لأن من حق عشاق كرة القدم أن يفكروا بصوت مسموع حتى الصراخ.. أعترف بأن خروج كل منتخبات أمريكا اللاتينية أفقد مونديال جنوب أفريقيا الكثير من البهارات.. وليس جديداً القول : إن عشاق كرة القدم في العالم إما لاتينيون في الهوس أو أوروبيون.. وهذا يكفي لتبرير حاجة كل نهائي عالمي لأن يكون بين منتخب لاتيني وآخر أوروبي حتى تتحق متعة انقسام سكان الكرة الأرضية على أجواء مفعمة بالإثارة الساخنة والأعصاب الملتهبة. أمس الأول تابعت مباراة هولنداوأورغواي ولاحظت أنه حتى معلق المباراة عاجز عن إخفاء مشاعر الإثبات بأن أورغواي بلد الملايين الثلاثة أخذت دور ما تبقى من أحلام اللاتينيين رغم أن أورغواي ليست البرازيل وليست الأرجنتين.. لكنه الحنين إلى السحر الأمريكي الجنوبي.. والآن.. خلاص صار مؤكداً بأن أورغواي كانت آخر الحصون الدفاعية عن قارة أمريكا اللاتينية وأن أوروبا هزمت كل القارات بعد أن غادرت البرازيلوالأرجنتين قبل الأورغواي، وبعد أن فقدت أفريقيا غانا آخر الصامدين وبذات تهاوي أحلام آسيا في اليابان وكوريا.. لقد كسبت أوروبا معركتها الكروية مع كل القارات محدثة الكثير من الاختلالات على خارطة العشق الكروي العالمي..