل من خلال التجربة والمعاناة إلا أن أجمل ما في هذه الإطلالة من وجهة نظري الشخصية أنها تأتي متزامنة مع أفراح الوطن بالعيد الوطني ال20لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة المباركة، كما أنها توثق لمرحلة تاريخية ومهمة في حياة شعبنا الأبي الموحد منذ أقدم العصور وبرغم كل لآلام والمنغصات التي رافقت تلك الحقبة التي نحن بصدد الحديث عنها إلا أنها منغصات لا تنسى ليس لأنها تذكرنا بذلك الزمن التشطيري البغيض بل لأنها تعيد إلى الذاكرة ذلك الإصرار العجيب على تجاوز الأسوار التشطيرية هنا وهناك من لدن كل أبناء الوطن. ففي العام 75م كنت قد قمت مع شقيقي بزيارة لمدينة عدن الساحرة والباسلة بعد أن خضعنا معاً لسلسلة من الإجراءات الأمنية التشطيرية البشعة والتي ابتدأت من عاقل الحارة وقسم الشرطة.. الخ ولم تحد كل تلك الإجراءات سيئة الصيت عن لهفتنا البالغة لإنجاز المهمة والقيام بتلك الرحلة التي مازلت أعتبرها تاريخية وحينما وصلنا إلى أول نقطة شطرية “كرش” تنفسنا الصعداء لأننا لم نعد نشعر بما يعكر الصفو أو ما يعيدنا إلى نقطة البداية كما حدث قبل يومين من ذلك التاريخ حينما تمت إعادتنا من منطقة الشريجة وهي آخر منطقة شطرية تتبع ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية بحجة عدم حصولي على إجازة من مقر عملي حيث اعتبرت ورقة الإجازة آنذاك كوثيقة حيوية ومهمة في نظر القائمين على الجوانب الأمنية في الشريجة وفي منطقة كرش كان هناك عديد من المسافرين المتجهين إلى عدن ومن ضمنهم أحد التجار القادمين من العاصمة صنعاء وقبل أن تبدأ إجراءات التحري والبحث المتبعة مع كل من يعبر تلك المنطقة باتجاه العاصمة الشطرية عدن كنت قد تعرفت على مجموعة من الجنود وجلهم من محافظة أبين وبعد أن أوضحت لهم أسباب الزيارة وبعد أن تيقنوا بأنها زيارة رياضية بدرجة أساس حيث شرحت لهم بأننا حرصنا على مشاهدة المباراة المزمع إقامتها في اليوم الثاني بين فريق التلال من عدن وحسان من أبين وحينما سألني أحدهم بلهجة المحقق ومن هو الفريق الذي تشجعه قلت له حسان، فرد على التو من تعرف من لاعبي حسان أو من يعجبك؟ ودون تردد سردت له معظم أعضاء الفريق وأتذكر يومها بأني قلت له بأني أتوقع أن يلعب فلان في المقدمة وعلان في الوسط.. أما الدفاع فسيكون على النحو كذا وكذا. وكنت قد أشرت لنعوم ومكشي وأحمد مهدي والراعي وآخرين وبعد أن اطمأن أولئك الجنود في تلك النقطة الأمنية والعسكرية الحازمة إلى صحة أقوالنا ومدى عشقنا للرياضة بدأوا جميعاً في تغيير أسلوب التعامل معنا ليصبح تعاملاً حضارياً إلى أبعد الحدود. وفي اليوم الثاني وقبل بدأ المباراة بساعتين إلى ثلاث تقريباً انتقلنا من منطقة الشيخ عثمان باتجاه ملعب كرتير بعدن بهدف مشاهدة المباراة المرتقبة وما إن وصلنا الملعب قبل بدأ المباراة بأكثر من ساعة حتى وجدناه مكتظاً بالجماهير الرياضية التي أتت من كل حدب وصوب وبصعوبة بالغة عثرنا على مساحة صغيرة شاهدنا من خلالها المباراة التي كانت أشبه بالتدريبات العربية الكبيرة.. إطلالتنا القادمة سنشير فيها لأهم ما شهدته المباراة إضافة إلى الخوض في اللقاء الودي الذي جمع هورسيد الصومالي مع فريقي الوحدة والحبيشي. هامش: ينتابني إحساس استطيع أن أراهن عليه بأن الزملاء أحمد زيد نشوان دحان مطر الفتيح ثلاثتهم يشكلون حاضر ومستقبل الإعلام الرياضي بتعز فبن زيد أمير الاستطلاع والتحقيق بلا منازع ونشوان مهندس الصياغة الخبرية بنجاح.. أما مطر الفتيح فهو الامتداد الجميل للمشقر بالسحابة فهو فارس العمود الصحافي الرياضي بتميز “ ألف حمدلله على السلامة يا عاصم الغريبي ونحن في انتظارك”.