الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    مجزرة مروعة في محافظة تعز واستشهاد 5 نساء بقصف حوثي على المدنيين    هل يُخفي البحر الأحمر مخططًا خطيرًا؟ القيادي المؤتمري ابوبكر القربي يُحذر!    الدوري الالماني ... بايرن ميونيخ يحقق الفوز امام فرانكفورت    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    البريميرليج ... ليفربول يواصل السقوط    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    "نجل الزنداني" يكشف عن رسالة من ايران لأسرتهم ..ماذا جاء فيها    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    ضبط المتهمين بقتل الطفل الهمداني في محافظة إب بعد تحول الجريمة إلى قضية رأي عام    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    جماعة الحوثي توجه تحذيرات للبنوك الخاصة بصنعاء من الأقدام على هذه الخطوة !    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    حادث مروع .. ارتطام دراجة نارية وسيارة ''هليوكس'' مسرعة بشاحنة ومقتل وإصابة كافة الركاب    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    مأرب تقيم عزاءً في رحيل الشيخ الزنداني وكبار القيادات والمشايخ في مقدمة المعزين    عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على وسط وجنوب قطاع غزة    السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    رفض قاطع لقرارات حيدان بإعادة الصراع إلى شبوة    قذارة الميراث الذي خلفه الزنداني هي هذه التعليقات التكفيرية (توثيق)    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    عاجل: إعلان أمريكي بإسقاط وتحطم ثلاث طائرات أمريكية من طراز " MQ-9 " قبالة سواحل اليمن    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوحدة اليمنية حياتنا وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء
وزيرا شئون دولة الوحدة يتحدثان ل ( الجمهورية ) بعد 19 عاماً على إعادة تحقيقها

«19» عاماً مضت على الوحدة اليمنية منذ ال22 من مايو 1990م وإلى هذا اليوم الأغر الذي سبقته العديد من الجهود واللقاءات والاتفاقيات بين شطري الوطن «سابقاً» من أجل الوصول إلى هذا المنجز العظيم الذي كلل باتفاق الشطرين على إقامة دولة الوحدة.. الأستاذ - يحيى العرشي، والأستاذ - راشد محمد ثابت اللذان كانا آخر وزيرين لشئون دولة الوحدة في الشطرين يتحدثان اليوم عن أهم الذكريات حول هذا المنجز التاريخي .. فإلى تفاصيل حديثهما . خطوة هامة الجمهورية: الوالد والأستاذ المناضل يحيى العرشي باعتباركم أحد المناضلين الذين كان لهم الشرف في المشاركة بوضع اللبنات الأولى لقيام دولة الوحدة اليمنية إلى جانب قيادتي الشطرين سابقاً وممن عايشوا وشهدوا الاتفاقيات الأولى.. هل بالامكان ان تحدثونا عن ذكرياتكم في هذا السياق ؟ العرشي : في البداية اتوجه بالشكر الجزيل لصحيفة «الجمهورية» التي عودتنا على طرق مثل هذه المواضيع الهامة والتي تعد من أهم مراحل التاريخ اليمني ومسيرته الكفاحية وبالنسبة لسؤالكم فلا شك ان الوحدة اليمنية لم تأت عن فراغ أو فجأة ولكن أتت كمطلب وإرادة شعبية ونتيجة السعي الحثيث لقيادتي البلدين بما كان يسمى بشمال الوطن وجنوبه «في السابق» وقد سبق قيام دولة الوحدة اليمنية عدة اتفاقيات وخطوات هامة ولكن كانت أهم كل تلك الخطوات هي ان يكون في البداية هناك مجلس يمني مشترك لإعادة تحقيق الوحدة وهذا المجلس مكلف برئاسة رئيسي الشطرين في ذلك الوقت وهذه كانت خطوة هامة وايجابية لكي تتحقق الأرضية المناسبة للعمل الوحدي بكل المقاييس. البداية الحقيقية الجمهورية: هل يعني هذا ان تشكيل المجلس اليمني المشترك لمتابعة الاتفاقيات الوحدوية بين شطري الوطن كان البداية الحقيقية ؟ العرشي : نعم المجلس اليمني المشترك أو ما عرف بالمجلس الأعلى اليمني برئاسة قيادات الشطرين وكذا اللجنة الوزارية المشتركة والاندماج في بعض المؤسسات والشركات تدريجياً وانشاء شركات مشتركة كل ذلك كان البداية الحقيقية لتحقيق الأجواء المناسبة والظروف الملائمة لإعلان وتحقيق إعادة وحدة اليمن في 22 مايو 1990م. والأهم في هذا الجانب تلك البداية الحقيقية الأخرى الرائعة التي تجسدت بالدور الريادي والرائع لفخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية والذي لعب دوراً هاماً في زيارته إلى عدن والوصول إلى الاتفاقية النهائية في ال30 من نوفمبر عام 1989م. وما سبق ذلك من زيارات للقيادات في الشطرين من صنعاء وعدن اضافة إلى اشارة مهمة وهو موقف صنعاء من احداث يناير الذي جسد العقل اليمني والإرادة اليمنية المدركة بان الدماء اليمنية في أي شطرٍ كانت هي في الواقع خسارة كبيرة وان ضعف أي شطر لا يعني فرصة سانحة أمام الشطر الآخر في تحقيق الوحدة دون اتباع الخطوات الوحدوية بطرق سلمية فقد كانت الوحدة اليمنية في ال22 من مايو انجازاً عظيماً ورائداً كونها اتت بالطرق والوسائل السلمية وعلى أية حال ما تم من خطوات متتابعة إلى قيام هذا المنجز والتي ربما تكون معروفة من الجميع.. تمت بحرص وإدراك على انه لا قوة لليمنيين إلا بتوحدهم وهذا نابع من جوهر السياسة الحكيمة نحو استعادة وحدة الوطن. صعوبات وتآمر الجمهورية: على ضوء ما ذكرت ماهي أهم الصعوبات التي كانت ماثلة حينها أمام تنفيذ الوحدة ؟ العرشي : الوحدة لأي شعب من الشعوب هي معناها القوة ولكل دولة أو شعب اعداء لا يريدونه ان يقوى وبالتالي كان لليمن اعداء من داخل وخارج الوطن «في الشطرين وخارجهما» والتآمر على الوحدة اليمنية من خارج الوطن وقد كانت الخطوات الوحدوية تحدياً لتلك المحاولات المغرضة التي تستهدف ان لا تكون الخطوات الوحدوية ايجابية وفي مكانها وقد عبرت هذه المؤامرات بما حدث في عام 1994م من مؤامرة خسيسة على الوطن ودفعته ليدفع الثمن الغالي من الدم بينما كان قد استعاد سابقاً سواء أكانت ظروف التخلف في الحرص على الكرسي أو المصالح الذاتية الشخصية والانانية العتيقة حتى لو كانت على مصلحة وحساب الوطن وقدراته ووحدته فقد كانت توجد صعوبات داخلية هنا وهناك وعلى كل حال فإن الجهود التي بذلت كانت تستهدف تذليل هذه الصعوبات ومحاولة انهاء المخاوف وظلت صورة من الصور والخطوات الوحدوية من الوحدة ومنها ما ظهر تحقيق الوحدة والمتجسد بتلك الجهود الجبارة بعد تحقيق الوحدة اليمنية والمتمثلة بالحكمة اليمانية وهذه ليست مفاجأة نحو استعادة وحدة شعب وأرض وإنسان فالحكمة اليمانية تمثلت وتتمثل دوماً في كيف ان القيادة السياسية تستطيع ان تذلل تلك الصعوبات وتتجاوزها وتعزز من الاطمئنان بالثقة بين النفوس للبقاء على الوحدة الوطنية كما ان الالتفاف الوطني الكبير للدفاع عن الوحدة كان أيضاً إحدى صور الحكمة اليمانية وكان يمثل في الواقع انجازاً عظيماً وانهاء للمخاوف إلى جانب الاستفتاء على الدستور الذي أعقب قيام دولة الوحدة في ذلك الوقت وعبر عن إرادة الشعب في تلك الفترة والحقبة الزمنية الهامة في حياة الشعب اليمني الأبي. التنقل بحرية.. أروع الإجراءات الجمهورية: وماهي أروع وأفضل الإجراءات التمهيدية التي سبقت قيام دولة الوحدة من وجهة نظركم؟ العرشي : الاتفاقيات وتبادل الزيارات والتمهيد الجاد والمسؤول من قيادتي الشطرين كل ذلك مثل إجراءات رائعة في الوصول إلى يوم مايو الأغر لكن من وجهة نظري هناك إجراءات هامة ورائعة مهدت فعلاً لتلاشي الحدود المصطنعة بين الشطرين سابقاً وتجسدت هذه الإجراءات في التوقيع على إزالة الإجراءات التي كانت متبعة بين الشطرين في تنقل وسفر المواطنين حيث أصبح بالفعل بالامكان لأي مواطن التنقل بحرية وامان بالبطاقة الشخصية فقط دون الحاجة إلى جواز سفر أو ما شابه ذلك. وهذه الإجراءات الميسرة لسفر وتنقل أبناء الوطن الواحد بين الشطرين كانت بحق هي الأبرز في الاتفاقيات الوحدوية وأروعها اضافة أيضاً إلى اتفاقية المشروع المشترك وإجمالها كان في الاتفاق التاريخي في ال30 من نوفمبر عام 1989م في ثغر اليمن الباسم «عدن» فهذه كانت كما اسلفت هي الاتفاقية الأم التي انتهت بها الاتفاقيات الوحدوية منذ اتفاقية الكويت التاريخية. بداية الطريق الجمهورية: إذاً برأيك ماذا يمثل قيام الوحدة اليمنية ونحن نحتفي اليوم بمرور 19 عاماً على انجازها؟ العرشي : لا شك انها مناسبة طيبة ان نحتفل بإنجازنا الوطني اليوم في استعادة وحدة الوطن فهذه المناسبة تشكل محطة استحضار للماضي والحاضر فهذه مناسبة غالية برأي وضمير وقلوب كل اليمانيين وليس برأيي فقط.. فالوطن والشعب بأكمله كان ينقصه ان يكون قوياً ومتوحداً فمنذ وجود الاستعمار البريطاني في الجنوب والإمامة البغيض في الشمال وقيام ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر ضد هذين النظامين البائدين كان لزاماً بعد كل ذلك ان نمضي جميعاً لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها هاتان الثورتان وأهم وأبرز هذه الأهداف هو تحقيق الوحدة اليمنية وبذلك ومن الطبيعي وبغض النظر عن أي اعتبار ان يستعيد الوطن عافيته ووحدته من جديد لاسيما ان استعادة الوحدة اليمانية العظيمة هي بداية الطريق للتنمية ولتحقيق الأهداف الوطنية التي جاءت بها ثورتا سبتمبر وأكتوبر وعبر مراحل التاريخ الطويل كان الوطن جزءاً واحداً مهما كانت تحدث انقسامات في بعض الاحيان إلا ان الإنسان اليمني كان موحداً ولم تمزقه أو تفرقه عوامل التشطير قديماً أو حديثاً. ولقد مثلت الوحدة اليمنية خطوة أساسية وهامة في مسيرة الشعب اليمني النضالية والإنسان اليمني مثله مثل أي إنسان في أي قطر من الأقطار يدرك ان لا قوة له إلا بقيام وبقاء وحدته أرضاً وإنساناً ومن هذا المنطلق تأتي أهمية قيام الوحدة اليمنية. بدون قطرة دم الجمهورية: أثناء وضع اللبنات المتمثلة بالاتفاقيات الأولى للوحدة المباركة.. هل رافق ذلك صراعات داخلية ؟ وهل هناك ضغوط خارجية عملت للاسراع بقيام دولة الوحدة ؟ العرشي : الخطوات الوحدوية التي تمت لم يرافقها أو يصاحبها أي صراعات بل على العكس كان هناك ترحيب شعبي واسع بكل اتفاقية تتم داخل أو خارج الوطن والشعب «سواء في شطر الوطن الجنوبي أم الشمالي» كان متعطشاً لكل اتفاقية ومتلهفاً لمعرفة كل جديد في التوصل للوحدة اليمنية الشاملة حتى يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م تم التوقيع بعدن الباسمة على اتفاقية الوحدة اليمنية المباركة دون ان يصاحبها قطرة دم بل على العكس كانت البهجة ودموع الفرح على كل الحاضرين وخرج أبناء عدن يحتفون في شوارع عدن مثلهم مثل كل أبناء الوطن اليمني من أقصاه إلى أقصاه. كما ان هذا الاتفاق الوحدوي التاريخي في عدن لم يكن نتيجة أي ضغط من الضغوط الداخلية أو الخارجية ولكن نتاجاً طبيعياً لتلبية المطالب الشعبية وقيادة الشطرين وبذلك الاتفاق أدرك ان هذا الجيل استطاع ان يدرك ان استعادة الوحدة اليمنية هي نهاية للصراع والعبث السياسي أكان في صنعاء أم في عدن وانهاء للدماء التي كانت تسال في صنعاء أو في عدن.. ولكون التنمية هي شرط البقاء والحياة فليس من السهل أن تتم التنمية من أطراف الشمال أو أطراف الجنوب دون ان يكون هناك وحدة واستقرار.. والجميع أدرك ذلك.. فكيف يمكن لليمن ان يتعامل مع المستوى الاقليمي وهو مشطر ومجزأ فالوحدة كانت ولا تزال مطلباً شعبياً لكل اليمانيين ولكن هناك بعض أوجه التخلف التي تعكس نفسها في أي زمان ومكان. قوى تخلف الجمهورية: مثل ماذا ؟ العرشي : نحن نتذكر مثلاً كيف كانت ثورة 26 سبتمبر تواجه الحصار ولكنها صمدت في وجه كل قوى التخلف والضلال ودحرت الإمامة البغيض وكانت الثورة الأم لقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة وبالمثل فإن استعادة وحدة الوطن لاشك انها تمر ببعض ما يعبر عن التخلف وسوء الفهم وضعف في بعض مرضى النفوس فعندما يحدث نوع من التخلف لهؤلاء القلة في أي منطقة من الوطن ينعكس ذلك على عجلة التنمية في الوطن بأكمله ولا على الوحدة لآن الوحدة باقية وهناك تصرفات رعناء وغير مسئولة تعبر عن مصالح فردية وانانية وعن جهل وتظهر هذه التصرفات من وقت إلى آخر، لذا علينا ان لا نعطيها أكبر من قدرها من المخاوف وبنفس الوقت علينا أيضاً ان نتعامل معها بحزم ومسئولية واجتثاث أيٍ من هذه الأمراض التي لا تدلل إلا على عدم وعي ومسئولية الجميع.. كما ان كل الأوطان بحاجة إلى محبة وتضحية وتكاتف والتعامل مع مثل هؤلاء الجهلاء بمسئولية بكل الوسائل المتاحة وأهم تلك الوسائل هي الديمقراطية التي تعد احد منجزات الوحدة المباركة ويجب ان نعي كيف نتظلم ونتابع حقوقنا لا ان نلجأ إلى المطالبة بحقوقنا بالمساس بوحدتنا الغالية فمن حقنا مثلاً ان نطالب بمشروع مياه أو كهرباء أو هاتف أو مرفق خدمي أياً كان نوعه فيجب ان نلجأ إلى المؤسسات الدستورية وإلى القنوات الرسمية للمطالبة بذلك وإلا فماذا يعني ان يكون هناك مؤسسات دستورية أو أنظمة تحقق العدالة الاجتماعية ؟ أما ان نفكر بدون هذا فإننا نشعر بأننا خارج المواطنة الصالحة. والشعوب العظيمة عندما تحقق المكاسب العظيمة تحافظ عليها ولا تسمح بمجرد المساس بها ولو بالكلام .. وما تحقق لشعبنا اليمني هو بفضل الوحدة الوطنية وعلينا إذا أردنا الحفاظ على هذا المنجز التاريخي ان نبتعد عن المناطقية والعنصرية والطائفية وكل ما يمس بوحدتنا اليمنية العظيمة وأثق ان الحكمة اليمانية سوف تتغلب على كل الخلافات أياً كانت.. وعموماً فالوحدة اليمنية لا خوف عليها فهي حياتنا وكيف يقضي الإنسان على حياته ولكن ومع ذلك فإنه ينبغي علينا من باب الحرص الزائد - عدم التهاون مع كل من يحاول عبثاً المساس بأمن الوطن ووحدته، وبالتأكيد فقد أصبح شعبنا اليوم - أكثر من أي وقت مضى - متيقظاً وفطناً لكل المؤامرات التي تحاك ضده وضد وحدته الوطنية. دموع فرح وجماهير الجمهورية: وقت توقيع اتفاقية الوحدة في عدن في 22من مايو 1990م هل لنا ان نعرف ماهي أهم المحطات والذكريات الجميلة حينها التي لن تنساها ذاكرتك إلى اليوم ؟ العرشي : الذكريات كثيرة أهمها تلك التي التصقت بأذهان كل أبناء الوطن وهي الشعور بتحقيق الانتصار التاريخي يوم الثاني والعشرين من مايو 90م وما سبقها من فرحات بداية من الخطوات التاريخية للوحدة هذه الذكريات تعمقت في نفوس كل أبناء الشعب وأهم الذكريات باعتقادي والتي لن تنساها ذاكرتي هو ذلك الموقف المؤثر وقت رفع علم دولة الوحدة اليمنية من عدن «ظهر 22مايو» حينها سقطت دموعنا
فرحاً رغماً عنا وذرفنا الدموع فرحاً بالانتصار وفرحاً بالوحدة التي ستعيد وتقوي مكانة وطننا الحبيب وفرحاً بانتصار إرادة الشعب اليمني ونضال قيادته ولا ريب ان الجميع قد شاهد عبر التلفاز أو بالحضور تلك الدموع التي لم نستطع امساكها والتي عبرت عن البهجة باستعادة اللحمة اليمانية كما ان هناك ذكريات أخرى تمثلت بخروج الجماهير الفرحة والمهللة إلى شوارع مدينة عدن «حينها» وإلى شوارع كل مدن ومحافظات الجمهورية. لا خوف على الوحدة.. ولكن الجمهورية: المناضل العرشي.. عودة على بدء حول حديثكم عن الوحدة وتبعات التخلف التي لدى القلة من الناس وممارساتهم الخاطئة.. باعتقادكم هل من خوف على الوحدة ؟ وهل بالامكان ان تنتصر تلك الافكار والتصرفات الهدامة والتشطيرية؟ العرشي : لا يجوز.. لايجوز.. البتة ان يتبادر إلى ذهننا مجرد التفكير بهذا التفكير أو الظن.. فالوحدة اليمنية هي حياتنا وهي الوضع الطبيعي الذي يجب ان يرتضيه الشعب اليمني من أجل تحقيقه وسيناضل ويضحي من أجل بقائه..فالوحدة باقية إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها ولكن فقط علينا ان نعزز من المكاسب التي جاءت بها دولة الوحدة اليمنية والمتمثلة بالديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر وحرية الصحافة ويجب ان ندرك ان الاختيار الأفضل للبداية بتعزيز هذه المنجزات ينطلق من قبة البرلمان. كما ان علينا ان نتابع الخطوات المتعلقة باستقلالية القضاء وكفاءة السلطتين التنفيذية والتشريعية ومكافحة الفساد لا ان نبحث عن الدمار، فنحن لا نبحث عن الدمار وهذا ما ينبغي ان يفطنه أولئك الذين يجرون وراء النزاعات الشخصية وتحويلها إلى قضايا وطنية. فنحن نبحث عن صلاح الأمة بكل الأحوال والظروف. وعلى أي حال فإن التعزيز من التعامل بمسئولية وكفاءة مع كل المنجزات ومع كل شيء وتحقيق مبدأ الثواب والعقاب وتفعيل دور المؤسسات الدستورية وحرية الصحافة كل هذا حتماً سيعزز وسيقوي وحدتنا المباركة اضافة إلى معالجة المشاكل والمظالم التي توجد في أي محافظة كانت وبالطرق السلمية وعبر القنوات الرسمية التي تضمن ذلك وزرع قيم الولاء الوطني وتوعية الفرد والمجتمع ماذا يعني الدستور انه يعني أن تسود الحياة المستقرة والآمنة في البلاد وكذا توعية الجميع بأن وسائل الدمار والتفرقة لم تعد مجدية ولم تعد هي الحكم وبالمقابل ينبغي التعريف بثقافة الحوار والمحبة ونبذ ثقافة الكراهية والبغضاء كما علينا ان نوجد لأجيالنا القادمة المزيد من التهيئة لاستمرارية منجزات الديمقراطية التي ننعم بها في ظل دولة الوحدة المباركة. مطلب الجمهورية: حيال ذلك ماهو مطلبك من وسائل الإعلام المختلفة في البلاد ؟ العرشي : رجائي ومطلبي للإعلام في البلاد بمختلف وسائله ولكافة انماطه واتجاهاته «الرسمي، الحزبي، الأهلي» هو ان يرتفع ويرتقي بالخطاب الإعلامي بعيداً عن كل مايثير الشارع والرأي العام وأرجو من الإعلام الرسمي بالذات ان يرتقي بالدور المناط به في توعية وتثقيف المجتمع فمن السهل ان تنشر أي مواد إعلامية مهما كانت لكن من الصعب ان تنتقي المادة الإعلامية المتميزة التي تخدم المجتمع الافادة الكاملة. كلمة أخيرة الجمهورية: استاذ يحيى نشكر لك رحابة صدرك وتجاوبك معنا في اجراء الحوار ونود منكم كلمة أخيرة بهذه المناسبة الغالية مناسبة العيد الوطني ال19 لقيام دولة الوحدة ؟ العرشي : اشكركم واهنىء عبركم كافة أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه قائداً وشعباً وهي تهنئة نابعة من القلب والأمل كبير بأن نتعامل بمسئولية وبصيرة نافذة وأن لا نجري وراء ما يعمق أي ظواهر للفتنة أو للضعف وان نصد الأبواب أمام أي مكروه لا سمح الله وأثق انه سوف تتلاشى كل الأسباب التي تجعلنا نشعر بالقلق. عوامل ساعدت على بقاء التشطير الجمهورية: ما سبب بقاء التشطير رغم الاستقلال في الجنوب ووجود نظام في الشمال؟ راشد: هناك عوامل عديدة أدت لعدم قيام دولة الوحدة عقب الاستقلال والجلاء لآخر جندي بريطاني وقد كررتها كثيراً لكن مع ذلك أمر عليها سريعاً وهي أن الخلافات بين الأحزاب وبعض القوى كانت قد تفاقمت ووصلت إلى حدود القطيعة والمواجهات والعنف بل والاشتباكات العسكرية التي تزامنت مع هزيمة حزيران عام 1967م التي تعرض لها الجيش المصري وخروج القوات المصرية التي كانت في اليمن«طبعاً بنفس العام» وتكاثر الأعداء على الثورة اليمنية في الشطر الشمالي حيث كانت في معظم المناطق اليمنية الشمالية توجد صراعات بين الجمهوريين والملكيين ورافقها تطورات أخرى مثل تغيير الرئيس السلال «في الشمال أيضاً» من الحكم وتصفية من تعاطف معه أو تعاون معه خصوصاً أيام وجود القوات المصرية التي كانت شمال الوطن وتم إخراجها وفي المقابل كان الوضع في جنوب الوطن ليس بأحسن حال هو الآخر من حيث التباين في اتجاهات النظامين المشطرين«آنذاك» حيث كان النظام الذي في جنوب الوطن بعد قيام الاستقلال ودولة الجنوب مغايراً ومعاكساً للنظام الذي قام في نفس الفترة بشطر الوطن الشمالي إضافة إلى الخلافات السياسية المتصاعدة وتشتت الجهود وعوامل أخرى أيضاً ولكن الأهم من كل ذلك هو الخلافات السياسية التي استمرت حتى قيام دولة الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م. سياسة متفاوتة الجمهورية : وماذا عن طبيعية السياسة السائدة حينها ؟ راشد: بالنسبة لطبيعة السياسة بين الشطرين في الشمال والجنوب وأقصد السياسة بين القيادتين فقد كانت متباينة عقب قيام النظام في الجنوب فقد انتهج النظامان سياسات عديدة ومتباينة ومتفاوتة فتارة كانت سياسة هادئة وتتسم بالتعاون وتارة يصيبها الغمام والمراشقات الإعلامية والتصعيد الذي يصل أحياناً للمواجهات العسكرية بين الشطرين فقد كان الوضع عندما تعززت العلاقات الثنائية هادئاً ومستقراً وعندما يختل التوازن على المستوى المحلي وتغلب عليه التأثيرات الخارجية المؤججة للصراعات تتوسع فجوة الخلافات بين النظامين في كلا الشطرين. جهود لرأب الصدع الجمهورية : وحيال ذلك ما الجهود التي بذلت للمعالجة ؟ راشد: بطبيعة الحال ونتيجة لتلك الخلافات المتواصلة التي كانت تنشب مابين الحين والآخر بين الشطرين فقد كانت هناك في المقابل جهود لتوحيد التلاحم الوطني والقوى الوطنية ورأب الصدع بين النظامين في الشطرين ومن هذه الجهود مايسعى لتحقيقها تنظيم الجبهة القومية وقيادته في الجنوب وقد كانت جهود توحيد القوى الوطنية في الجنوب لاتتوقف منذ ليلة الاستقلال مباشرة.. نرجع إلى الحديث عن جهود الجبهة التي كانت تدعو إلى تحقيق تماسك وطني واسع في كافة أرجاء الوطن بهدف حماية الثورة اليمنية السبتمبرية والأكتوبرية والإسهام الجاد والفاعل في خدمة قضايا الناس من كافة شرائح المجتمع..وقد كان الأخ فيصل عبداللطيف الأمين العام لتنظيم الجبهة القومية والذي كان يتميز بالنضج السياسي وحرصه القوي على إدراك الواقع المعاش وتحديد أولويات ومهام مابعد الثورة اليمنية إلا أن التنظيم نفسه مُنيَ بخلافات نتيجة لعوامل عدة أهمها التفاوت والاختلاف في وجهات النظر في الوجهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية داخلياً وبين الشطرين. فترة عصيبة وصراعات مسلحة الجمهورية : وماذا أعقب هذه الفترة ؟ راشد: وبعد جلاء المستعمر البريطاني وقيام نظام في جنوب الوطن وعدن عاصمته وإخراج الجنود المصريين من شمال الوطن«الذين شاركوا في الثورة السبتمبرية» كانت هناك صراعات عديدة قد نشبت خلال الأعوام الثلاثة«69.70.71م» في شمال الوطن وجنوبه تلخصت هذه الصراعات في التنظيم لأعمال عسكرية تابعة لأجهزة الأمن والجبهة القومية في الجنوب وتابعة لأجهزة الأمن والحركة الوطنية في الشمال وكانت هذه الأعمال تدار بواسطة تنظيمات عسكرية في كلا الشطرين تتبع حسب ماأسلفت في كل شطر وتقوم هذه التنظيمات على إدارة أعمال الاغتيالات والتخريب والتفجيرات في مناطق الأطراف على الشطرين ووصلت الأمور إلى عمليات تصفية للخصوم داخل الشطرين والملاحقة والمطاردة والاعتقال والتحقيقات ماأدى إلى نزوح عدد من مواطني الشطرين وكان النظام في شمال الوطن قد استغل ورقة النازحين للضغط على الجنوب وتحريك هذه الورقة عبر المحافل الدولية كعبء على الحالة الاقتصادية والاجتماعية في شمال الوطن أو هكذا كان يدعي النظام في الشمال. كما أن كلا الشطرين استغل ورقة النزوح للعسكريين من الشطرين لتوظيفهم في أعمال التخريب والعداء«لكلا النظامين»..ولايفوتني هنا أن أشير إلى أن المعارضة للعمل المسلح كانت قوية داخل النظام في الجنوب والحركة الوطنية في الشمال وعقد الحزب الديمقراطي عدة اجتماعات مع اللجنة التنفيذية للجبهة القومية في الجنوب للاتفاق حول هذا الشأن ولمست حينها قيادة الحزب الديمقراطي أن هناك خلافاً داخل اللجنة التنفيذية للجبهة القومية حول الكفاح المسلح ضد النظام في الشمال وكان أبرز المعارضين لهذا العمل كما أشار الشهيد جار الله عمر والأخ عبدالفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد وعدداً كبيراً من أعضاء اللجنة المركزية، مثل الحزب الديمقراطي في هذا الحوار عبدالحافظ قايد وعبدالقادر سعيد.. وكان رفض الحزب الديمقراطي للكفاح المسلح مبنياً على الأسس التالية:- 1- إن القاضي عبدالرحمن الإرياني لم تتح له الفرصة الكافية داخل النظام في الشمال لتقوية مركزه وحسم الصراع مع الخصوم السياسيين المرتبطين بقوة خارجية تعمل على إنهاء النظام الجمهوري والقضاء على النظام في الجنوب. 2- إن الكفاح المسلح يستهدف وحدات عسكرية ومشائخ في مناطق الأطراف.. قادة هذه الوحدات ومعظم المنتسبين لها هم من أعضاء الحزب ومن منشأ اجتماعي فقير.. والمشائخ في هذه المناطق إما متعاطفون مع النظام في الجنوب وإما محايدون وليس لهم أية سلطة إلا في حدود الأعراف التي تسمح لهم بفض النزاعات بين المتخاصمين من المواطنين أو التصدي للخلافات التي تبرز بين حين وآخر بين قبيلة وأخرى وبين المواطنين والسلطة. 3- طالب الحزب من قيادة الجنوب بإعطائه فرصة لممارسة العمل السياسي الخالي من أي تدخل في شؤونه الداخلية حتى يتمكن من ترتيب أوضاعه وانجاز التحالف الوطني وتحقيق تغييرات إيجابية وجذرية على صعيد الأوضاع في شمال الوطن. 4- طالب الحزب في هذه اللقاءات وعبر مذكرة مكتوبة من النظام في الجنوب بوقف العمل المسلح على أراضي الشمال والكف عن استهداف العسكريين الذين وصفهم«بالرفاق» حتى لايؤدي ذلك إلى انقسام واسع داخل الحزب وتعريض أعضاء الحزب إلى المطاردات والاعتقالات وشل فعالية الحزب في مواصلة النضال وتحقيق هدف التغيير للأوضاع القائمة في الشمال. اتفاقية القاهرة الجمهورية : وماذا عن المواجهة التي وقعت بين جيشي الشطرين .. وما تبعها من اتفاقية في القاهرة ؟ راشد: بعد هذه الأعوام الثلاثة«1969م،1970م،1971م» عملت قيادتا البلدين بجهود حثيثة على المحاولة لاستقرار الوضع وتجنيب البلاد ويلات ومآسي التشطير والصراعات«بالذات تلك الفترة» وقد كانت الأوضاع قد تصاعدت حينها إلى شكل خطير حيث حشد الشطر الشمالي حشوداً عسكرية على الأطراف كردة فعل على القيادة العسكرية والسياسية في الجنوب التي كانت قد عقدت العزم على مواصلة المواجهة بالكفاح المسلح ضد النظام في الشمال.. الأمر الذي نتج إجمالاً عن مواجهة بين الجيشين النظاميين عام 2791م ماأدى إلى تدخل أطراف عربية ودولية عديدة لتهدئة الأمور والوصول إلى اتفاق لإعادة الوحدة بين شطري الوطن فكان اتفاق القاهرة في الجامعة العربية والذي أظهر بعض المخاوف من قبل بعض القوى التي رأت «حينها» أنها سوف تفقد مصالحها. ولكن فقد كانت اتفاقية القاهرة محل استبشار وفرحة لليمنيين في شطري الوطن بعدما كانت الحرب على الأبواب والحشود قد احتشدت على أطراف الشطرين. لقاءات هامة الجمهورية : وما أهم اللقاءات أيضاً ؟ راشد: عقدت عدة لقاءات خلال أوائل السبعينيات تعرفونها وسبق أن تحدثنا عنها في أكثر من لقاء صحفي منها لقاء الأخ الرئيس إبراهيم الحمدي من شمال الوطن مع الأخ الرئيس سالم ربيع علي من جنوب الوطن حيث التقيا بالقاهرة في اجتماع المؤتمر العربي- الأفريقي في الجامعة العربية، ثم عقد لقاء آخر بينهما في تعز كان محدداًَ ليجمع أيضاً رؤساء دول القرن الأفريقي كما تم الاجتماع في قعطبة على اعتبار أنها من مناطق التماس الحدودية بين الشطرين«آنذاك». وكلها اجتماعات ولقاءات هامة على صعيد التمهيد لتحقيق الوحدة
اليمنية وعلى صعيد التخفيف من حدة الصراعات التي كانت بين الشطرين الشمالي والجنوبي. قمة الكويت وروح النقاش المسؤولة الجمهورية : قمة الكويت كانت أول لقاء بين الرئيسين في الشطرين ما الذي دار في هذه القمة؟ راشد: في ظل ظروف بالغة التعقيد تم انتخاب الأخ علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية في شمال الوطن في الوقت الذي شهد فيه الجنوب هو الآخر تغييرات واغتيالات لرؤساء أيضاً، الأمر الذي أدى إلى تفجير أزمة واندلاع الحرب بين الشطرين في شهر فبراير عام 1978م مما أدى ومن جديد إلى تدخل أطراف عربية لبذل جهود الوساطة والتي قضت أن ينسحب كل شطر من الأراضي أو المناطق التي احتلها قبل اندلاع الحرب..وواكبت هذه الوساطة الاتفاق على لقاء الرئيسين علي عبدالله صالح من شمال الوطن و عبدالفتاح اسماعيل من جنوب الوطن في قمة الكويت وكنت أحد أعضاء الوفد في جنوب الوطن حينها ، وأهم مالمسته أو ماأتذكره من ذكريات في هذه القمة هي تلك الترتيبات الأمنية الشديدة التي وضعت لنا في القصر الذي كان يجمعنا بالكويت طبعاً بحكم أن بيننا وبين أشقائنا في الشمال«حينها» حرب وعداوة فكان الحرص الكويتي على أن لاتزيد تلك العداوة بيننا حتى أنه تم منع الالتقاء بيننا«نحن الوفود» ونحن حينها فوجئنا بمبادرة الرئيس عبدالفتاح اسماعيل للقاء للذهاب إلى غرفة الرئيس علي عبدالله صالح الذي استقبله استقبالاً حاراً ودار حوار مغلق بينهما ثم خرجا إلينا عندما حضر أمير الكويت وهما متشابكا الأيدي حتى أمير الكويت ذهب حينها وقبل الرئيسين بحرارة وعقدوا اجتماعاً ثم قال: إنه سيتركنا للقاء مع بعض لأنه يثق بالروح اليمانية نفسها التي جمعت بين الرئيسين بتلك الصورة. بعد ذلك تواصلت بين الرئيسين وفي نفس الوقت كان أعضاء الوفدين«من الشطرين» يجتمعان أيضاً وشكلت لجنة مصغرة لمناقشة وبحث توجيهات الرئيسين ولإعداد صورة نهائية للبيان الختامي الذي ستخرج به قمة الكويت وقد تمت كتابة محاضر في تلك النقاشات ومن تلك المحاضر المحضر القصير الذي كتب ويتبين من خلال قراءته طبيعة النقاشات التي كانت تتم في قمة الكويت في ذلك الوقت وإليكم نص المحضر القصير الذي تمت فيه المناقشة بين وفدي الشطرين بحضور الرئيسين«عبدالفتاح اسماعيل، وعلي عبدالله صالح» حيث يجيء النص كالتالي:- الرئيس عبدالفتاح اسماعيل : كنا نتكلم أنا والاخ الرئيس علي عبدالله صالح حول المشروع المقدم من الإخوان... اللجنة لم تناقش المشروع لانه كان تحت الطبع.. واضطررنا أنا والاخ علي ان نقرأ المشروع وأقررناه.. وقلنا بدلاً من ان نبقى نشكل لجاناً وندخل في نقاش طويل تشكل لجنة مصغرة تناقش المشروع.. حسب الاتفاق مع الاخ علي هذا الصباح يتم النقاش على أساس تنفيذ اتفاقية الوحدة.. واتفقنا ان لانسير بسرعة نحو الوحدة بدون ان نهيىء الظروف ولا نريد ان نهرب من الوحدة والظروف مهيأة.. المشروع فيه تفاصيل كثيرة.. والجدول الزمني سريع جداً.. ادرسوا بأن يكون الوقت كافياً ولاتضغطوا علينا.. يعاد النظر في الجدول الزمني وتعملوا اتفاقاً نهائياً وموجزاً لتنفيذ الاتفاقية بعد ان يتم لقاء ثان بين الرئيسين لبدء العمل لتحقيق دولة الوحدة. الرئيس علي عبدالله صالح موجز الكلام.. النقاط التي حددناها في الصباح هي خلاصة الموضوع. محمد صالح مطيع : نحن فهمنا الكلام الذي لخص في الصباح بأن نعمل اتفاقاً كاملاً.. ويصدر عن الرئيسين بيان حول اللقاء.. وحتى نكون واضحين نوصل إلى التالي : 1- بيان عن لقاء الرئيسين. 2- اتفاق نحدد فيه النقاط الرئيسة. 3-برنامج تنفيذي لهذه النقاط. الشيخ مجاهد ابو شوارب : هل نلغي اتفاقية القاهرة وبيان طرابلس لماذا نطلع باتفاقية جديدة ؟.. بذلك ننسف الاتفاق السابق، وننسف عمل اللجان التي قطعت أشواطاً كبيرة.. عبدالفتاح تحدث حديثاً ارضانا جميعاً وحديثه كان حديثاً مسؤولاً.. وانزعجنا من المشاريع التي قدمها الاخوان.. لأنها متشددة. الرئيس علي عبدالله صالح : مشروع الصباح خذوا منه الذي يساعدكم على البيان. مجاهد أبو شوارب : كلام مطيع اننا نخرج ببيان واتفاقية. الرئيس عبدالفتاح اسماعيل : نريدكم ان تساعدونا لاتعقدوا الموضوع هذا المشروع المقدم من جانبنا تأخذوا الثلاث النقاط تحددوا الفترة الزمنية المعقولة لتنفيذ النقاط: الرئيس علي عبدالله صالح : إذا اتفقتم كلجنة مشتركة على الفترة الزمنية تحددوها.. مالم تعودوا إلينا. الرئيس عبدالفتاح : صحيح.. ولكن تحددوا فترة زمنية كافية. صالح مصلح : هذه قضية هامة.. ماحد يفهم كلام عبدالفتاح على انه طرح القضية بأن نترك الأمور عائمة.. ليس لدينا إصرار على وحدة فورية.. لكن لاعودة إلى ممثلين شخصيين.. وعمل طويل دون ان نحدد نهاية لهذا العمل الطويل.. نحدد فترة زمنية محددة حتى يعرف الشعب اليمني من يعرقل الوحدة ينبغي لنا كيمنيين ان نحدد قرارنا.. ومصيرنا بأيدينا.. ولايختارها لنا أحد.. لايمكن ان تصبح قضية السعودية أو العراق أو غيرها. الرئيس عبدالفتاح : لم يقل لنا لا العراق ولا السعودية لاتتوحدوا. صالح مصلح : على هذا الأساس يجب ان نحدد بوضوح جدولاً زمنياً.. والذي سيعرقل الوحدة نقول انه عرقل الوحدة علي عبدالله صالح أو عبدالفتاح ويطرح البديل.. المشروع يناقش وتأتي أية لجنة تقول إن هذا مخالف لاتفاقية القاهرة وبيان طرابلس. الشيخ مجاهد أبو شوارب : إذا عالجنا مشاكلنا بأعصاب متشنجة قد لانصل إلى حل وسلام.. إذا كنا نريد وحدة على أسس سليمة لابد ان نعالج الأمور المتصلة بها بهدوء، وصفاء، واخاء.. ونرجو ان يسود ذلك فيما بيننا.. وكل شيء لابد ان يستوفي أجله ولانرتجل.. حوار ونقاش بروح أخوية واعصاب هادئة سوف نصل إلى نتيجة تخدم شعبنا فإذا كان الامر كذلك ممكن ان نستمر في الحوار والنقاش. محمد صالح مطيع : نحن نناقش قضية مصيرية بالنسبة لشعبنا، وهذه القضية بحاجة إلى نقاش واسع.. لانهرب منها ولانتسرع.. ظروف يجب ان نستفيد منها لمصلحة شعبنا.. نحن لانناقش الأمور باستهتار ولاتشنج.. لذلك يجب ان يكتسب نقاشنا الجدية.. لذلك نحن بحاجة إلى نوع من التحديدات الواضحة إذا أردنا ان نجتمع.. وإذا خرجنا باتفاق جديد لاننا منذ ثلاث سنوات لم نخرج باتفاق.. إذاً نقول هذه النقطة لانريدها ونحدد بماذا نخرج.. الاتفاق يجب ان يرتبط بجدول زمني هذا إذا اردنا ان نخرج بنتيجة جادة اتفاقية القاهرة تجدد كل سنة ومرت ثلاث سنوات ولم نجدد الاتفاقية.. ولهذا لابد ان نخرج باتفاق، وبيان مع برنامج زمني. الشيخ مجاهد أبو شوارب : إذا أراد الرئيسان تجديد الاتفاقية ممكن.. اما اتفاقية جديدة مرفوض. عبدالعزيز عبدالولي: الاتفاقية الجديدة لاتتعارض مع الاتفاقية السابقة.. نريد برنامجاً يتقيد باتفاقية القاهرة وبيان طرابلس.. ونحدد فترة زمنية.. البيان المشترك مسألة مفروغ منها ونحدد الفترة الزمنية بثلاثة أشهر مثلاً. محمد صالح مطيع : نحن لانسمي هذا اتفاقية.. وانما برنامج زمني لتنفيذ اتفاقية القاهرة وبيان طرابلس. الشيخ مجاهد : أنا لم أقل شيئاً عن برنامج لتنفيذ اتفاقية.. لدينا اتفاقية القاهرة وأقرت من قبل المجالس التشريعية. البيان يتضمن مايمكن أخذه من المشروع.. نحن لانريد اتفاقية جديدة. الرئيسان : المشروع والبيان معكم.. نريدكم ان تخرجوا بنتيجة.. وأي خلاف يمكن ان تعودوا إلينا. كانت حصيلة هذا النقاش في اجتماع الرئيسين في الكويت تحديد فترة زمنية بستة أشهر لإنجاز مشروع الدستور لدولة الوحدة وحدد البرنامج ان يلتقي الرئيسان في صنعاء أو عدن للمصادقة على مشروع الدستور واعلان الاستفتاء عليه.. إلا ان الاجتماع الثاني للرئيسين لم يتم حسب الاتفاق ولم تنجز اللجنة الدستورية مشروع الدستور.. وكان الرئيس عبدالفتاح اسماعيل قد منع من قبل القيادة السوفياتية من السفر إلى تعز للقاء بالرئيس علي عبدالله صالح لأسباب أمنية.. واستعيض ان يتم سفر رئيس الوزراء علي ناصر محمد إلى صنعاء للاتفاق على صيغة بيان يلغي العمل بالبرنامج الزمني والفترة الزمنية المحددة لإنجاز الدستور. جهود دؤوبة ويوم الفرحة الكبرى الجمهورية : للرئيس علي عبدالله صالح جهود كبيرة في تحقيق الوحدة كيف تقرأون هذه العبارة وماهي كلمتكم في هذه المناسبة ؟ راشد : كنت أعرف الرئيس علي عبدالله صالح منذ ان كان قائداً للواء تعز وجمعتني به الصدفة في أكثر من مرة ومقيل قبل ان يكون رئيساً للشمال والحقيقة كان محنكاً فطناً وقد عمل منذ أن صعد إلى سدة الحكم على استتباب الأمن في الشطر الشمالي ذلك الوقت حيث استقطب أطراف المعارضة بطرق الحوار وانتهاجه كطريق مفتوح لتسيير الأمور سلمياً دون نزاعات وقد أسهمت فترة حكمه في الشمال حينها باستمرار جهود السعي نحو تحقيق الوحدة وقد كان موقف صنعاء من أحداث يناير عام 1986م داعماً لذلك إضافة إلى الاتفاقيات واللقاءات التي تواصلت من أجل تحقيق الوحدة خلال عهد الثمانينيات والتي كللت باللقاء الأخوي في عدن والذي انتهى باتفاقية 30نوفمبر 1989م وفتح الحدود أمام تبادل المواطنين للزيارات بالبطاقة الشخصية فقط وتوحيد بعض الشركات.... إلخ من الاتفاقيات والجهود الدؤوبة والمتواصلة وصولاً إلى يوم ال22 من مايو 1990م يوم الفرحة الكبرى يوم التوقيع السلمي والنهائي على قيام دولة الوحدة اليمنية تحت مسمى الجمهورية اليمنية في وطن واحد من أقصى المهرة إلى أقصى صعدة. ً هلت الفرحة الكبرى كافة قرى وعزل وأحياء ومدن وطننا اليمني الحبيب.. وهانحن اليوم ننعم في ظل هذا المنجز التاريخي الذي يعتبر التراجع عنه من المستحيلات...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.