في أوائل شهر أغسطس، وكعادته أقدم الجيش الصهيوني المرابط على الحدود الفلسطينية المحتلة في الشمال المتاخمة لحدود لبنانالجنوبية على خرق القرار “1701” الصادر عن الأممالمتحدة “مجلس الأمن” في عام 2006م.. وهو ليس الخرق الأول.. فالخروقات الصهيونية منذ 2006م بلغت بالمئات، وتكاد تكون يومية.. فالخروقات الصهيونية تتم على أشكال مختلفة. لكن هذه المرة أقدم الجيش الصهيوني على التقدم نحو الأراضي اللبنانية، خارقاً القرار “1701” ففوجئ بالمواجهة مع الجيش اللبناني والاشتباك معه، وردعه عن التقدم نحو الأراضي اللبنانية.. ولم تتدخل المقاومة، واكتفت بوضع نفسها في إمرة الجيش وقيادته.. وقد أقامت الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني زوبعة حول قيام الجيش اللبناني بالاشتباك مع الجيش الصهيوني , ومنعه من التقدم في الأراضي اللبنانية . خلال سنين والإدارة الأمريكية والصهاينة يدعون إلى بسط نفوذ الدولة على كل لبنان، ونشر الجيش على الأراضي اللبنانية لفرض سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية، وحين تحقق ذلك، ووصل الجيش اللبناني إلى جنوبلبنان لحماية نفوذ وأراضي لبنان، ومقاومته للعدو الصهيوني في معركة “شجرة العديسة” أبدى الأمريكان والصهاينة استغرابهم وعدم رضاهم.. لأنهم في الحقيقة أرادوا من انتشار الجيش اللبناني في جنوبلبنان شرطاً لحماية الكيان الصهيوني، وليس للحفاظ على سيادة الأراضي اللبنانية. أيضاً كان هدف الأمريكان والصهاينة من دعوتهم الدائمة لبسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية.. إنما هو جعل الجيش وجها لوجه مع المقاومة في الجنوب.. ولم يعلموا أن الجيش منذ تولي العماد أميل لحود، وبعده ميشال سليمان قيادة الجيش ومن بعدهما العماد قهوجي صارت عقيدة الجيش أن العدو الحقيقي والوحيد للبنان هو “الكيان الصهيوني” وأن معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي قوة لبنان في وجه العدوان والاحتلال الصهيوني.. وأن المقاومة أصبحت في الجنوب بإمرة الجيش.. والأمر كله لبناني في لبناني.. فما الذي يزعج أمريكا والصهاينة حين يرد الجيش اللبناني على العدوان، وأن يكون للجيش اللبناني ظهر وسند وداعم اسمه المقاومة؟! إنه أمر عجيب وغريب.