يعتقد الباحثون في مجال علم الاجتماع السياسي أن بعض السلوكيات غير السوية مكتسبة من المجتمع، لأن بعض الأفراد تكون نفسياتهم مهيئة لتقليد السلوكيات غير السوية التي يمارسها المجتمع مع وعيه بأنها غير سوية، ويرى أغلبية أفراد المجتمع أن مثل هذه العادة أو السلوك ضار بالحياة اليومية ولا يحقق الفائدة لا للفرد ولا للمجتمع على الإطلاق، وفي مجتمعنا اليمني على سبيل المثال وليس الحصر هناك عادة تناول القات ومايترتب عليها من أفعال ومخلفات وآثار لاتعبر عن قيمة حضارية أو إنسانية، ففيها من التشويه للمناظر العامة والتعدي الصورة الإنسانية التي خلق الله الإنسان عليها ما يدعو إلى التأمل والتفكر في هذه الآثار المشوهة لأحسن صورة خلقها الله تعالى. إن علم الاجتماع السياسي يرى في تلك الممارسات السلبية انعكاسات خطيرة على المجتمع تؤدي إلى حالة من التدهور والانهيار القيمي والأخلاقي بسبب تفشي مثل هذه السلوكيات الخادشة للذوق العام، وهذا التصور لايبتعد كثيراً عن حالة القات ومايترتب عليها من الآثار السلبية في الحياة العامة والخاصة، ولمن يريد أن يرى الآثار السلبية لهذه العادة الوخيمة فعليه أن يمعن النظر في الموظف العام في كل مرافق الدولة وأجهزتها التنفيذية، وسيحصل على نتيجة مخيفة جيداً من خلال التعرف على ساعات العمل وحجم الإنتاج، وأساليب التعامل، وأسباب تعثر المشاريع العامة وعدم جودة مايتم انجازه منها، وسيجد أن وراء ذلك البلاء والفساد والإفساد وعدم الالتزام بشروط الجودة في الإنجاز شجرة القات الشيطانية، أما مجال تشويه خلق الله وتلويث الأماكن العامة واعطاء انطباعات مخيفة لدى الغير فعلى القارئ الكريم أن ينظر بموضوعية وحيادية وتجرد إلى حالة المخزن من اللحظة التي يبدأ فيها البحث عن هذه الشجرة الملعونة وحتى يفرغ من ذلك العبث كله وسيجد تصرفات وأعمالاً ينكرها أصحاب العقل السوي بمافيهم من يتناول القات، لأنها تعد واضح على كل جميل في الحياة. أما الآثار والانعكاسات على القرار السياسي فحدث ولاحرج، ويكفي أن أقول بأن الاستمرار في زراعة القات سيقضي على الإنتاج القومي لليمن وتتحول اليمن بلداً مستهلكاً محتاجاً إلى الغير في أبسط ضروريات الحياة، فهل يدرك الجميع خطورة هذه العادة ونبدأ جميعاً بوضع حد لذلك؟ ولتكن البداية بالتربية لأنها الأكثر فاعلية بإذن الله.