سئل أحد العلماء عن ماذا يحدث في الكون وقصد بذلك الكوارث الطبيعية التي أبرزها فيضانات وامطار باكستان والصين والهند وبنجلادش ودول أخرى كاليمن التي وقعت بها انجرافات وانهيار بيوت وطمر أراض بالحجارة والاتربة وفصلت عن بقية الأراضي الزراعية.. وقد كان جواب العالم العربي مطابقاً لما قاله آخرون من امثاله من أن التغيرات المناخية واعدة بما هو أسوأ ,وذكر بالانهيارات الجليدية التي كان آخرها انفصال جبل جليدي مساحته مائتان وثمانون كيلو متراً عن الجبل أو الجزيرة الثلجية في إحدى الدول القريبة من المحيط المتجمد الشمالي ,وكانت كتلة جليدية قد انسلخت قبل اشهر وقدر وزنها بمليار طن وعامت في المياه حتى ذابت تماماً بعد أن شكلت عائقاً وخطراً على الملاحة الاستكشافية في منطقة أخرى وأدى ذلك إلى ارتفاع مياه البحر عدة سنتيمترات وتضاف إليها هذه الجزيرة الثلجية الجديدة. في باكستان أعلن رسمياً عن خمسة عشر مليون مشرد وأكثر من ألف قتيل ومع استمرار هطول الأمطار يتوقع أن يرتفع العدد وتتضاعف الخسائر المادة وتطال الفيضانات مناطق أخرى لم تصل إليها من قبل مما يجعل الدولة في وضع حرج لايساعدها على تجاوزها إلا المساعدات والمعونات من كل الدول وخاصة الدول الإسلامية والتي بدأت فعلاً تسيّر رحلات جوية محملة بالأغذية والأدوية والخيام والاطباء والمشافي الميدانية.. التغيرات المناخية الحالية دقت الناقوس الذي لابد أن يوقظ الذين يسدون آذانهم ويغمضون عيونهم وكأن شيئاً من هذا لن يحدث في أي مكان آخر غير هذه المناطق من العالم التي شملت القارات الست.. فمن كان يصدق بأن الحرارة في موسكو ستصل إلى اربعين فوق الصفر ويضرب المناطق المحيطة بها الجفاف وتشتعل غاباتها بعود كبريت لتسجل رقماً لم يسجل من قبل في مكان آخر من حيث المساحة المحروقة والسرعة الهائلة لانتشارها وتحاصر العاصمة المحصنة بوسائل مكافحة الحرائق والانقاذ.. وقد أتت النيران على مخازن الأسلحة والمفاعلات النووية وغطى الدخان السماء وتوقفت الرحلات الجوية لبعض الوقت وشكا عدد من سكانها من مشاكل ضيق التنفس لاستنشاقهم الدخان الملوث وإذا كان هذا هو حال عاصمة كبرى فكيف سيكون وضع المدن التي تفتقر إلى الإمكانات الفنية والمال والخبرات لمواجهة أسوأ الاحتمالات وإلى من يعتبرون أنفسهم في حالة حضور واستنفار دائم للعمل بسرعة على مكافحة الكوارث اياً كانت وفي أي وقت؟.