هناك اجماع شعبي عام من المهرة حتى صعدة بأن الوحدة اليمنية هي القدر والمصير لكل أبناء الوطن لأنها أعادت إليهم مصدر القوة التي كانت غائبة أثناء التشطير، وأعادت إليهم حجم اليمن الكبير أرضاً وبشراً بعد أن كان صغيراً ومقزماً عندما كان الوطن مشطراً. ,أعادت الأمان والاستقرار الذي كان مفقوداً عندما كانت البراميل والأخشاب مشعبة على الأطراف وتنتشر من ورائها المعسكرات كل يتربص بالآخر وكل يراقب حركات الآخر وغرست في نفوس الناس ومن كلا الشطرين روح العداء للآخر. قبل الوحدة كان الناس يعيشون في شطري الوطن حالة من الخوف والترقب من المجهول القادم لأن الثقة كانت مفقودة تماماً وأصبح الشك هو المتسيد فيما كان يدور بينهما.. كيف لا يكون شعبنا اليمني بشطريه يعيش ذلك الخوف والقلق والترقب وهو مشطر الجغرافيا والنفوس. كان الإنسان اليمني يستطيع أن يسافر إلى أوروبا وأمريكا بل وإلى أقاصي الدنيا وفي بلده المشطر لا يستطيع أن ينتقل من محافظة في شمال الوطن إلى محافظة أخرى في جنوبه مهما كانت قريبة والعكس كيف لا يرى المواطن اليمني ومن أي محافظة كان بان الوحدة هي قدره ومصيره وهو يتنقل وبكل حرية وفي سماء وطنه الموحد التئمت الأسرة اليمنية الواحدة والتي كان نصفها يعيش في جنوب الوطن والنصف الآخر في شماله.. لهذا نستطيع القول بأن الوحدة جاءت هبة من السماء لهذا الشعب الذي عانى الأمرّين في ما قبل ال22 من مايو 90م بالإضافة إلى جهود كل المخلصين من أبنائه الأوفياء وفي مقدمتهم الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية، وهاهي تعز اليوم تحتضن الذكرى العشرين لتحقيق الوحدة وقد حظيت تعز بهذا التكريم لما لهذه المدينة والعظيمة من دور تاريخي كبير وناصع، فهي كانت المنطلق للمناضلين والثوار الذين جعلوا من مدينة تعز منطلقاً في النضال ضد الإمامة والاستعمار وهي من احتضنت العديد من اللقاءات الوحدوية المتمثلة في اللجان الوحدوية، حينها. لذا لا غرابة في ان تكون تعز هي الحاضنة لمثل هذه المناسبة العظيمة وهاهي تعز تلبس اليوم حلتها الزاهية والجميلة كعروس يوم عرسها. إن احتفالنا بهذه المناسبة والجميلة يجب أن يكون دافعاً لنا في استرجاع الماضي الأليم إلى مخليتنا وان نجعل من تلك الصور السوداء والمظلمة منطلقاً في الحفاظ على منجز الوحدة وان يعمل الجميع على تحقيق أهدافها التي رسمت خلالها سنوات من النضال حتى تم الوصول إلى غايتنا المثلى.