بدأ ظهور المشاريع الزراعية الخاصة في تهامة قبل حوالي ثلاثين عاماً مع أو خلال الأنباء عن توجه بمنع استيراد الفواكه الخارجية التي كانت قد ملأت الأسواق واختفى الموز اليمني نهائياً بسبب فيروسات حملتها الكميات الهائلة من الموز المستورد وصرح بذلك بعض المهندسين والخبراء الزراعيين اليمنيين.. وكان ذلك القرار من أنجح القرارات الهادفة إلى تشجيع المزارعين اليمنيين القادرين على العمل بصورة مستمرة ومثمرة ولم يتقدم إلا العدد القليل منهم بمشاريع كبيرة، وهم في الغالب من خارج السهل الواسع الخصيب بوديانه السبعة التي أنشئت لها هيئة تسمى هيئة تطوير تهامة تدير وديان سردد ومور وزبيد ورماع ومابينها من وديان أقيمت في أطرافها المحاذية للجبال على طول الحدود الشمالية سدود وحواجز وقنوات لتوزيع مياه وسيول الأمطار النازلة من محافظات ذمار وحجة وصنعاء وعمران والمحويت والمياه الجارية بغزارة على مدى العام بفصوله الأربعة.. ووجد المستثمرون الفرصة لشراء أراض واسعة وبأسعار مناسبة وانصب اهتمامهم على زراعة الموز والمانجو والجوافة والباباي, وتركوا ولو جزئياً زراعة الخضروات التي كانت قد ازدهرت في منتصف السبعينيات وعلى الأخص الباميا والطماطم والفاصوليا. وتمكنت هيئات التعاون للتطوير بفضل عملها الدؤوب والمتفاني من إيجاد أسواق مجاورة فضلت المنتجات الزراعية اليمنية على غيرها لقربها منها ولجودة هذه المنتجات فعاد الموز اليمني للظهور وبقوة وفاق المعروض منه حاجة الاستهلاك والطلب الداخلي إلى أن تقرر البحث عن أسواق خارجية جديدة له ولاقى الموز اليمني المحسن رواجاً في فترة قصيرة حتى أن مجموعة هائل سعيد أنعم افتتحت نشاطها الزراعي الذي شمل تربية وتسمين العجول بتصدير الموز إلى بريطانيا حسب علمي ثم جهات زراعية زادت من تنوع استثمارها الزراعي ليشمل السمسم التي كانت تشتريه بالدفع المقدم من المزارعين في صناعة الحلاوة الطحينية ولم تتقيد بالاتفاقات المبرمة معهم.. ومع مرور السنوات ظهرت المساحات الخضراء المزروعة بالموز على وجه خاص باسم شخصيات قبلية ومسؤولة وبيوتات تجارية واختفت نوعاً ما زراعة القطن التي كانت قد نهضت في السبعينيات لتمويل مصنع الغزل والنسيج بصنعاء بما يحتاج لصناعة الأقمشة المختلفة وتصدير الباقي وأنشئ محلج للقطن بالقرب من الحديدة وتحسنت أحوال المزارعين نتيجة حصولهم على الأسعار المربحة، لكن يد التخريب امتدت إليه وعلى ممتلكات الهيئة التي أقيمت لهذا الغرض وأكل الصدأ الآلات في المحلج وفي الصناديق والحاويات ونهبت السيارات والشاحنات وقيدت كلها ضد مجهول..