تعتبر هذه الفترة في حياة كل من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين مرحلة مهمة وحرجة واستثنائية وذلك لأن فيها حصاداً ومجهود عام كامل . تستمد هذه المرحلة أهميتها من كونها عملية تقويم البناء الذي يقوم عليه التعليم فيتطلب لتجاوزها بنجاح وفاعلية بذل المزيد من الجهد من جميع الأطراف المعنية، ففي المدرسة يجب على المعلم استغلال فترة المراجعة جيداً لتلافي القصور والنقص كما يجب وضع الأسئلة التي تحفز ذكاء الطالب وتعينه على تجاوز هذه الرحلة بسلام، وبالنسبة للمنزل يقع عليه المسئولية الكبرى فيجب أن يهتم كلا الوالدين بأبنائهم وذلك بتكثيف ساعات المذاكرة وتوفير الجو الملائم لهم وتوفير الأطعمة التي تساعد على تزويدهم بالطاقة والنشاط حتى يتسنى لجميع الطلاب تجاوز هذه المرحلة، وأكثر الطلاب والطالبات وخاصة الأذكياء يصابون بخوف شديد من هذه المرحلة وتوتر قد يعرقل مقدرتهم على الاستذكار ويسد شهيتهم عن الطعام ما يسيئ إلى صحتهم وبالتالي تحصيلهم العلمي، ومن المظاهر السيئة للعديد من أولياء الأمور والطالبات والطلاب هو لجوء هؤلاء إلى القات كوسيلة مساعدة للسهر وهذه طريقة خاطئة لأن النوم مفيد جداً للاستذكار أما القات فيؤثر في الصحة ويسد الشهية وكثر السهر يرهق العقل جداً. وفي المدرسة تقع مسئولية كبرى في جعل هذه المرحلة تمر بسلام وهدوء وبنجاح، فعلي الجميع إدارة ومدرسين أن يحاربوا الفشل بشتى صوره وعليهم تقع مسئولية إخراج أجيال مؤهلة وجديرة بالانتقال من مرحلة إلى أخرى، وصور الغش عديدة فمنها تسريب أسئلة الاختبار ومنها فتح اللجان ومنها الإيحاء بالإجابات ومنها إدراج أسئلة الاختبار في أسئلة المراجعة والتركيز عليها،وكلها وسائل ملتوية يفعلها معلمون من ذوي النفوس الضعيفة أوالذين يشعرون بعدم الثقة في أدائهم، وكل ما سبق فعل هدام يقوّض العملية التعليمية ويصيبها بالانهيار وما نلاحظه من قصور شديد في مخرجات التعليم هو نتيجة من نتائج عديدة للغش والتقاعس والإهمال. وأسوأ ما يحزّ في النفس أن تأتي ممارسة الغش من المعلم نفسه والذي يفترض أنه الأمين الأول والأخير على بناء هذا الوطن. وأخيراً تظل فترة الاختبارات فترة مهمة جداً ويجب أن تكون مسئولية الجميع متضافرة منذ بداية العام الدراسي لكي تحقق الفائدة المرجوة منها فهناك من لا يصحو إلا متأخراً ولا يتابع أبناءه طوال العام سوياً في فترة الاختبارات وهناك معلمون كثيرو التغيب كثيرو الإهمال ونتيجة لذلك تتم (كلفتة) المنهج بطريقة البيض المسلوق وكلها مساوىء ولكنا نحتاج إلى مزيد من الرقابة والاهتمام لأجل هذا الوطن ولأجل رفعته.