تتزامن الأحداث الدامية الطبيعية وغير الطبيعية مع الظواهر الكبرى التي أشار علماء أمريكيون أن الانفجار الذي حدث في الشمس قبل أيام كان السبب في موجات الحر الأخيرة واشتعال الحرائق الكثيرة في روسيا والجفاف وارتفاع الحرارة إلى الأربعين درجة لأول مرة منذ مائة وثمانين عاماً ونقص كبير في إنتاج القمح مايؤثر على أسعاره وبيعه في العالم العربي بشكل خاص وهو الذي يستورد ماتزيد قيمته عن مائة مليار في العام من هذه المادة الغذائية الرئيسية.. ولعل التحذير من ارتفاعات قياسية للقمح مرده هذه التغيرات المذهلة في روسيا وأمريكا, فالأخيرة أعلنت عن تدني إنتاجها وتقليل الصادر منه إلى دول شتى إضافة إلى ما تقدمه الولاياتالمتحدة على شكل معونات طارئة لضحايا الكوارث كالفيضانات والزلازل والجفاف والمشردين بفعل الحروب وتحتل المرتبة الأولى في تقديم هذه المعونات العاجلة بغض النظر عن علاقاتها بالدولة التي تحتاج إلى مساعداتها بطلب أو بدون طلب.. فقد كان للخبر الذي بثته الفضائيات الأيام الماضية عن ارتفاعات قياسية في أسعار القمح بسبب الحرائق والجفاف والفيضانات كما في باكستان التي يقال إن المتضررين منها مابين قتيل وجريح ومشرد بلغ أكثر من أربعة ملايين شخص معظمهم لم تصل إليهم المساعدات بسبب انقطاع الطرق والجسور وصعوبات أخرى لوجستية حتى إن مرض الكوليرا أو الملاريا بدأت بالانتشار بين هذه الملايين كما أن الأمطار الغزيرة ستتواصل لمدة أسبوع ما قد يزيد الطين بلة.. أما في روسيا فقد امتدت النيران إلى مخازن عسكرية أهمها مايتعلق بالطائرات ولم يستطع القادة العسكريون وقفه فنالوا جزاء الفصل بتهمة التقصير في مكافحة النيران, ولم يكن ماحدث ويحدث في الصين لمرات عديدة في هذا العام من الفيضانات والانهيارات بالقليل إلا أنها كدولة غنية وقوية تتغلب عليها ولاتطلب أي مساعدة ومثلها الهند التي كانت تستنجد في الماضي بالمانحين والمتصدقين.. وتبقى بنجلاديش المثل الصارخ على الضعف والإنهاك؛ كونها تتعرض دائماً لمثل هذه الكوارث ولاتحصل إلا على القليل من المساعدات السخية والغذائية والطبية والفنية المستعجلة وكلما بذلت جهوداً للنهوض من جديد والتغلب على آثار ما سبق منها هطلت عليها أمطار غزيرة تطمر الأراضي الزراعية وتغرق وتدمر البيوت ويصل ارتفاع المياه إلى عدة أمتار فترى الكل يسبحون في مياه الشوارع, الإنسان والحيوان فمنهم من يصل حياً إلى اليابسة ومنهم من تجرفه المياه إلى حيث لا تعرف السلطات ولا المواطنون مكانه.. وأعود إلى خبر الانفجار الشمسي لأحيط من لم يسمعوه بأنه سيؤثر على ارتفاع درجات الحرارة في الأرض بشكل مميت في الأشهر والسنوات القادمة ولا نملك -نحن الفقراء- إلا انتظار القدر بخيره وشره باستثناء القادرين منا الذين هيأوا لأنفسهم أسباب الراحة والأمان في الداخل والخارج حتى ظنوا أن نعمهم لن تزول وما تذكروا كيف خسف الله بقارون وماله الأرض..