كان في رمضان المنصرم كأي واحد من خلق الله آتاه القوة والصحة والشباب يمتلك الحيوية وله القدرة على الحركة أينما يريد وفي أي اتجاه يشاء ,كان سعيدا بفلذة كبده إبراهيم الذي أتاه بعد طول انتظار بعدما رزقه الله قبله وبسبعه أعوام من ولادة إبراهيم بطفلته نسيبة. إنه الشاب هاني عبدالله مقبل الحبشي من سكان حارة الدياني بمدينة الراهدة مديرية خدير بمحافظة تعز ،ولأن الإنسان لا يمتلك قدره فقد شاءت الأقدار أن يصبح هاني طريح الفراش مسجوناً بين أربعة جدران لا يقدر على الحركة إثر حادث مروري قبل عشرة أشهر تقريبا مما أدى إلى انزلاق في عموده الفقري وتسببه بشلل في كلتا قدميه علاوة عن فقدانه لحساسة الإخراج – أعزكم الله – فالشاب يتبول ويتبرز على فراشه .. هاني يقطن في بيت متواضع للغاية إيجاره 4 آلاف ريال شهريا لا يقدر على دفعه إلا بشق الأنفس وبتعاون من بعض أصحاب القلوب الرحيمة , وحده الشاب يعاني من غصة المرض ومرارة الحرمان وهو يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة من أكل وشراب له ولأسرته المكونة من أمه وزوجته وطفليه , يقضي الحبشي معظم وقته في الصلاة وتلاوة القرآن وليس ما يؤرقه سوى منظر طفليه ( نسيبة وإبراهيم ) ما يضع غصة في حلقه وهو يتجرع كأس المرارة وهو يرى نفسه عاجزاً عن إدخال السعادة إلى أولاده ولكن ما باليد حيلة.. حالة هاني يوجد أمل في علاجها إذا ما توفرت الإمكانيات المادية ولكن من أين للرجل الذي لا يتجاوز تفكيره سوى توفير لقمة عيش لطفله وأفراد أسرته وإن كان هناك مزيد من الخير فلا مانع من شراء بعض الحافظات التي تحبس عنه إخراجه , إنها دعوة صادقة نرسلها عبر الصحيفة لكل فاعلي الخير بمد يد العون لأسرة عزيزة أبت أن تمد يديها لغير الله ولولاء فاعل خير من أحد الجيران لما وصلنا إليها أبداً ونقولها صراحة لقد هالنا ما وجدناه من بؤس الحال وظنك العيش وخاصة ابتسامة نسيبة التي تخفي خلفها نهراً من الدموع وقصصاً من الأحزان ,وما نقص مال من صدقة..