صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القات.. سلاح الدمار الشامل الأشد فتكاً باليمن.. هل من خَلاص!؟
نشر في نبأ نيوز يوم 27 - 03 - 2008

أمر يدعو للدهشة والريبة في آن واحد: أن تفعل هذه الوريقات الخضراء بنا كل تلك الأفاعيل، فيما نحن نواجهها بصمت مريب، وبحماقة مجتمعية، وتجاهل حكومي..! انه القات- البداية والنهاية!!
لا شيء مبجل في هذا البلد غيره.. ولا شيء مسئول عن حالة احباط متتالية في اليمن غيره.. ولا شيء مسئول عن الفساد غيره.. ولا مسئول عن تخلفنا في شتى مناحي الحياة غيره .. هو الاول وهو الاخير الذي لا بد ان نوجه له كل اللوم.. بل قبله يجب مساءلة كل حكوماتنا المتعاقبة التي سكتت كل تلك الحقب الزمنية دون ان تفعل له شيئا او تحرك ساكنا.. أهي مؤامرة يقودها هذا السرطان الاخضر ام هو غباء حين نعزي مشاكله التي لا تحصي للمبيدات؟ هل نعلم ان القات مسئول عن كل تلك الفضائع دون ان يكون قد عومل بالمبيدات من..!
تعالوا لنرى ما هو القات؟ وماهي اضراره؟ وماهى الرؤية للخروج من مستنقع ظاهرة تعاطيه وزراعةته؟ والى أي مدى خلق هذا الاخضر استغباء في عقولنا فواجهناه باستغباء مركب اخرج معه كل تلك المداهنة والمسالمة والهزيمة والاستكانة واللامبالاة!!؟
* ما هو القات !؟
يُعتقد بأن القات كان معروفاً منذ العصور القديمة في شرق أفريقيا ، وقد ذكر المؤلف الإغريقي هومر بأن الإسكندر الأكبر قد أمر جيشه باستعمال القات للعلاج من الوباء الذي اجتاح الجيش، كما أن المؤلف نجيب الدين السمرقندي ذكر في كتاب الأقربازين الذي طبع عام 1237م وجوده في اليمن واستعماله كعلاج للكآبة والحزن (والكتاب منقول عن المخطوطة رقم 134 الموجودة بالمكتبة الوطنية في باريس) وتحدث المقريزي (1364 – 1442م) عن وجود القات في بلاد الصومال.
كما ذكر المؤلف روشيه دي هيريكورت أنه تم إدخال القات إلى اليمن من أثيوبيا في عام 1429م بينما تحدث شهاب الدين أحمد بن عبد القادر وهو من منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية من مواليد (1580م) في كتابه فتوح الحبشة عن استعمال القات في اليمن وأنه زرع على يد على بن عمر الشادلي عام 1424م،كما تشير بعض المصادر إلى أن القات دخل اليمن قبل الإسلام عندما غزى الأحباش اليمن.
وأول عالم نباتي أعطى وصفا للقات هو العالم السويدي بي فورسكال الذي دعاه كاتاأديوليس ، وقد تم نشر وصفه بعد وفاته في الفلورا العربية المصرية وقد سمي النبات كاتا أديوليس فورسكال تخليداً لذكرى هذا العالم0
* 650 مليون شجرة قات
يزرع القات في اليمن في 14محافظة، وتذهب تقديرات وزارة الزراعة والري إلى زراعة نحو650مليون شجرة قات في البلاد من مختلف الأنواع.
حيث تشير التقديرات إلى تزايد المساحة المزروعة بالقات إلى 7000 هكتار في عام 72م إلى حوالي 250.000 هكتار عام 2002م..
وقدرت مساحات زراعة القات خلال التسعينات بنسبة 77%، وهو ما يزيد على ثلاثة أمثال المساحة الإجمالية المزروعة بالفواكه في كافة أصنافها وخمسة أمثال مساحة زراعة العنب والتمور اللذان يأتيان في مقدمة قائمة المحاصيل الزراعية التي تدر عائدات نقدية.
* الأضرار الاقتصادية
يبلغ حجم الإنفاق اليومي من استهلاك القات في اليمن حوالي 70 مليون ريال يوميًّا "الدولار الأمريكي يعادل 177 ريالاً يمنيًا"، بما يعني أن حجم الفاقد الاقتصادي السنوي يصل إلى حوالي 25.2 مليار ريال، كما تستنزف عملية زراعة القات حوالي 55% من إجمالي استهلاك المياه الجوفية.
ويشير الدكتور "محمد الحاوري" في دراسة نشرتها مجلة "نوافذ" في عددها التاسع والعشرين أغسطس 2000م تحت عنوان: "القات بين اقتصاد المواطن واقتصاد الوطن" إلى أن متوسط الإنفاق الشهري للأسرة على تعاطي القات يبلغ حوالي 12.01% من إجمالي دخل الأسرة.
ويتابع قائلا: "هذا بينما لا يتجاوز الإنفاق على التعليم 1.74%، والحبوب ومشتقاتها 17.2%، والفواكه 2.9%، والخدمات الصحية 2.91%، والخضراوات 4.6%، ويخلص إلى أن تعاطي القات يتسبب في خفض الإنفاق على السلع الضرورية، وبالتالي تدهور مستوى المعيشة".
ويقول: "إن التقديرات تشير إلى أن نحو 35% من إجمالي سكان اليمن البالغ قرابة 20 مليون نسمة يتعاطون القات الذي أصبح مشكلة عميقة الجذور متعددة الأبعاد والآثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأخلاقية؛ بحيث غدت تحمل مخاطر شتى على حاضر المجتمع ومستقبله وأجياله الحالية واللاحقة".
ويضيف: أن حجم استهلاك القات وصل إلى مستويات مرتفعة؛ حيث بلغت نسبة المتعاطين له حوالي من (70 – 80%) من حجم السكان للفئة العمرية (16– 50 عاماً) وبمعدل مرة إلى ثلاث مرات أسبوعيًّا.
كما شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة توسيع رقعة زراعة القات على نحو غير مسبوق؛ فقد أخذت زراعته تتسع بشكل مطرد؛ بحيث غطت معظم مناطق اليمن ابتداءً من المرتفعات الجنوبية إلى المرتفعات الوسطى، وانتهاء بالمنحدرات الغربية (الساحلية).
وقد ساعد على ذلك.. ليس فقط زيادة الطلب عليه، وتزايد أعداد المتعاطين له، أو باعتباره محصولاً مرتفع المردود الاقتصادي.. وإنما إضافة إلى ذلك يتمتع بمرونة كبيرة في مقاومته للظروف المناخية والطبيعية، وقدرته على تحمل موجات البرد الشديد والرياح العالية، وكذا إمكانية زراعته في التربة الرديئة.
* الاضرار الاجتماعية
إن لتعاطي القات أضراراً اجتماعية عديدة تتمثل في نشوء استعدادات غير طبيعية تساعد على الانحراف إلى الإجرام وذلك نتيجة الانعكاسات النفسية المترتبة على التعاطي، كما قد يؤدي إلى تقبل السلوك الانحرافي الإجرامي و الشعور بالأنانية وضعف الإحساس بالواجب الاجتماعي، وبالتالي اختفاء الولاء للأسرة والوطن مما قد يؤدي إلى تأثر الحياة الاجتماعية وإلى التفكك الأسري، كما يلعب القات دوراً كبيراً في حدوث البطالة المؤدية إلى الفقر الذي يجر إلى ارتكاب السرقة، والجرائم المخلة بالشرف والمروءة، خاصة في غياب الوازع الديني القوي لهذه الفئة من الناس، وتكون نتائجه عدم الاستقرار الأسري وفقدان الأمن الاجتماعي، ويمكن إيضاح الأضرار الاجتماعية في النقاط التالية:
1- التفكك الأسري:
إن الإنفاق على شراء القات يمثل عبئاً اقتصادياً على ميزانية الأسرة، حيث ينفق المدمن على القات جزءاً كبيراً من دخله، مما يؤثر على الحالة المعيشية من الناحية السكنية والغذائية والصحية والتعليمية، وبالتالي يحدث التوتر والشقاق والخلافات الأسرية، نتيجة عدم تلبية رب الأسرة لمطالبها الضرورية، لضيق ذات اليد بسبب إنفاقه على شراء القات وتعاطيه.
2- انحراف الأحداث وسوء تنشئتهم:
يقدم المدمن للقات نموذجاً سيئاً من السلوك لأبنائه , حيث يتركهم يعانون الحرمان والحاجة , بسبب انشغاله بنفسه , واهتمامه بتأمين ما يحتاجه هو من أجل تعاطيه القات، فيحس الأبناء بالنقص تجاه أقرانهم الذين يجدون الملبس الجديد ويتنزهون مع أسرهم، ويحرمون أيضاً من الدورات التعليمية، أو المشاركات في الأندية الرياضية بسبب عدم توفر المبالغ المالية، أو بسبب ضياع وقت آبائهم في مجالس القات، وعدم تخصيصهم جزءاً من الوقت للترويح عن أبنائهم، فيفقد الأبناء الثقة في أنفسهم، ويزرع الحقد في صدورهم بسبب الحرمان الذي يعيشونه مقارنة مع غيرهم، مما يدفع الأبناء إلى سلوكيات غير سوية, وعدم تحمل للمسؤولية, وقد يحترفون السرقة , ويتعاطون القات وغيره من المخدرات، كما أن الأبناء يقتدون بآبائهم فإذا انتشرت هذه العادة بين الأجيال المتعاقبة سيكون لدينا في المستقبل مجتمع متهالك تسوده الفوضى ولا يقوم بواجباته وخدمة نفسه.
3- العزوف عن الزواج:
الشباب الذين أدمنوا القات وهم من الطبقات المتوسطة أو الفقيرة ، لا يستطيعون الوفاء بمستلزمات وتكاليف الزواج، إذ أن دخل الواحد منهم يستهلك في الإنفاق على شراء القات الذي يجد في مجالسه نشوة القات ويرى أنها قد تغنى عن الزواج الذي يعجز عن تكاليفه، وقد لا يجد يد العون من والده أو إخوته إذا كانوا من مدمني القات، كما أنه قد لا يوفق في إيجاد شريكة حياته والتي قد ترفضه بسبب إدمانه على تعاطي القات.
4- الفساد الاجتماعي:
يؤدي تعاطي القات إلى مفاسد اجتماعية، بسبب ما تكلفه هذه العادة السيئة من أموال تجبر المستهلك على كسب المزيد من المال ليرضي رغبته، والغاية عنده تبرر الوسيلة، فلا مانع من استغلال مركزه الوظيفي في الحصول على الرشوة، وتقديم الخدمة لمن لا يستحقها، مقابل مبلغ من المال أو دعوة إلى مجلس قات مقابل هذه الخدمة التي تقدم لمن قد لا يستحقها.
كما أن الفساد الاجتماعي الناجم عن القات قد يتجاوز الطبقة الصغيرة من الموظفين إلى طبقات أعلى يمكنها التعاطف مع المهربين والمروجين، كما أن انتشار ظاهرة تعاطي القات بين المثقفين في المجتمع قد توجد لدى ضعفاء النفوس تبريراً لأن يقوموا بعملية التهريب والترويج.
* النساء والقات
وتشير دراسة ميدانية أجريت أخيرا إلى أن نسبة النساء اللواتي يتناولن "القات" بصورة يومية 82,45 % و 59,15% يتناولنه مرة واحدة في الأسبوع و 47,14% مرتين في الأسبوع و 61,10% ثلاث مرات و 47,5 % أربع مرات و 18,4 % يتناولنه خمس مرات في الأسبوع الواحد.
للمزيد إقرأ (مجالس القات النسائية .. طبخ ونميمة وبزنس)
* الأضرار الصحية للقات
1. ارتخاء اللثة وتغير لون الأسنان نتيجة لتلف طبقة المينا المحيطة بالأسنان وجعل النفس كريه نتيجة الاختزان .
2. قرحة المعدة والاثنى عشر والتهابات القناة الهضمية بسبب ارتفاع حمض التانيك التي يتم ابتلاعها أثناء تعاطي القات
3. عسر الهضم و الإمساك بسبب مادة التانين التي يحتويها القات
4. الإصابة بالبواسير نتيجة الإمساك الدائم والمستمر الذي يصيب متعاطي القات .
5. ارتخاء عضلات الشرج نتيجة الإمساك فتخرج الفضلات لاإراديا خاصة عند كبار السن.
6. تليف الكبد نتيجة التأثير السام لحامض التانيك الموجود في القات .
7. فقدان الشهية نتيجة الشعور بالشبع الكاذب مما يؤدي الى الضعف العام وفقر الدم .
8. يسبب إدرار السلاس (الودي ) نتيجة الجلسة الغير صحيحة لمضغ القات .
9. انتشار الأمراض السرطانية نتيجة لرش القات بالمبيدات السامة المحرمة دولياً .
10. إضافة إلى ما سبق فأن احتواء القات على مادة الدبسيدونورافيدرين المنبهة والمقبضة للأوعية الدموية والتي تؤدي إلى الأعراض التالية:-
• سرعة ضربات القلب وخفقانه وارتجافه
• ارتفاع ضغط الدم
• اتساع حدقة العين
• زيادة التنفس
• ارتفاع درجة حرارة درجة الجسم
• ضعف القدرة الجنسية والقذف المبكر
• اضطرابات نفسية وعصبية
• ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز
أما بخصوص الأضرار التي يسببها القات على الأم الحامل والجنين فتتلخص فيما يلي:
1. سوء التغذية وفقر الدم للام الحامل
2. نقص وزن الجنين وتأخر نموه
3. قلة الحليب عند المرضعات
4. انتقال سموم المبيدات من الأم الحامل الى الجنين مما قد يؤدي الى تشوه الجنين.
* الآثار النفسية والفسيولوجية
يرى الأطباء أن القات ليست له أية فوائد صحية كما يتوهم بعض المتعاطين، ويعددون الكثير من الأمراض التي تسبب فيها القات، ومنها صعوبة التبول، والإفرازات المنوية اللإرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ، وذلك لتأثير القات على البروستاتة والحويصلة المنوية، وما يحدثه من احتقان وتقلص، كذلك يتحدث الأطباء عن الضعف الجنسي كأحد نتائج إدمان القات.
كذلك يؤدي إدمان القات إلى زيادة نسبة السكر في الدم، مما يجعل متعاطيه أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، كما يقلل نسبة البروتين في الدم، مما يؤثر على نمو الجسم، ولعل هذا ما يفسر الهزال وضعف البنية لدى غالبية المتعاطين في اليمن على سبيل المثال.
ويؤثر على الجهاز الهضمي، وهومسبب رئيسي في عمليات عسر الهضم، وأمراض البواسير، بسبب وجود مادة التانين، ويعزى السبب كذلك إليه في فقدان الشهية وسوء التغذية لدى المتعاطين.
وقد لاحظ الأطباء ارتباطاً بين ازدياد حالات سرطانات الفم والفك وبين إدمان هذا النبات المخدر، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة إذ انتشرت عمليات استخدام مواد كيميائية غير مسموح بها عالمياً ترش على هيئة بودرة أثناء زراعته.
أما عن آثاره النفسية فيلاحظ على ماضغي القات ميلاً للكسل الذهني بعد ساعات من الإدمان، ثم سرعان ما يبدأ شعور بالقلق المصحوب بالاكتئاب، ونوم متقطع.
* القات والمياه
أما تأثير القات على استهلاك المياه فتشير الإحصائيات المتوفرة عن نموذج اليمن إلى أن القات في المزارع المحيطة بمدينة صنعاء على سبيل المثال يستهلك نصف الكمية المخصصة لها من المياه والبالغة 60 مليون متر مكعب.
الخبير الهولندي في علم المياه والهيدروجيولوجي «أيان هوخيندرورن» قال ان محافظة تعز تعيش تناقضاً مائياً واضحاً.
وأوضح الخبير أن ما سمعناه عن تعز أنها منطقة جافة فيما يخص مياه الشرب غير صحيح خصوصاً ان مناطق الجبال تستقبل نسباً كبيرة من مياه الأمطار.
وأشار الخبير الهولندي « إلى أن النسب الكبيرة من مياه الأمطار المتساقطة سنوياً على تعز يجب استغلالها الاستغلال الأمثل لتلافي أزمة شحة المياه.
ولم يغفل الخبير الذي ه أن يذكر دور القات في تأجيج أزمة الشح المائي خاصة أنه ساق العديد من الأرقام والاحصائيات تبين مدى الخطورة التي يمثلها القات على الأمن المائي لليمن.
حيث ذكر ان «تخزينة» الفرد الواحد من القات تساوي 500 لتر ماء تذهب سدى «لري هذه «التخزينة» «وال500 لتر تعادل خمسين «دبة» ماء من سعة «10 لترات» كما تطرق الخبير إلى مشكلة الآبار الجوفية والتي شارفت على النضوب بسبب الاستخدام المهدر والمترف في ري القات.
مشيراً إلى بعض الحلول التي اقترحها في محاضرته لمعالجة شحة المياه وتوفيره للأجيال القادمة، حيث قال: مادام القات يهدد أمننا المائي بالنضوب فلماذا لا نستورد القات من اثيوبيا مثلاً حتى نوفر مياهنا، أو بالعمل على رفع سعر الماء المخصص لري مزارع القات الذي سترتفع قيمته مقارنة بسعر القات المستورد.
كما تناول عدة حلول أخرى منها العمل على حصاد مياه الأمطار الوفيرة وإنجاز مشروع تحلية مياه البحر بالرغم من تكلفته الباهظة؛ إلا أنه سيعمل على حفظ الأمن المائي في اليمن.
* الدين والقانون والقات
يزيد من انتشار القات في الدول المذكورة عدم صدور تشريعات قانونية تحرم تعاطيه أو الاتجار فيه، مقارنة بالدول التي اعتبرته من المواد المخدرة المحظورة مثل المملكة العربية السعودية- على سبيل المثال- والتي ظهر تعاطي القات في بعض محافظاتها المتاخمة للحدود اليمنية وبخاصة في منطقة جيزان.
أما في اليمن فقد صدرت عدة قرارات حكومية بين عامي 1972 و 1976 تمنع زراعته أو تعاطيه لكن مصير تلك القرارات كان الفشل، حيث لا توجد آلية فعالة لتنفيذها.
وفي العامين الماضيين اتخذت الحكومة اليمنية عدة إجراءات في محاولة منها للحد من هذه الظاهرة، منها منع تعاطيه في المؤسسات العسكرية والأمنية وداخل المؤسسات الحكومية، وعملت على زيادة ساعات العمل لتفوت على المتعاطين فرصة شرائه أو الخروج قرب الثانية عشر ظهراً إلى الأسواق بحثاً عنه، لكن إلى الآن لم تجد هذه الإجراءات نفعاً في التقليل من تعاطي القات المنتشر بين اليمنيين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستوياتهم الثقافية.
وأنشئت بعض الجمعيات الأهلية لمحاربة القات، من أشهرها الجمعية الوطنية لمواجهة أضرار القات التي تأسست عام 1992، ولها فروع في بعض المحافظات، وتهتم بنشر الوعي بأضرار هذا النبات المخدر. كذلك أنشئت صحيفة غير دورية تحمل عنوان "يمن بلا قات" متخصصة في التوعية بأضراره الصحية والنفسية والاقتصادية.
وبالنسبة لعلماء الدين الإسلامي في اليمن، يلاحظ انقسامهم في الرأي حول هذا النبات، فالبعض يرى جوازه لعدم ثبوت آثاره التخديرية لهم، وبالتالي لا يستطيعون قياسه على المسكرات التي تغيب العقل، في حين يرى البعض الآخر تحريمه على اعتبار أنه يؤدي إلى مضيعة الوقت والمال وما يؤكد الأطباء من أنه سبب للعديد من الأمراض.
وإزاء هذا الاختلاف في النظرة الفقهية والاجتماعية لهذا النبات المخدر فإن هذه المشكلة مرشحة للاستمرار لفترات طويلة بالرغم من الإجماع العلمي على آثاره السلبية الفسيولوجية والنفسية.
* رؤية للحل:
--- المرحلة الأولى ( من سنه إلى خمس سنوات):
1- تكثيف التوعية بأخطار ومضار هذه الشجرة من خلال تجنيد كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الحكومية منها والحزبية في حملة شاملة ومنظمه وعلى المدى الطويل.
2- الاستمرار في تنفيذ قرار رئيس الجمهورية في منع تعاطي القات في أوقات الدوام الرسمي في المكاتب الحكومية والسلك العسكري .
3- منع وإيقاف التوسع الحالي في زراعة أشجار القات وزيادة المساحة المزروعة به.
4- تشجيع المزارعين الراغبين في اقتلاع أشجار القات واستبدالها بأشجار مثمرة أخري ومدهم بمثل هذه الشتلات والغراس وكافة المستلزمات ضمن خطة وإستراتيجية واضحة .
5- دعم وتشجيع الجمعيات المناهضة لهذه الظاهرة واعتبارها سند قوي للحكومة في حل هذه المعضلة .
6- التفكير بجدية في إيجاد البديل للمستهلكين ( حدائق متنزهات ....الخ)
7- محاربة التهرب من ضرائب القات والبدء بالرفع التدريجي لهذه الضريبة.
8- إخراج أسواق القات من المدن الرئيسية وبكافة الوسائل ومنع عودتها تحت أي ذريعة.
9- منع رش أشجار القات بأي نوع من أنواع المبيدات.
--- المرحلة الثانية ( من خمس إلى عشر سنوات ):
1- تحديد مناطق معينه يتم اقتلاع القات منها بعد ثبوت الخطورة على المخزون المائي ومحاولة تعويض هولا المزارعين التعويض المناسب.
2- رفع الضرائب على القات وتضييق الخناق على المهربين .
3- حضر ومنع التراخيص لحفر الآبار بأي شكل من الأشكال لري أشجار القات .
4- تحديد أيام محددة في الأسبوع لإدخال القات إلى المدن الرئيسية (ثلاث أيام او يومين ).
--- المرحلة الثالثة والأخيرة (خمس سنوات):
قلع أشجار القات بالتدريج من كافة المناطق بحزم وصرامة ودون تهاون وتشجيع المزارعين على ذلك مع تقديم التعويض المناسب و توفير البدائل الزراعية المربحة مع توفير التسهيلات والقروض لهولاء المزارعين.
يرافق هذه الحملة الاهتمام بمراكز الأبحاث العاملة حول القات وكذا دعم الجمعيات المناهضة لهذه الظاهرة. ويمكن من خلال جزء من المساعدات المقدمة لبلادنا تخصيص جزء لتنفيذ هذه الآلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.