ترى أي مشاغل هذه التي تجعلنا نهمل محدثينا أو ننصرف بأعيننا عنهم وهم يبثوننا الكثير من مواجيدهم وفيض مكنوناتهم؟ أي مشاغل هذه التي تجعلنا نقتضب في الحديث مع من يتوجهون إلينا بكل حواسهم؟ ولماذا نضيق بالحوار , ولماذا لم نعد نملك الكثير من الكياسة في إنهاء محادثة قد نرى أنها لا تعنينا بينما يرى محدثنا أنه اختارنا من بين ملايين الناس كي يمنحنا ميزة الاستماع إليه ؟ إن الله عز وجل وفي غمرة الأعباء التي كان يحملها عليه الصلاة والسلام لم يقبل منه العبوس في وجه الأعمى فعاتبه في قرآن يُتلى إلى يومنا هذا ومفاد هذا العتاب أنْ أيها الدعاة يا أصحاب القضايا الكبيرة اهتموا بالناس، ابتسموا في وجه الجميع كل الناس ينبغي أن يحصلوا على اهتمام منكم دونما استثناء . وفي لفتة قرآنية جليلة أقف أمامها بمزيج من البكاء والدهشة ذلك الحوار بين الله سبحانه وتعالى وموسى عليه السلام : (وما تلك بيمينك يا موسى ؟ ) فهل الله عزّ وجل عالم الغيب والشهادة بحاجة لطرح هذا السؤال ؟ لكنها مساحة كريمة يعطيها لموسى ليزيل عنه الرهبة ويشجعه على الحديث , وليس ذلك فحسب بل وأعطاه الله فرصة الحديث عن عصاه وفوائدها،فالناس عادة يسهبون في الحديث عما يعرفون ولكم بعد ذلك أن تستشفوا من وقع الآيات حجم الوقت والمساحة التي أعطيت لموسى !! الاهتمام بالحديث مع الآخرين وتقدير أفكارهم ومنحهم المزيد من الاهتمام أدب رباني ينبغي ألا تسرقنا منه مشاغل الحياة. نبضة لا تصفع أحداً بلا مبالاتك إن كنت صاحب رسالة .