الأحلام كلمة جميلة تنطلق من عالم سحري.. فما علاقتنا بأحلامنا؟ أو ماصلة أحلامنا بنا؟ يقول علماء النفس أن أحلام الفرد تنطلق من الجزء اللاواعي في عقل الإنسان وترتبط إرتباطاً وثيقاً بحياته السابقة وذكرياته ومخاوفه وطموحاته والأحلام تتخذ طابع أفلام الاسكتش القصيرة والرموز لذا تحتاج أحلامنا إلى تفسير وقد برع الكثيرون بتفسير الأحلام والكثير من الأحلام حملت البشرى بالأشياء السارة والكثير أيضاً نبأ بالأنباء السيئة ولاننسى هنا أن نذكر بحلمي صاحبي يوسف – عليه السلام – وهو في السجن هذه الأحلام التي يراها الإنسان وهو نائم والتي تعكس أشياء كثيرة في داخله، ولكن ماذا بشأن الأحلام الحقيقة التي يحلم بها الفرد وهو يقظ وواعٍ وهي الطموحات التي يتمنى الفرد تحقيقها في حياته، كيف نتعامل مع أحلامنا؟ وهل نسعى لتحقيقها وترجمتها إلى واقع ملموس؟ في هذا الجانب للأمر علاقة بمدى قوة إرادة الفرد وكلما كانت لديه عزيمة قوية وتصميم سعى لتحقيق حلمه وكلما وهنت عزيمته وتراخت قدراته يظل حلمه هذا مجرد حلم يعيشه في عالم اليقظة. نحن اليمنيون حقيقة نتميز بالميل نحو التراخي خاصة فيما يتعلق بالطموح وتحقيق الاحلام وذلك نتيجة لحجم الوقت الضائع من حياة الناس الذين يقضونه في تناول القات وخلال فترة تناوله تبدأ مرحلة الأحلام والطموح ورسم الخطط والمشاريع لكنها تنتهي بانتهاء مضع وريقات القات الخضراء لتبدأ مرحلة الكوابيس والهموم ونتف الشوارب وهكذا دواليك. في برنامج (اتحداك في نصف ساعة) ذلك البرنامج الجميل للمذيع المميز سفيان المطحني الذي يبث على قناة السعيده طرح موضوع مناهضة القات ومحاربته وحين سأل المذيع (المقاوتة) عن مدى امكانية وجود (يمن بلا قات) أجابوا جميعاً نعم إذا توفرت البدائل،وعن هذه البدائل أجابوا: المتنزهات والحدائق والنوادي ورغم اتفاقي مع الجميع على ذلك إلا أننا إلى جانب هذه النوادي والحدائق والمتنزهات نحتاج أكثر إلى فرص عمل لهذه الكوادر.. لهؤلاء الشباب لكي يشكلوا فرقاً في حياتهم وفي بنية الوطن.. هل حكم الله علينا إما نتناول القات أو نلهو ونمرح في الحدائق والنوادي؟،لا والف لا،نحتاج إلى العمل لتمضية وقت الفراغ حتى يسهل تحقيق أحلامنا وطموحاتنا لأن المال حين يتوفر لدى الفرد يعينه على تحقيق طموحاته أنظروا إلى شعوب العالم قاطبة انهم يعملون ليل نهار وحياتهم مقسمة إلى ورديات ولديهم وظائف مسائية وصباحية وأعمال اضافية كل ذلك سعياً نحو تحقيق التطور في حياتهم.. تخيلوا لو أن كل هذا الشعب وأقصد شعبنا اليمني تحول إلى عامل متحرك ونشيط ألن يشكل ذلك فرقاً في تفاصيل حياتنا؟، ألن نجد الإبداع والإبتكار والنهضة؟ ألن نصل وببساطة إلى يمن بلا قات ونرقى مع أحلامنا إلى السماء؟. من أحلامنا جميعاً أن تصبح اليمن بدون قات وحتى من يزرع القات ويبيعه يحلم بذلك ولكن هل هو صعب تحقيق هذا الحلم؟، الحقيقة أن تحقيقه سيكون سهلاً إذا توافرت العزيمة وتضافرت جهود الدولة مع جهود الفرد وإذا تم تطبيق القانون الذي يعين على تحقيق هذا الحلم وإذا تم توفير البدائل ومنها فرص العمل في المشاريع والمصانع الضخمة والبسيطة التي تستوعب كل هذه الايادي التي لاهم لها سوى قطف ومضغ القات.. ودمتم بخير ورمضانكم طيب.