بعد القرارِ الثاني للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي بتثبيت مكان وزمان إقامة بطولة « خليجي 20» في موعدها المحدد ، وتحديد النصف من أغسطس / آب القادم موعداً للقرعة بين المنتخبات ، أعتقد أن من مصلحتنا وواجبنا جميعاً نحن أبناء اليمن في السلطة والمعارضة أن تتضافرَ جهودُنا ونعملَ بروح الفريق الواحد لإنجاح هذه البطولة الأخوية ، وننأى بخلافاتنا جانبا ، باعتبار نجاحها نجاحاً للجميع ، وفشلها لا قدّر الله فشلاً لكل أبناء الوطن بدون استثناء ، وذلك أمرٌ لا يُرضي كلَّ ذي لبٍ حريصٍ على سمعةِ شعبهِ ووطنه .. بالتأكيد ، لقد جاء هذا القرارُ ليقطع الشكَّ باليقين ، وكان بمثابةِ رسالةٍ لا تحتملُ التأويل للمُراهنين على استخدامِها ورقةً في غيرِ محلها . وبما أن لهذه البطولة مذاقاً خاصاً في أوساط الشارع الخليجي فقد آثر الأشقاءُ الحفاظَ على تألقها على الرغم من تعارض موعدها مع بعض البطولات الأخرى ، كما أنهم قد رموا الكرة إلى ملعبنا وحمّلونا شرفَ هذه المسؤولية ، ما يستدعي منا جميعاً أن نكون عند مستوى الثقة ولنثبت أننا أبناءُ اليمن أهلٌ لما هو أكبر ، خصوصاً وأن هذه التجربة باعتبارها الأولى ستفتح آفاقاً أوسع للتعاون والشراكة بين دوله الأعضاء وستقرّبُ الكثيرَ من المسافات وتنعكسُ إيجاباً على شتى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية . كل ذلك يدفعُنا للقول : بأننا أمامَ اختبارِ يستدعي التحضيرَ والاستعدادَ له بكل السبل المتاحة لنعكس الوجهَ الحقيقي والوضّاءَ لوطننا وشعبنا ، شعب الكرم والنخوة والشموخ والإباء ، بعيداً عن المهاترات والمماحكات السياسية التي زادت عن حدها وأصبح ضررُها أكثرَ من نفعها بالذات عندما تخرج عن إطارها المعقول . أربعةُ أشهرٍ فقط تفصِلُنا عن موعد بطولة « خليجي 20 » ، والعمل يجري على قدم وساق لإنجاز المنشآت الرياضية والمُلحقة لتسليمها في موعدها المحدد ، وما نؤمله من وزارة الشباب والرياضة والوزارات الخدمية الأخرى هو تكثيفُ أعمالهم وبذلُ أقصى الجهود في جميع الجوانب وتسخير الإمكانيات المتاحة وتفادي أية سلبيات في التحضير والإعداد. أخيراً .. أدعو الجميع سياسيين ومثقفين كتاباً وصحفيين و مواطنين وكُلّي ثقةٌ في ذلك إلى الترفع عن كل الصغائر والنأي عن كل التباينات التي لا تُسمنُ ولا تُغني، فالضيفُ ضيفُنا والسمعةُ سمعتُنا وهذا ليس غريباً على شعبنا المضياف على مر العصور وفي جميع الظروف. شكراً للأشقاء ثقتكم ، ومرحباً بكم في منازِلكم ووطنِكم وبين أهلِكم .