ليس غريباً ان تتقدم الجامعة العربية بمقترح إلى الدول العربية بشأن الموافقة على اعتماد 22مايو من كل عام عطلة رسمية، للاحتفاء والابتهاج باللبنة الأولى في صرح الوحدة العربية، وهي الوحدة اليمنية، وأتصور أن هذا المقترح سيلقى قبولاً عربياً، وإن خيبت الأمل بعض العوائق السياسية، إلا أنني كواحد من المفكرين في وطن الضاد العربي أعتبر ان المقترح وإن كان مازال مقترحاً قد حمل معاني ودلالات عبرت عن شوق الإنسان العربي الحر إلى الوصول إلى يوم الحرية والعزة والكرامة والشموخ والتمكين، اليوم العربي الذي تتمكن فيه الأمة العربية الواحدة من نفض غبار الذل والعار الذي لحق بها عقوداً طويلة، وتطوي صفحات الماضي الأسود، وتفتح صفحة جديدة لبناء كيان عربي قوي ومقتدر ينحت مكانته في عالم الأقوياء، وينتشل نفسه من عالم الضعفاء. إن مقترح جامعة الدول العربية بداية عملية باتجاه استقلال القرار العربي، وفاتحة عهد جديد تبشر بخير الأمة القادم من ركام الماضي وآلامه، ولا أبالغ ان قلت ان هذا المقترح عربي بامتياز، وقد يقول أحدكم إنه مجرد مقترح، ولكني استطيع القول بأن المقترح سيتحول في يوم ما إلى فعل عربي موحد ترفرف في الوطن العربي راية واحدة، وأقول ذلك ليس بموجب العاطفة التي تشد إلى اليوم المنشود، ولكن الجغرافيا والتاريخ واللغة والدين والعرق الواحد وكل مقومات وعوامل قيام الوحدة العربية، بل استطيع القول بأن الذي ينقص في هذا الاتجاه هو وحدة الإرادة السياسية، فمازالت الإرادة السياسية إرادات متعددة ومختلفة،وإن الأعمال الصغيرة ستوصلنا إلى الأعمال الكبيرة. ولئن كان البعض ينظر إلى مقترح جامعة الدول العربية انه عمل صغير ولم يتجاوز المقترح فإن ذلك الفعل الصغير في نظر البعض سيخلق فعلاً أكبر ويترك أثراً أعظم وأعم وأشمل، وسيتدرج في الرقي باتجاه الهدف الأسمى والأنبل وهو يوم الوحدة العربية عندما يتم الإعلان عن قيام الولاياتالمتحدة العربية، ولذلك فعلى المستنيرين من المفكرين أن يشجعوا هذا الفعل القومي والمتميز، وأن يشيعوا المحبة والسلام وأن يجعلوا من كل فعل صغير طريقهم إلى الفعل الأكبر، فألف تحية لكل عربي ومسلم يحتفي معنا بيوم الثاني والعشرين من مايو المجيد لأنه يوم الألق اليماني الذي يحمل بيارق النصر بإذن الله.