ما أجمل أن تسمو جميع القوى السياسية اليمنية في الحكم والمعارضة فوق الصغائر وتدرك أن الوطن أهم وأغلى وأعلى من كل المصالح الحزبية والشخصية والمشاريع الصغيرة التي لا تخدم الوطن. ما أروع أن يتفق الجميع على أن يكون الحوار الوطني هو اللغة المشتركة والأسلوب الحضاري الأنسب لمعالجة أي خلافات في الرؤى والأفكار والأساليب بين مختلف القوى والأحزاب السياسية على الساحة الوطنية لتصحيح أي انحرافات ومواجهة أي مشكلات أو محن تستهدف الوطن ووحدته وتقدمه وأمنه واستقراره. لقد عمت الفرحة قلوب كل من يحب الخير والنماء لهذا الوطن المعطاء عند توقيع الاتفاق بين أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام يوم الأحد السابع عشر من يوليو الحالي على تنفيذ اتفاقية فبراير بين الطرفين وتجسيدها على ارض الواقع, ليفتح الجميع صفحة جديدة تشكلها لغة الحوار والتفاهم المشترك بين جميع القوى السياسية على الساحة الوطنية حول مختلف القضايا والأحداث والمشكلات التي تواجه الوطن, ليبرهن الجميع أن أبناء اليمن هم أهل الحكمة والشورى من قديم الزمن, وأنهم اقدر على حل مشاكلهم وتجاوز خلافاتهم بأنفسهم بعيداً عن أي تدخلات خارجية مشبوهة لا تحمل الخير أو تتمناه لهذا الوطن. إن الانفراج السياسي بين أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام يشكل نقطة البداية نحو تحول مطلوب لتعزيز النهج الديمقراطي وتحقيق التنمية الشاملة للوطن وإخماد نار الفتنة التي تستهدف العودة بوطننا إلى عهود التخلف والرجعية والفرقة والشتات عهود ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة 1962م أو ما قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو1990 م. ولاشك أن نجاح هذا التفاهم والاتفاق بين مختلف أطياف العمل السياسي على الساحة الوطنية يحتاج إلى توافر الإرادة الصادقة والحرص المشترك لدى الجميع والسمو فوق الصغائر والمصالح الحزبية الضيقة , من اجل مصلحة الوطن العليا. وعدم التنصل أو الالتفاف على ما تم الاتفاق عليه من قبل أي طرف مهما كانت المغريات، لأن شعبنا اليمني الطيب قد سئم كل أشكال الخلافات والمهاترات السياسية والحزبية على الساحة الوطنية, ويتطلع شوقا إلى مرحلة جديدة في حياته, مرحلة يسود فيها الحب والوئام والانتماء لهذا الوطن المعطاء, مرحلة يتجه فيها الجميع إلى المشاركة في البناء والإعمار والتنمية لهذا الوطن والوقوف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء النيل من وحدة هذا الوطن ومنجزاته أو تقويض أمنه واستقراره, والله معنا. أستاذ التسويق المساعد جامعة تعز [email protected]