بات من الطبيعي جداً أن تتسابق قنوات الفضاء المفتوح.. بعرض مغرياتها العديدة والمختلفة أثناء الشهر الكريم.. وشد جماهير المشاهدين ولفتهم إلى مغرياتهم.. وأصبح رمضان موسماً «للفوازير والمسابقات» ومرتعاً خصباً للمسلسلات المختلفة وتتفنن في إيقاع المشاهدين في فخها.. ودون شعور يقع معظمهم تحت تأثير تلك الإغراءات العديدة.. إلا من رحم الله وجعل عنده مناعة ضد المغريات.. وعوّد نفسه على القناعة من الوقوع في فخ ما تبثه تلك القنوات....!! السؤال الذي يندفع بقوة بين السطور: هل راعت تلك القنوات الفائدة والمردود الثقافي والفكري والتوعوي للمشاهدين ومعرفة ما يضيف إلى خبراتهم ومعلوماتهم....؟!! للأسف أصبحت قنوات الفضاء.. عائمة لا هي من أصحاب الأرض.. ولا من أصحاب الفضاء..!! واعتمدت أسلوب الإغراء والرتوش الديكورية والخواء الفكري.. بل أصبحت تؤثر في العقليات والتعويد على التفكير السطحي وابتعدت كثيراً عن رسالتها الإعلامية المنوطة بها لأن غرض تلك القنوات تجاري ليس إلاَّ...!! وفي نهاية الشهر الكريم... يصحو المارد النائم بداخل كل مشاهد حين يدفع فاتورة هاتفه التي قد تتجاوز المرتب الذي يتقاضاه في نهاية كل شهر.. حينها يصبُ لعناته على كفه التي أمسكت بسماعة الهاتف وضغطت الأزرار وهو يردُ على الأسئلة ويحلم بجوائزها الوهمية.. فيسخط ويعظ أنامل الندم.. لكن بعد فوات الأوان...!! والحل طبعاً بيد المشاهد نفسه فهو من يجب أن يحدد البرامج التي تفيده وتضيف إلى خبراته الشيء الجديد بدلاً من أن يجعل نفسه إمّعة يسيرها الإغراء.. ويضيع ليالي رمضان أمام الشاشة الصغيرة.. وينقضي دون مراجعة النفس ومحاسبتها والإقبال على مائدة رمضان والتزود بالغذاء الروحي والإيماني.. وعلى الجانب الآخر.. هناك فضائيات استوعبت ما معنى رسالتها الحقيقية واحترمت عقلية المشاهد.. وأضافت جرعات جيدة من الفكر والثقافة والتوعية.. وإن كانت للأسف تُعد على أصابع اليد.. وبإمكان كل ذي لب حصيف أن يغربل الغث من السمين.. ويسمو بوقته ولحظاته الروحانية خلال الشهر الكريم.