من هي المعارضة التي يمكن أن نعتبرها الوجه الآخر المكمل للسلطة في مجتمعنا الديمقراطي والشريك الأساسي في بناء وحماية الوطن ؟ إنها المعارضة التي تدرك تماماً مسؤولياتها الوطنية بصدق وتفهم المعنى الحقيقي للمعارضة البناءة والهادفة في ظل الأنظمة الديمقراطية الحديثة والمتقدمة . إنها المعارضة التي تستهدف في برامجها وأطروحاتها وأفكارها وأنشطتها بشكل أساسي تحقيق التنمية والنهوض والأمان للوطن وتختلف مع السلطة أو أحزاب السلطة في أساليب وأدوات تحقيق هذا الهدف الأساسي. إنها المعارضة التي تجعل الوطن وحمايته وتقدمه وأمنه واستقراره اكبر همها ومحور اهتمامها فتحاول عبر مختلف القنوات إقناع الرأي العام بذلك للحصول على تأييده ودعمه لها وبرامجها وعندما تحل بالوطن الشدائد والمحن وأعمال الدمار والتخريب تجدها أول من يقف في صف المدافعين عن الوطن لمواجهة كل من تسول له نفسه المساس بوحدته وأمنه واستقراره . نعم هذه هي المعارضة الحقيقية التي نتطلع إلى وجودها في مجتمعنا الديمقراطي لتقدم لنا بدائل فعلية وفعالة لمعالجة المشاكل والأزمات التي يمر بها الوطن وتقنعنا ببرامجها وأطروحاتها أنها تريد الخير والتقدم والنماء لهذا الوطن وأن خلافها مع السلطة أو مع الحكومة هو خلاف في الرؤى والأساليب والوسائل التي من شأنها النهوض بالوطن والحفاظ على وحدته وأمنه وتقدمه في شتى المجالات وليس خلاف هدفه الأساسي .. مصالح حزبية أو شخصية ضيقة على حساب مصلحة الوطن العليا . إن المعارضة التي تحمل معول الهدم والتخريب لكل ما هو جميل ومفيد لهذا لوطن وتمد يدها أو تمنح تأييدها لكل من يسعى إلى الهدم والتخريب والعودة بوطننا إلى عصر التخلف والاستبداد والتشرذم والشتات وتقطيع أوصال الوطن الواحد,لاشك بأنها معارضة مشبوهة ومشوهة وحاقدة ومريضة لا يمكن أن تسهم أو تساعد في بناء الوطن وتحقيق الخير والتقدم والنماء لأبنائه. ومهما استخدمت هذه المعارضة من أساليب ووسائل لإقناع أبناء شعبنا بأفكارها وتوجهاتها فإنها لا و لن تتمكن من خداعهم أو الحصول على تأييدهم لها لأن أبناء شعبنا اليوم لم يعودوا أواني فارغة يسهل تعبئتها بأية أفكار أو مواقف أو برامج مشبوهة ومضللة . بل أصبحوا أكثر وعيا وإدراكا لما ولمن يحقق الخير والتقدم لهذا الوطن المعطاء , في ظل التقدم الهائل في وسائل الاتصالات وتبادل المعلومات وانتشار التعليم ومؤسسات التعليم في مختلف أنحاء الوطن . وختاما أقول إن على أحزاب المعارضة أن تغير من أسلوبها وخطابها، وتغير من أدائها، وأن تصبح لها رؤيتها الواضحة، التي تبرهن من خلالها أنها مع هذا الوطن وليست عائقاً أو معرقلاً له. وعلى جميع أحزابنا السياسية في الحكم والمعارضة أن تقدر تماما خطورة المرحلة التي يمر بها وطننا الغالي وتدرك جيداً خطط وأهداف من يتربص بوحدته وأمنه واستقراره وتدرك أيضا أهمية تضافر الجهود وتوحيد الرؤى والمواقف وحل كل الخلافات على طاولة الحوار الوطني الشامل من أجل هذا الوطن الذي ينعم بخيره ويعيش على ترابه الجميع . (*) أستاذ التسويق المساعد جامعة تعز [email protected]