فتح باب الانضمام للقافلة الجديدة لرفع وكسر الحصار عن غزة من قبل اللجنة الأوروبية التي أعلنت عن استعداداتها منذ العدوان الإسرائيلي على القافلة الأولى المكونة من أربع سفن تتقدمها سفينة مرمره التركية وذكرت اللجنة الأوروبية وعلى لسان عدد من أعضاء القافلة الأولى الناجين من مذبحة الأحد الماضي والذي ذكر بأنها ستتألف من عشر سفن وسيشارك فيها أكبر عدد من المتضامنين مع أهل غزة ومن دول عديدة انتصاراً للحرية والحق الإنساني الذي كفله ميثاق الأممالمتحدة. وفي تركيا بالتحديد مازالت الاحتجاجات متواصلة على العملية الإرهابية الاسرائيلية التي توقع قادة هذا الكيان أنها لن تحرّك مشاعر البشر بالقدر الذي تفجر من أسطنبول وأنقرة وتداعت له أصوات الضمير الإنساني في كل دول العالم بما فيها أمريكا وأوروبا كشعوب ممثله بالشخصيات البارزة في الجامعات والسلك الدبلوماسي والعسكري والحقوقي وضمت صوتها إلى أولئك الشرفاء في تركيا بالذات بضرورة معاقبة إسرائيل ومحاكمة من أمروا بشن الهجوم على المدنيين كبار السن والنساء والأطفال بكل الأسلحة والغازات السامة من الوهلة الأولى لنزول القوات الخاصة من الطائرات المروحية فوق السفينة مرمرة والسفن الثلاث الأخرى. فكشف الإسرائيليون نيتهم المبيتة وجردوا أنفسهم من القيم والاعتبارات التي أفلتوا منها في الماضي إذ لم يفكروا بأن الكذب لن يطول حبله وأن هؤلاء المتضامنين في قافلة الحرية قد أعدّوا العدة لإيصال مساعدتهم بما يجرد إسرائيل من أي شيء بقي لها من أساليب الكيد وإلصاق التهم للآخرين بالإرهاب، فلم يحملوا سكاكين حادة ولا أي سلاح أبيض واليمني الذي كانت لديه جنبية لم تكن في خاصرته أثناء الهجوم أي أنه لم يشهرها في تلك اللحظات الرهيبة لأنه لو فعل ذلك ما بقي على قيد الحياة ولا أعطى الإسرائيليين براءة من دم الشهداء وكلهم أتراك سوى أحد الأجانب. ولم يبق من يدافع عن الجرم الإسرائيلي الكبير غير الإدارة الأمريكية حيث أعطى جوبايدن نائب الرئيس الأمريكي الحق لإسرائيل بالمطلق حماية نفسها وتفتيش أي سفينة تحمل مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة المحاصرين منذ حوالي ثلاث سنوات ولم يشر إلى هذا العدوان إلا بتلك الكلمات الركيكة التي أراد أن يدبجها بدعم أمريكا الدائم لإسرائيل في الوقت الذي تبيد فيه شعباً من عدة ملايين وتنتهك قرارات الأممالمتحدة وتضرب عرض الحائط بمصالح الولاياتالمتحدة نفسها كما حذر من ذلك وزيرة الخارجية كلينتون وقائد القوات الأمريكية الوسطى مكرستيل قبل أسابيع من الآن بقولهم: أن على الإسرائيليين أن يعرفوا بأن الدعم الأمريكي لن يطول ولن يصمد بوجه العواصف التي تخلقها إسرائيل لنفسها وأن المصالح الأمريكية الحساسة أهم من المكابرة في مساندة إسرائيل المخالفة لكل القوانين والقرارات الدولية. وبخلاف ماأرادت إسرائيل قوله وفعله من العدوان على قافلة الحرية فتحت على نفسها أبواباً كانت تحاول أن تبقى موصدة أمام الجميع لكي لاتسمع من يقول لها: إلى هنا وكفى أو يحذرها من مغبة الكذب واستغلال الأصدقاء في مواصلة الهدم والاستيطان والحصار والقتل والتهديد للجيران والتهريب من الإنضمام إلى معاهدة حظر انتشار واستخدام أسلحة الدمار الشامل التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.