أثبتت التجربة بمالا يقبل الشك مدى عظمة وطننا اليمني أرضاً وشعباً.. إذ إن الأحداث التي مرت بها بلادنا على امتداد بضع السنوات القريبة الماضية كادت تعصف بكل ماتحقق من منجزات منذ فجر ال26 من سبتمبر62م وال14 من أكتوبر 63م مروراً بالثاني والعشرين من مايو 90م وحتى يومنا هذا.. لولا عناية الله وحفظه ولولا وجود أبناء للوطن لم يهنوا ولم يضعفوا فانتصر فيهم الخير على الشر والحق على الباطل والإخلاص والولاء الصادق على الخيانة وفساد الضمير والمواطنة الصالحة على كل سلوكيات العمالة والارتزاق.. الأمر الذي حفظ الله به هذا الوطن من العداوات والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد وحفظ أرضه من التشتت والتشطير والحروب والدمار وجمع الجميع للجلوس على مائدة واحدة فيها من أصناف الغذاء ألوان وأشكال متعددة.. لكن قيمتها الروحية والمعنوية والغذائية الوطنية واحدة عنوانها الحوار الهادف والبناء والصادق والجاد وهدفها السير بالوطن إلى بر الأمن والأمان والاستقرار والمستقبل الأفضل. مائدة نسيت كوكبتها الوطنية المخلصة كل الخلافات التي كان يشعلها فيما بينهم أعداء الوطن وكلما خبت زادوها سعيراً.. مائدة استشعر الجالسون على طاولتها اليوم الخطر المحدق باليمن الهادف إلى تمزيقه ودماره وخرابه والإضرار الفادح بالجميع دون استثناء فهبوا جميعاً واصطفوا إلى جنب الوطن وكلهم حماة لأرضه ومكتسباته ووحدته الوطنية الغالية ضاربين عرض الحائط بكل المصالح الفردية الضيقة في سبيل تغليب مصلحة الوطن العليا على كل الأهواء والنزوات والأفكار المستوردة المعادية للوطن.. مائدة عنوانها الحوار لحل الخلافات القائمة بالفكر السديد والشعور النبيل وفي إطار الثوابت الوطنية التي لا تقبل المزايدة أو بيعها رخيصة في سوق الارتزاق.. وهاهو الحوار يتجلى لسان حال اليمن يضفي هذا الشهر الكريم على وجوه عقلائه من نور تجلياته ليزداد نورهم نوراً ويزداد يقينهم ثباتاً وإصراراً للسير على الدرب القويم وصولاً بقافلة التحدي إلى اصطفاف وطني قوي يهابه الأعداء ويحترمه الأصدقاء والمحبون لليمن ويتعلم منه الجاحدون والحاقدون درساً عظيماً لن ينسوه في حب الوطن.. وكم نتمنى على الذين لا يزالون عبيداً لنزواتهم المريضة ان يغنموا حلول شهر رمضان الفضيل فيتوجهون إلى الله تعالى بالتوبة النصوحة والله غفور رحيم والوطن أرضاً وشعباً وقيادة وقائداً ذوو صدور مفتوحة وواسعة للجميع وخير الخطائين التوابون. إننا بقدر ما نشد على أيدي المتحاورين النخبة التي ارتضاها الوطن والشعب كوكبة فكر وطني مخلص لقيادة مسيرة السلم والتضامن لبناء اليمن حاضراً ومستقبلاً بالحوار الحضاري السليم أن يكونوا على قدر التحدي.. بقدر ما نقول لهم: إحذروا من أعداء الوطن ومن الذين آثروا العداوة للشعب والمنجزات.. تلكم الشراذم المرتزقة من المخربين والمتمردين الخارجين على القانون دعاة الطائفية والتشطير أذناب المجوس والاستعمار وقفوا في وجوههم صفاً وطنياً واحداً : “تأبى العصى إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحادا” ولعل رجالات الحوار اليوم في كافة الأطياف السياسية قد تأكد لديهم مدى عدوانية الحوثة الذين رفضوا الحوار لشعورهم باتفاق الفرقاء وهذا ما يغيض نفوسهم الشريرة – صحوة الأمة وتمسكها بثوابتها الوطنية والجلوس على طاولة الحوار لحل قضاياها المختلفة -وبالمثل استمرار دعاة الطائفية والتشطير على غيهم ان القضية هي خيانة الوطن يتوجب الوقوف أمامها وبكل شجاعة الأوفياء. ليبارك الله الحوار والمتحاورين في هذا الشهر الكريم وشهر مبارك والله مع اليمن.