في إحدى زوايا غرف مستشفى الثورة بتعز يرقد جسد عبده مرشد عنان الذي جاوز منتصف عقده السادس , وصوت أنفاسه الواضح للسمع لا يكاد يبارح كل من يقترب من هذه الغرفة . عبده الذي يعاني من جلطة أدت إلى شلل نصفي في الدماغ ، يعيش الآن على التنفس الصناعي منذ أن أتى إلى المستشفى من قريته في الجعاشن . لايكاد يستكين برهة واحدة دون أن يكون للألم وجود في جسده حتى جعل منه لا يقوى على المكوث بهدوء دون لحظة افتراس من صرخات الألم التي تلازم كل لحظة يعيشها.. هكذا هو حال معاناته من نواحٍ عديدة لعل أبرزها المرض والشيء الآخر هو حالته المادية الصعبة التي لا يقوى حتى على دفع ثمن العلاج الضروري. إذن فهي صرخة يطلقها عبده عنان «للعنان» لكل القلوب الرحيمة ان تعطيه ولو جزءاً مما أعطاها الله .. فهل ستمر ليلة القدر من بين ليالي هذا الشهر الفضيل ويكون عبده عنان قد وجد صرخته بعيدة عنه ولم تعد تلازمه. كتب - كمال اليافعي