دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اسرائيل الى وضع حد للحصار الذي تفرضه على قطاع غزة فورا واجراء تحقيق مفصل وواسع في الانزال الذي قامت به قوات كوماندوس اسرائيلية على احدى سفن "قافلة الحرية" والذي ادى الى مقتل 9 من ركابها واصابة العشرات. جاءت تصريحات بان كي مون بعد ساعات من دفاع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الهجوم الاسرائيلي على السفينة "مرمرة" التي كانت من بين سفن "قافلة الحرية" التي كانت تحمل مساعدات انسانية الى قطاع غزة. ووصف نتنياهو السفينة بانها لم تكن سفينة "محبة بل سفينة كراهية" وقال اثناء زيارته للجنود الاسرائيليين الذين شاركوا في الهجوم ان الجنود تعاملوا مع مجموعة من "الغوغاء الاشرار" وتصرفوا دفاعا عن النفس وهو ما يتناقض مع رواية المتضامنين الاجانب الذي اكدوا ان القوات الاسرائيلية بدأت باطلاق النار على ركاب السفينة فور نزولهم من طائرات الانزال. واضاف ان من حق اسرائيل منع وصول الاسلحة والصواريخ الى قطاع غزة ومنع تحويله الى ما وصفه بميناء ايراني على البحر المتوسط ووصف الانتقادات الدولية للعملية العسكرية الاسرائيلية ضد القافلة بانها "حملة من النفاق العالمي". واكد بان كي مون ان "المأساة التي وقعت في عرض البحر مؤخرا تؤكد ضرورة رفع هذا الحصار لانه غير مجد وخاطىء وغير قابل للاستمرار وهو بمثابة عقاب للابرياء وعلى اسرائيل رفعه فورا". وفيما يتعلق بكيفية اجراء تحقيق في الهجوم اوضح بان كي مون انه يدرس عدة خيارات لاجراء تحقيق "سريع وموثوق وحيادي وشفاف" حسبما دعا مجلس الامن. من جانبه اعرب نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن عن تاييد بلاده لحق اسرائيل في منع وصول سفن الاغاثة الى غزة لاسباب امنية واستغرب اصرار القائمين على القافلة في ايصال المساعدات مباشرة الى غزة بقوله "لماذا الاصرار على الذهاب الى غزة مباشرة؟ من حق اسرائيل تفتيش هذه السفن والتأكد من حمولتها". وفيما يتعلق بالتحقيق في الهجوم الاسرائيلي اشار بادين ان الولاياتالمتحدة تؤيد قيام اسرائيل بهذا التحقيق بمشاركة دولية كما جرى التحقيق في حادث غرق البارجة الكورية الجنوبية بواسطة طوربيد هجومي. من جهة اخرى قامت اسرائيل بترحيل المئات من المتضامنين الاجانب الذين كانوا على متن سفن القافلة الست ومن بينهم عدد من الجرحى الذين وصلوا الى العاصمة التركية انقرة على متن طائرة تركية. فقد نقلت عشرات الحافلات هؤلاء المتضامنين الى مطار بن جوريون وتم ترحيل 527 منهم على متن خمس طائرات الى تركيا واليونان بما فيها جثث القتلى التسعة، بينهم اربعة من الاتراك. وسارعت اسرائيل ترحيل هؤلاء بعد تهديد تركيا باتخاذ اجراءات جديدة ضدها ما لم تطلق سراحهم فورا. وفيما قامت اسرائيل بطرد 120 اخرين الى الاردن وعدد من النشطاء المصريين الى مصر عبر معبر العريش. في غضون ذلك، أصدر البرلمان التركي بيانا دان فيه الهجوم الاسرائيلي، ودعا الحكومة إلى إعادة النظر في علاقات تركيا الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل واتخاذ مواقف حازمة من الحكومة الاسرائيلية مؤكدا على عدم الخلط بين الحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي. وطالب الحكومة الاسرائيلية بالاعتذار للشعب التركي كما دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية في القضية وطالب الحكومة الاسرائيلية بتعويضات للمتضررين في الحادثة.