مع مطلع فجر أول أيام هذا الأسبوع استقبلنا عاماً جديداً هو العام 2011 م هذا العام الذي أستهل أولى مقالاتي فيه بالأمنيات ,لأنه لا يمكن أن يكون هناك مناسبة أحلى وأشهى من مطلع العام الجديد ليطلق فيها الفرد عنانه بالأمنيات المتعددة التي قد تنقل واقعه الحالي غير المقنع في كثير من مجالاته إلى فضاء واقع آخر يحقق الأحلام والأمنيات ويضفي للحياة طعما آخر ولونا آخر. أولى أمنياتي في العام الجديد أن يجنّب الله اليمن الحبيب أي مكروه وأن يجعل هذا العام عام خير وأمان وتقدم لهذا الوطن المعطاء, عام ننعم فيه جميعاً في كل أرجاء الوطن بالسعادة والاستقرار في ظل وحدتنا الغالية على قلوبنا. أتمنى من كل حزب وتنظيم سياسي في بلادنا الطيبة أن يجعل مصلحة الوطن العليا ووحدته وأمنه واستقراره أكبر همه ومحور ارتكاز أهدافه وبرامجه ومواقفه واتجاهاته.. وأن يلتزم بالدستور والثوابت الوطنية في تعامله مع غيره من الأحزاب والتنظيمات السياسية في الحكم أو المعارضة , وتعاطيه مع مختلف القضايا التي تهم الوطن , وأن يلتزم بقواعد العملية السياسية والديمقراطية وقوانين وإجراءات المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاستحقاقات الديمقراطية فلا يختلق الأزمات والعقبات والعراقيل أمام مسيرة العملية السياسية والديمقراطية أملاً في الحصول على مكاسب سياسية أو حزبية خاصة وضيقة. كما أتمنى من كل أحزابنا السياسية أن تدرك تماماً أنها تمارس حياتها السياسية اليوم في ظل عالم قربت التكنولوجيا بين أرجائه فأصبح بمثابة قرية كونية واحدة , وأصبح المواطن اليوم أكثر وعياً وإدراكاً بما يدور حوله بفضل وسائل الاتصالات وتبادل المعلومات المتعددة وبالتالي فلم يعد معظم أبناء هذا الوطن فريسة سهلة للشعارات البراقة والوعود المنمّقة والدعوات الزائفة التي لا تخدم الوطن أو تحقق الخير والنماء لأبنائه . لهذا أتمنى من الأحزاب السياسية في بلادنا وخصوصاً أحزاب المعارضة أن تتجه إلى صناديق الاقتراع بدلاً من حلبات الصراع السياسي لتجسيد ممارستها للديمقراطية وتمسكها بالثوابت الوطنية والمشاركة الفعالة في بناء ونهضة وتقدم هذا الوطن والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره. أتمنى من كل مسئول وموظف في كل وحدات الجهاز الإداري بمختلف مؤسسات وقطاعات الدولة أن يتقي الله في وطنه ويدرك مسئوليته وواجباته نحو هذا الوطن فيؤدي مهامه بكل تفانٍ وإخلاص وأمانه ودقة . بعيداً عن كل أشكال ومظاهر وشبهات الفساد المالي والإداري ويدرك أنه في وظيفته أو مركزه القيادي عنصر مهم في منظومة البناء والتنمية والنهوض بهذا الوطن ولن يتحقق البناء والنهوض والتقدم للوطن إذا انتشرت في بنيانه عناصر وخلايا الفساد مهما كانت صغيرة ومتباينة. كما أتمنى أن يكون هذا العام عاماً لاستئصال خلايا الفساد من كل مؤسساتنا من خلال تفعيل دور ومهام وصلاحيات هيئة مكافحة الفساد وأجهزة القضاء والرقابة المالية والإدارية وتعزيز الوعي بمخاطر وأضرار الفساد لدى جميع الموظفين ومختلف شرائح المجتمع. وختاماً أتمنى من كل مواطن تحت سماء هذا الوطن الغالي أن يدرك بأن الحب الحقيقي والولاء لهذا الوطن يعنى التضحية والصبر من أجله والإسهام الفعال في كل ما يحقق الخير والنماء والتقدم والأمن والاستقرار لهذا الوطن وأبنائه.. والحفاظ على وحدته وحماية منجزاته. *أستاذ التسويق المساعد جامعة تعز [email protected]