الوحدة اليمنية غدت حقيقة راسخة رسوخ الجبال ،وعميقة عمق التربة اليمنية الضاربة جذورها في عمق الارض الموغلة في الحضارة والقدم ،وهي حيةً في وجدان وضمير الشعب اليمني منذ الأزل ،إنها ثابت وطني عظيم صانها وحافظ عليها ودافع عنها المجتمع اليمني وبذل في سبيلها كل غال ونفيس ،وعمّد وجودها وثبّت كيانها على هذه الأرض منذ نشوء أقدم حضارة يمنيةٍ انسانية شهدتها العربية السعيدة. وعبر امتداد التاريخ تؤكد الحقائق التاريخية والجغرافية أن مجتمعنا كيان انساني موحد وكل واحد يرفض ويرفض التجزئة والتشطير ،ولأن الوحدة هي أسمى اهدافه ومبادئه الإنسانية لذلك فإن شعبنا اليمني بعزيمته وقوته تصدى للقوى المعادية لوحدته الوطنية ،وقاوم ببسالة وبطولة كافة المؤامرات والدسائس وانتصر لوحدته الأبدية ولم يساوم في حقه التاريخي المتمثل بوحدة الأرض والانسان اليمني..ولوعدنا قليلاً للخلف وبالذات في المرحلة التاريخية القريبة وبالرغم من الاحتلال البريطاني لجنوب الوطن والذي عمل على تجزئة الأرض اليمنية ،وكذلك النظام الملكي الإمامي الرجعي الكهنوتي في شمال الوطن سابقاً سنجد هذا الشعب الأبي صامداً لم يذعن ولم يرضخ لظلم الحكم الملكي الإمامي المتخلف ولجبروت الاستعمار البريطاني الاستبدادي اللذين كرسا سياسة التجزئة والتشطير وعملا على تمزيق الوحدة الوطنية للمجتمع اليمني. لذا فقد هب شعبنا اليمني بثورته اليمنية الخالدة الموحدة سبتمبر واكتوبر التي زلزلت ودكت عروش الظلم والطغيان الإمامي ،وحررت الأرض اليمنية من نير الاحتلال البريطاني واسهموا في الدفاع عنها من قوى الرجعية والتخلف ،وبالرغم أيضاً من تأثير العامل الخارجي المتمثل بما كان يسمى بالمعسكر الشرقي والغربي اللذين لعباً دوراً في بقاء اليمن مشطرة وعملا على تجزئة اليمن إلى شطرين ونظامين سياسيين متنازعين فإن الوحدة اليمنية ظلت راسخة تنبض بالحياة في قلوبهم وتجري في دمائهم تمد الجسد اليمني الواحد بالحياة وتمنح الكيان اليمني البقاء والنماء والتطور عندما هيأ القدر لهذا الشعب المكافح قائداً وحدوياً فذاً هو فخامة الأخ الوحدوي/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية محقق الوحدة المباركة التي كانت نتاج التفاف الشعب اليمني حول قائده الوحدوي. وهانحن نعيش هذه الأيام أفراح عيد وحدتنا اليمنية الخالدة لنحتفي جميعاً بذكراها السابعة عشرة ،وتحتفل معنا بهذه المناسبة السعيدة كل شعوب الأرض المحبة للسلام والحرية. في هذه الأيام الوحدوية تغمرنا السعادة مثلما هو السرور والفرح كله يعم الأهل و الديار اليمنية كافة. لقد كانت الوحدة اليمنية القدر الجميل الذي تحقق والمصير الاروع بالنسبة لكل مواطن يمني يعيش على ظهر هذه الأرض المباركة. إن الوحدة أعادت لنا كيمنيين كرامتنا الانسانية واعادت لنا حريتنا كي نعيش احراراً على أرضنا ،وقد اعادت لنا هويتنا الوطنية بين أمم الأرض بعد أن كانت الهوية مشطورة ومفقودة والأرض مجزأة في العهد التشطيري. لم يكن للتشطير الجغرافي انعكاس في نفسيات أبناء اليمن فقد احتضنت صنعاء جميع أبناء الوطن من كل المناطق وأيضاً عدن التي كانت الحاضنة للجميع من كل المناطق الشمالية..لقد عانينا مرارة التجزئة والتشطير كأفراد ،حين كانت الاضطرابات والصراعات الدموية والخوف والحروب هي السائدة..عانينا من شظف العيش وكبت الحريات والقيود التي تحد من تنقل المواطنين وزياراتهم لبعضهم البعض فقد كانت تنص قوانين التشطير على تحريمها..إن تحقيق الوحدة كان له بالغ الأثر في إقامة دولة يمنية واحدة موحدة دولة عصرية قوية حديثة تبسط سيادتها على الرقعة الجغرافية اليمنية ،وعملت على ترسيخ قيم وفكر وأخلاقيات الوحدة ،وكان من أهم ماحققته الوحدة اليمنية هي الديمقراطية والتعددية الحزبية وبناء مؤسسات السلطة التشريعية ومكنت الشعب من حكم نفسه بنفسه. إن مواطن اليوم غدا ينعم بالأمن والآمان والاستقرار في كافة ربوع الوطن ،وأعادت الوحدة بناء الإنسان اليمني فكرياً وعلمياً وثقافياً وسلحته بالعلم والمعرفة..تلك بعض الاشارات التي لايتسع المجال لذكرها كلها ولكنها الوحدة أعظم إنجاز عربي تحقق في القرن الماضي ويكفينا فخراً أننا نعيش فرحتها بهذا الزخم الفرائحي الذي انتهجه القائد الوحدوي علي عبدالله صالح وقد كان لليمن اسهاماتها الخارجية التي كانت نتاجاً لتحقيق وحدة شطري اليمن لتتمكن اليمن الموحدة من الخروج من نطاق العزلة التي عاشتها على مدى قرن من الزمان لتغدو متفاعلة مع كل القضايا العربية والعالمية ،وغدت مرجعية لكثير من القضايا الشائكة في العالم.. ولم يكن ذلك سوى نتاج لحكمة من يقود سفينتها بتمكن ودراية جعلت من الجميع في الداخل والخارج يشهد بحكمة هذا الرجل الذي تمثل فيه وتحقق الحديث الشريف «الإيمان يمان.. والحكمة يمانية». نائب عميد كلية الإعلام للدراسات العليا والبحث العلمي جامعة صنعاء