بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي الإدلاء بشهادته أمام لجنة تحقيق إسرائيلية بشأن اعتداء القوات البحرية الإسرائيلية على سفن قافلة الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة، وهو الهجوم الذي قتل فيه تسعة نشطاء أتراك نهاية مايو/ أيار الماضي. وحمل بنيامين نتنياهو في شهادته أمام اللجنة –التي تتكون من خمسة أعضاء إسرائيليين أضيف إليهم مراقبان أجنبيان لا يتمتعان بحق التصويت- مسؤولية الهجوم لوزير الدفاع إيهود باراك، لكنه قال إن القوات الإسرائيلية "تصرفت بشكل قانوني" مع سفن قافلة الحرية. وأضاف "أنا مقتنع أنكم في نهاية تحقيقكم سيصبح واضحا أن دولة إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي تصرفا وفقا للقانون الدولي" مؤكدا أنه لا يستطيع تجاهل "التهديدات التي يواجهها وجود إسرائيل". وأفاد مراسل الجزيرة بالقدس وليد العمري أن اللجنة ستستمع لنتنياهو خمس ساعات، وأن شهادته ستمر على مرحلتين، الأولى ستكون علنية تحضرها الصحافة لكن من غير تصوير، والثانية سرية. وأضاف المراسل أن اللجنة –التي وسعت الحكومة الإسرائيلية صلاحياتها بعد ضغط من رئيسها القاضي المتقاعد يعقوب تركل- ستستمع غدا إلى باراك، وبعد غد لرئيس أركان الجيش غابي أشكينازي. تحقيق داخلي وقد شكلت إسرائيل لجنة التحقيق هذه في يونيو/ حزيران بعد ردود الفعل التي خلفها هجوم قواتها على قافلة الحرية، وبعد الأزمة الدبلوماسية التي وقعت بينها وتركيا بعد هذا الهجوم. ويقول الجيش الإسرائيلي إن هجومه على قافلة الحرية جاء دفاعا عن النفس، مدعيا أن بعض المتضامنين الذين كانوا على متن القافلة "إرهابيون" وأنهم هاجموا جنوده، وهو ما ينفيه القائمون على القافلة ويؤكدون أنها كانت تحمل مدنيين وأن الجيش هاجمهم في المياه الدولية. وكان جيش الاحتلال قد أجرى تحقيقا داخليا خلص إلى أنه "على الرغم من بعض الأخطاء التي تم ارتكابها" فإن إطلاق النار على قافلة الحرية "كان مبررا". وفي الأسبوع الماضي أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الهجوم الإسرائيلي، ومن المتوقع أن تبدأ عملها يوم غد الثلاثاء وترفع تقريرا أوليا بحلول منتصف سبتمبر/ أيلول. ويرأس اللجنة الدولية رئيس وزراء نيوزيلندا السابق جيفري بالمر، وتضم الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته ألفارو أوريبي وعضوين آخرين أحدهما تركي والآخر إسرائيلي.