ابن علوان هو ولي الله الصالح الشيخ والعالم المعروف “ أحمد بن علوان “ الذي عرف بزهده وعلمه إضافة إلى أنه كان إمام الصوفية وفيلسوفها في عصر الدولة الرسولية التي كانت عاصمتها مدينة تعز، وقد توفي في سنة 665ه ودفن في منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي محافظة تعز التي تبعد عن مدينة تعز حوالي 27 كم إلى الجنوب الغربي وأقيم على قبره ضريح ،وفي العام 913ه في عهد الملك عامر بن عبدالوهاب تم بناء مسجد يضم الضريح وعدداً من المرافق الأخرى التي كانت تستخدم كسكن ومأوى للزائرين وطالبي العلم القادمين من مختلف أرجاء اليمن وكذا الثلاث البرك الحجرية التي تم توصيل المياه إليها عبر ساقية تمتد طولاً حوالي 370 متراً وتمر فوق عقود حجرية في المناطق المنخفضة وفي عهد الوجود التركي في اليمن تم بناء المنارة الخاصة بالمسجد من قبل أحد القادة الأتراك واسمه “ خصروف “ بحسب ما أدلى به خبير الآثار الأستاذ العزي مصلح مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بتعز في لقاء معه أجرته صحيفة “ تعز “ في عددها “ 760 “ الصادر في 29 يونيو المنصرم ضمن التحقيق الصحفي حول وضع الجامع والحالة التي أصبح عليها مع مرفقاته بسبب الإهمال وعدم الاهتمام بترميمه من قبل الجهات المعنية. العزي مصلح مدير آثار تعز قال بأنه تناهى إلى مسامعه عن تخصيص مبلغ كبير لجامع ابن علوان من ميزانية الدولة وقام فرع الهيئة العامة للآثار بتعز بإعداد دراسة لترميم الجامع وتقديمها ،ولكن الأمر تبخر؟! المبلغ الذي قصده أحد أبناء منطقة يفرس الشيخ عبدالله عبدالجليل الشدادي والذي قال أن لديه أوامر صريحة بترميم المسجد وأن محافظ تعز الأسبق القاضي أحمد عبدالله الحجري كان قد زار المسجد ووجه بإصلاح ما تخرب ،ولكن لم يتم تنفيذ تلك التوجيهات والأهم من ذلك هو أن فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عندما زار المسجد في 2006م أمر المعنيين بترميمه وإصلاحه ووجه بصرف مائة مليون ريال لذلك ،ولكن لم تتم المتابعة ولم يعلم أين ذهبت تلك الأوامر «حسب قوله». مدير عام الأوقاف بتعز عبده محمد حسان قال:مبلغ المائة المليون الريال الذي قيل أنه تبرع به فخامة رئيس الجمهورية نحن لا علم لنا بهذا وإذا كان هناك تبرع وتم صرف المبلغ فإن الجامع لا بد وأن يكون قد تم ترميمه ولكن اعتقد أن المبلغ لم يصرف. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل فعلاً فخامة الأخ الرئيس وجه بصرف مائة مليون ريال لترميم المسجد وملحقاته وما هي الجهة التي صدرت إليها التوجيهات هل هي «وزارة المالية أم وزارة الأوقاف والإرشاد أم الهيئة العامة للآثار أم المجلس المحلي لمحافظة تعز» وما هو دور المجلس المحلي للمديرية في متابعة تلك التوجيهات؟ حسب علمنا أن مسجد ابن علوان في منطقة يفرس له أوقاف كثيرة في مديرية جبل حبشي ومعظم مديريات محافظة تعز بل ويقال أن له أوقافاً في محافظات أخرى.. فلماذا لا يستفاد من عائدات تلك الأوقاف لترميمه والحفاظ عليه.