صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يسرق منا رمضان؟!
نشر في الجمهورية يوم 11 - 08 - 2011

في رمضان يعطى السائل ويغفَر للتائب، تتّصل القلوب ببارئها، تمتلئ المساجد؛ هذا مصلٍّ، وهذا ذاكر، وآخر يتلو كتاب ربّه، كلهم يرجون الأجر والتخلّص من أوزار الذنوب. ترى هؤلاء وتحمَد الله،ولكننا نسمع عن الكثير من السرقات في رمضان سرقة الجواهر والأثاث والمال وربما أحيانا الطعام وعن الاعتداء وقطع الطريق، لكن كيف يُسرق من الناس رمضان؟ورمضان هو النور والذكر والخير والطهر، فيه ليلة القدر ، فيه عزّ الفتح وفيه نصر بدر، وفي ختامه بهجة العيد وفرحة الفطر.... ليس سارق رمضان من البشر ولكن سارق رمضان هو من المحترفين ..
إنها البرامج الفضائية فكما هو مشاهد أنها تنشط في رمضان بشكل عجيب، ويتضاعف جهود المحطات وقنوات البث، وهذا لا يتعارض مع حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين» [رواه البخاري]، وفي رواية مسلم: «وصفدت الشياطين» لأنّ الذي يسلسل هو الشياطين من الجن كما جاء في رواية الترمذي وابن ماجه: «ومردة الجن» [صححه الألباني]، لكن الذين وراء هذه البرامج هم مردة شياطين الإنس ...وهي التي لا هدف لها إلا إزالة الأجر والثواب الذي حصل عليه العبد في نهار رمضان، فتأتي هذه البرامج وتقضي عليه بالليل. لكن هؤلاء الشياطين لم يدَعوا الصائمين من جمع الحسنات حتى في النهار، هي تعمل طوال ساعات الليل والنهار، فانشغل الكثيرون حتى في نهار رمضان عن الذكر والاستغفار وقراءة القرآن، وجلسوا أمام هذه القنوات، واكتفوا من الصيام بالإمساك عن الطعام فقط ..... برامج رمضان هل تسرق منا فضائل الشهر الكريم؟ ولماذا تزداد البرامج التلفزيونية في رمضان؟ وكيف يتغلب عليها الإنسان ويعيش روحانية الشهر الكريم.
الحاجة ام الاختراع
مخترع التلفاز اخترع جون بيردالعالم الإنجليزية
جهاز التلفزيون, هذا الرجل جعل العالم على تواصل دائم مع بعضهم اذ جعل اختراعه يشاهد اهل الشرق يشاهدون ما يحدث في الغرب وبالعكس جون لوجي بيرد (1888 1946) هو مهندس كهرباء اسكتلندي اخترع أول تلفزيون عامل في العالم عاش جون لوجي بيرد في أحضان أسرة فقيرة فلما بلغ الثانية عشرة من عمره عمل جاهدا لمساعدة والده فكان يجمع بعض الخردوات فيصلحها ويبيعها في السوق حال سوء صحة جون بيرد بينه وبين مزاولته لمهنته كمهندس كهربائي، فانكب على دراسة التلفزيون ووضع أول نظام تلفزة عملي. وقد استخدم نظامه لفترة قصيرة قبل استحداث طرق أفضل للتلفزة. وقد استخدم بيرد في نظامه الأشعة تحت الحمراء. عرض التلفاز الذي عمل جون لوجي بيرد على صنعه يوم جنازته لتعرضه بالاشعة تحت الحمراء التي زادت حالته سوءاً.
التِلْفَاز أو التلفزيون أو الرّائِي هو جهاز اتصالات لبث واستقبال صور متحركة و صوت عن بعد، وقد اطلق الاصطلاح ليشمل كل نواحي البث و الإرسال.
أول نظام تلفزيون سمتي (Analog) شبه ميكانيكي عرض في لندن في فبراير 1924 ل جون لوجي بيرد (John Logie Baird) الذي أتبعه بفيلم متحرك في 30 أكتوير 1925
أول بث حكومي بعيد المدى كان من واشنطن إلى مدينة نيويورك في 7 أبريل 1927. الصورة التي بثت يومئذ كانت لوزير التجارة آنذاك هربرت هوفر.
أول نظام تلفزيون إلكتروني بالكامل عرضه فايلو تايلور فارنزورث Philo Taylor Farnsworth في خريف 1927.
أول محطة تلفزيونية سمتية كانت في سكنكتادي، نيويورك في 11 مايو 1928.
تقسم شاشات التلفاز إلى عدة أنواع، منها شاشات بأنبوب الأشعة المهبطية Cathode Ray Tube المستخدمة حاليًا وهي أول نوع ظهر. الشاشات المسطحة أو المعروفة بشاشات البلازما، ونوع آخر منها هو شاشات البلورات السائلة LCD.
التلفاز من أهم وسائل الإعلام وله دور في صناعة الرأي العام للشعوب وإحدى الاستخدامات الأساسية للتلفاز بالنسبة للمشاهد هو التسلية وتمضية وقت الفراغ بالإضافة إلى الحصول على المعلومات ومشاهدة آخر الأخبار، لذا نرى له أهمية كبيرة لدى الحكومات والقادة حتى أصبح من أوائل رموز السلطة والاستيلاء على مقر التلفزيون (عادة الحكومي) على قائمة مهام مدبري الانقلابات والمحتلين.
في السابق اعتمدت أجهزة التلفاز على التقاط الموجات الأرضية فقط باستعمال هوائي وبتطور تكنولوجيات الإتصال صار بالإمكان الآن التقاط موجات لقنوات جديدة عبر الفضاء تبث من أقمار صناعية تدور حول الأرض. ونتج عن ذلك زيادة هائلة لعدد القنوات صارت تعرف بالفضائية وأصبحت بالمئات هذا ما عزز دور الحاكوم في عملية اختيار قناة
البرامج تتنافس
ينبغي على المسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين عليها {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} كانت تلك كلمات بدأتها سميرة سيف العديني...لتواصل (ولقد كان لأصحاب الهمم العالية والإرادات القوية من السلف الصالح شأن في استغلال مواسم الطاعة ولنا فيهم وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلهم قدوة حسنة فلنحرص على استقبال رمضان وهو من أعظم مواسم الطاعة في السنة وكلنا نستقبله بالفرح والابتهاج فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيئ شهر رمضان: [جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله].
والبشارة يراد بها إدخال السرور والبهجة في نفوس سامعيها وأي بشارة أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات، وكذلك تعلم الأحكام المتعلقة بالمكلفين في رمضان من العلوم الضرورية التي لا يسع المسلم الجهل بها. قال ابن عبد البر رحمه الله: «قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرىء في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع، واختلفوا في تلخيص ذلك، والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه».
ثم ذكر جملة منها وقال: وإن صوم رمضان فرض ويلزمه علم ما يفسد صومه وما لا يتم إلا به وهناك في التلفزيون الكثير من البرامج الموضحة لما يهمك معرفته في هذا الشهر من أحكام ولنبذل جهدا في مدارسة هذه الأحكام مع من لا يستطيعون الوصول إليها من الأهل أو الأقارب والجيران ولك في ذلك أجر عظيم. قال صلى الله عليه وسلم: «الدال على الخير كفاعله» وينبغي على كل مسلم ومسلمة ان يحث اصدقاءه وجيرانه على البرامج المفيدة.
أما الحجة ام محمد كان لها رأي عن البرامج التلفزيونية يدل على أن الشعر الشيب في رأسها أعطاها الحكمة (القنوات الفضائية مثل اللي يكون معه وجبتين واحدة فيها العسل والثانية فيها السم والمسلم العاقل هو اللي يعرف الحلال من الحرام وفي رمضان خذوا من البرامج اللي فيها العسل واتركوا البرامج اللي فيها سم واني عن نفسي الحقيقة تعلمت الكثير من البرامج التلفزيونية وبالأخص الدينية في رمضان تعلمنا الذكر والصلاة ومبطلات الصيام وكل شيء كنا نجهله عن الصحابة والصالحين .. لذلك يا ليت التلفزيون يهتم بالبرامج الدينية طول السنة مش برمضان فقط ... لأنه اللي نشوفه اليوم عند الناس هو بسبب التوعية الدينية الضعيفة).
غض البصر
كل الحوادث مبدؤها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فعلت في قلب صاحبها
فعل السهام بلا قوسٍ ولا وتر!
والمرءُ ما دام ذا عينٍ يقلبها
في أعين الغيد موقوفٌ على الخطر
يسرُّ مقلتَه ما ضرّ مهجتَه
لا مرحبًا بسرورِ عاد بالضرر.
(إن من غضّ بصره عما حرم الله عليه عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خيرٌ منه) سليم عبدالعزيز طالب في الدراسات الإسلامية .بدأ كلامه عن غض البصر وأضاف (فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يره من أطلق بصره في محارم الله، وهذا أمرٌ يحسه الإنسان من نفسه، فإن القلب كالمرآة والذنوب كالصدأ فيها، فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صور الحقائق كما هي، وإذا صدأت لم تنطبع فيها صور المعلومات، فيكون علمه وكلامه من باب الخوض والظنون هذه القنوات في حياة الناس تدخلت في كل شيء، وغيرت ترتيب وجبات الطعام عند بعض الناس، فصارت الوجبات ملتزمة بمواعيد البرامج، وأحيانًا يأتي موعد الوجبة الغذائية ويمضي والمشاهدون مشدودون للتلفاز دون اهتمام بحاجة الجسم للطعام ودون شعور بالجوع في بعض الأحيان، وذلك عندما يبلغ السكر منتهاه، فإذا كانت البرامج الفضائية جعلت الإنسان لا يهتم بصحته ونفسه فنحن نحتاج إلى صحوة ضمير ومراجعة خبايا الروح وتجديد التقوى لأننا لا نستطيع أن نحارب تلك البرامج مهما عملنا ولكن على الإنسان أن يفهم أن العمر قد يفنى في ساعة ويجب عليه أن يقضيه بالطاعة).
التغيير من انفسنا
فوزية محمد موظفة تربوية: (البرامج التلفزيونية لم تسرق منا رمضان بل لقد غير التلفاز طريقة تجمُّع الناس، لقد كان هناك تزاورٌ بين الجيران في السابق وكانت هناك أحاديث جميلة وتسامر نظيف واهتمام بمشاكل البعض، أما الآن فكلَّ ليلٍ الأسَرُ مشغولةٌ بمتابعة المسلسلات، وتعدّى الأمر حتى إلى العجائز وكبار السن والله المستعان.
التلفزيون سرق مننا الجو الأسري الدافئ) كلمات نسجتها بتناهيد مؤلمة منال عزيز طالبة جامعية لتواصل الأسرة الواحدة أصبحت عدة اسر في بيت واحد واسألوا أنفسكم يا بعض الآباء يا من غفلوا عن بيوتهم وأولادهم: أفراد البيت على كم مرة تلتقي في الأسبوع بكامل أفراد البيت غير أوقات الطعام والتلفاز لتتحدثوا عن موضوعٍ معين، أو على الأقل تجلس معهم أيها الأب لكي يكتسبوا من أخلاقك؟ ومتى سوف يتعلمون منك التعقل والحكمة والاتزان ومتى يقتبسون من أفكارك وآرائك أيها الوالد؟!
إذا كنت الآن وفي هذه السن لا تجلس معهم فمتى يكون إذًن؟! فبعد أن يكبر الأولاد الالتقاء معهم يكون في المناسبات، فالتلفاز لم يترك وقتًا للالتقاء الأسريّ ولا للتجمع العائلي، وليس هناك مجال لتبادل الخبرات والتجارب والجواب أتركه لكل والد.
أين هذا الحال الرمضاني الذي نتكلم عنه عن حال سلفنا وقدوتنا في رمضان حين كانوا يقيمون ليله بالقرآن ويصومون النهار ويجرّدون فيه السيوف ويبعثون الجيوش لنصرة الإسلام بل أين هدوء ليالي رمضان التي كنا نقرأ ونعرفها قديمًا، حين كان لليل رمضان جوّه الخاص وشفافيته الفياضة وروحانيته الخاصة، بين قارىء لكتاب الله ومستغفر بالأسحار وقائم يصلي لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء؟! الكلُّ في هدوءٍ وسكينةٍ، فجاءت هذه القنوات في رمضان وحرمتِ الناسَ تلك السكينة وذاك الهدوء بأفلام رعاة البقر ومسلسلات العنف والجريمة الدرامية وجولات المصارعة الحرة والمشاهد الفكاهية المستهزئة والأغاني المائعة).
الصبر على طاعة الله
أوصى أبو ذر رضي الله عنه أصحابه يومًا فقال: «إن سفر القيامة طويل، فخذوا ما يصلحكم، وصوموا يومًا شديد الحر لحرّ يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور، وتصدقوا بصدقة السر ليوم العسر»، ولما قيل للأحنف بن قيس إنك شيخ كبير والصوم يضعفك قال: «إني أعدّ لسفر طويل، والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله».
الموسم الرمضاني مضمار سباق
لم يعد شهر رمضان يأتي وحيداً لمحبّيه، فهو يأتي محملاً بكمٍّ هائلٍ من البرامج والمسلسلات ما يكفي لعامٍ وربما لأعوام.
الصحفي والكاتب أيمن زاهد يتكلم عن هذا الموضوع القنوات الفضائية لديها كمية كبيرة جداً من المسلسلات والمواد التلفزيونية وهي تقوم بإعادتها طوال السنة حتى أننا نشاهد أعمالاً تلفزيونية خلال شهر رمضان تم بثها قبل ثلاثة أو أربعة أعوام أو أكثر، واليوم يُعاد بثها نظراً لنجاحها.
أصبح الموسم الرمضاني بمثابة العرض الأول لهذه الأعمال التلفزيونية، لتكرر هذه الأعمال نجاحاً إضافياً وتسويقاً على تلفزيونات أخرى طوال العام.
ويضيف الكاتب: وصلنا إلى هذه الكمية المهولة من الإنتاج الذي يعتمد على التسويق، لكسب أكبر عدد من المشاهدين والمُعلنين، حيث تملأ الإعلانات الجرائد والمجلات التي تروّج للبرامج والمسلسلات قبل فترات طويلة من بثها. وهجر الكثير من الفنانين المسرح والسينما واتجهوا إلى إنتاج مسلسل واحد في العام في رمضان.
والمسلسلات الدرامية ليست وحدها التي تبحث عن التسويق في رمضان. فالبرامج الدينية لها مكانها أيضاً على الشاشة الصغيرة.
في هذا السياق، تقول مها الشيخ مسؤولة العلاقات العامة لمجلة بلاتينيوم:« لا نجد فقط التسويق الدرامي التلفزيوني، بل هناك أيضاً التسويق الديني، حيث تنتج بعض القنوات أكثر من خمسة عشر برنامجاً دينياً في شهرٍ واحد».
ولكن متى صار رمضان موعداً سنوياً للمشاهدة؟ المؤرخ الفني أيمن زاهد يحدثنا عن تطور هذه الظاهرة:
كتبُ التراث توضح الكثير عما كانت تقوم به المجتمعات وتسهر عليه في شهر رمضان، مثل الحكواتي في المقاهي وإقامة الخيمات الرمضانية التي كانت تحوي أنشطة أدبية وشعرية متعددة وغيرها.
في سنوات الخمسينات والستينات كان هناك اتجاه إلى البرامج والمسلسلات التلفزيونية، مثل قصص إحسان عبد القدّوس ومسلسلات فؤاد المهندس الرمضانية الكوميدية مع شويكار.
وامتازت فترة السبعينات برواج المسلسلات التلفزيونية في معظم الدول العربية.
حقيقة رمضان
سلوى عبدالعزيز طالبة جامعية كان لها رأي عن التلفزيون والمسلسلات الرمضانية حيث قالت:
طبعاً اكيد شفتم تنافس الفضائيات للاعلان عن المسلسلات والبرامج والمسابقات اللي بدا الاعلان عنها من شهروبعض الفضائيات بدأت الاعلان من شهرين والفنانون والفنانات ضحوا بوقتهم وباهلهم حتى يسلونا برمضان مثل مايقولون (رمضان صيام وتعب ونبغي نكون وجبة خفيفه على المشاهدين)، فالفنانون والفنانات طول الشهور اللي راحت وهم من تصوير لتصوير ومن دوله لدوله واعادة للمشاهد مرة ومرتين وثلاث حتى يكون مسلسلهم الاجمل ويفوز باعلى نسبة مشاهده وقد يكون الدور ضرب الفنان للفنانه تضطر فيه الفنانه تعيد مشاهد الضرب حتى يطلع المشهد حقيقي، وقد يستمر التصوير لآخر الليل وكل هذا علشان يكونون وجبه خفيفه علينا برمضان هذا غير قصة المسلسلات التي لا تكاد تخلو من خمس (حب وعشق وهيام الشرف حب المال سطوة الاهل العقوق) وبعض الفنانين حبوا يطلعون من جو المسلسلات واتجهوا لبرامج المسابقات سواء كانت مباشره او مصوره، هذا غير الاعداد لموسيقى البرنامج حتى يظهر الجو حماسي شدتني احدى القنوات في عرضها لبرنامج مسابقات خفيف كانت تحتوي على لقطات من رقص لفنانين مع فنانات وضحك بصوت عالٍ من الفنانات غير التحدي بالغناء هذا غير الفوازير وما ادراك ما الفوازير مو لانها فوازير لأ...شدني طريقة اللبس الضيق اللي تظهر فيها جميع تضاريس جسد تلك الفنانه وغير الرقص المتمكن حتى قلت لأختي هي فنانة رقص شرقيه ومتدربه لدى فيفي عبده ولا فيفي عبده متدربة عندها؟
من كثر حب الفنانين والفنانات لنا مو بس راح يمتعونا بالمسلسلات والمسابقات والفوازيرلا وايضاً ايضاً الكاميرة الخفيه لها من الطيب نصيب ومثل ماشفنا بالعام الماضي (سواء المذيع يستقبل الفنان ويجري حواراً حتى يستفزه) او(يحبس الفنان بالمصعد وكان المصعد خرباناً).
من كثر حبهم لنا راح يعملون كاميرة خافيه بنفس الفنانين والفنانات معقوله هالفنانين والفنانات ماصار عندهم مناعه من الكاميرة الخفيه يعني كل سنه راح تصيدهم الكاميره الخفيه وهم يعني كل سنه لازم تصيدوني؟!
مثل كل سنة
يبدأ بث البرامج من ظهر اول رمضان عارفين الناس صايمه وتعبانه ومتملله وحرام وقتهم كله يروح بقراءة القرآن وبعد المغرب راح يحطون المسلسلات الكوميديه وبرامج الكاميره الخفية والفوازير المغرية.
عارفين الناس توها مفطرة ومكثرين اكل ويالله شايلين نفسهم علشان يصلون المغرب حرام وقتهم كله يروح بالذكر وعلى وقت التراويح الى بداية الثلث الاخير تبدأ بث المسلسلات القوية.
عارفين الناس متمللين من الكوميديا خلاص شافوها بالمغرب قالوا نحط مسلسلات قوية حرام وقتهم كله يروح على صلاة التراويح اما برامج المسابقات اللي على الهواء واللي فيها تحدي من يفوز بالفلوس والجوائز راح يكون موعدها مع بداية الثلث الاخير من الليل حينما ينزل الله سبحانه الى السماء الدنيا فينادي عباده هل من سائل فأعطيه ...هل من داعٍ فأستجيب له ...هل من مستغفر فأغفر له؟.
عارفين الناس هالوقت ماعندهم شغل ولا مشغلة كوميديا وشافوا مسلسلات قوية وشافوا ... قالوا حرام نخلي وقت المشاهدين يروح كله عبادة.
خلونا نجرهم للمسابقات...احسن لهم من العباده، شفتم كيف هم يحبونا؟
شكراً ايها الفنانين الكبار على تضحيتكم لوقتكم علشان تسلونا برمضان.
ولكن اعلموا ان فعلتكم هذه اظهرت لي رمضان على حقيقته...
كنت اسأل نفسي لماذا رمضان بالذات هو الشهر الوحيد الذي تكثر فيه مسلسلات رمضان حتى ان بعض المسلسلات تم تأجيلها لما بعد رمضان او تأجيلها لرمضان الآخر لذلك اعتذر عن مشاهدتي لكم، فقد قال الله تعالى (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن) اقرأتم انزل فيه القرآن ولم ينزل فيه المسلسلات.
وقال صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه)
أقراتم صام ايماناً واحتساباً ولم يتجه ليشاهد مايفسد صومه من رقص ولهو وغناء وتبرج قال صلى الله عليه وسلم «شهر رمضان تفتح فيه ابواب الجنه الثمانيه» اقرأتم تفتح فيه ابواب الجنه الثمانية وانا اريد الجنة وماقرب اليها من قول وعمل لذلك سأكون ممن يصومون رمضان حق صيامه وممن يقومون رمضان حق قيامه حتى افوز برضى الرحمن وافوز بأعلى الجنان وانتم وانتن هل ستضعون بصمة الشكر هنا للفنانين لأنهم اظهروا لكم رمضان على حقيقته؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.