سؤال قد يكون عادياً بل ومكرراً لأنه سؤال يراود كل كاتب وكاتبة؟ فأحياناً يسأل المرء نفسه: لماذا أكتب ولمن؟ بل وقد سعى بعض الكتاب إلى التوقف عن الكتابة لفترة ليرى ماذا سيحدث فيكتشف أنه يعود أكثر نهماً للكتابة، هل الكتابة حالة مرضية يعاني منها الكاتب أم هي ميزة يتمتع بها؟ الغريب أنها تجمع بين الميزة والحالة المرضية فالكاتب يعاني كثيراً حتى خروج فكرته بالشكل الذي يريد. لماذا نكتب؟.. الكاتب والكاتبة يعرف حقاً إجابة هذا السؤال , أهمها أننا نكتب لأننا حريصون على التعبير عن آرائنا ومواقفنا وأننا نصر على نشرها على الملأ لكي نحدث تغييراً قد يريح ضمائرنا ويشعرنا أننا أدينا واجبنا لأن الكلمة سلاح ووسيلة.. سلاح لمحاربة الظواهر السلبية ووسيلة للبناء والنقد الهادف. حين يتوقف الكاتب عن الكتابة لسبب ما فإنه يشعر بأنه معزول عن العالم وأنه في حالة غريبة لأن مكانه بين أوراقه وأقلامه ومع أفكاره. حين تكتب الأقلام الكثيرة عن أوضاع كثيرة وتشير إلى قضايا معينة يلاحظ عدم تغير هذه الأوضاع وعدم الاهتمام بما تناولته تلك الأقلام , قد يشعر الكُتّاب أحياناً بالخيبة لعدم وجود صدى لما تناولوه سوى في قضية حق الرد والتي تسعى الجهات المعنية إلى التقليل من قيمة ماكُتب وعدم صحة ماورد في المقال الفلاني أو العلاني. لماذا نكتب؟.. رغم أننا لم نحرّك ساكناً في محور حياتنا بكتاباتنا؟ ورغم أن الوعي الجماهيري غائب ولايتفاعل مع ما يتم نشره وتناوله كما هو الحال في الدول المتحضرة؟! لماذا نكتب؟ رغم أننا نفضح فساداً.. نُعري فاسداً وندين مجرماً ولانرى سوى استمرار الفساد بل وتطوره وعدم معاقبة الفاسدين رغم أنف أقلامنا . لماذا نكتب؟ رغم أن الكتابة لاتؤكل عيش ولاتُحسن دخلاً ولاتعين على أية نائبة من نوائب الدهر ومع ذلك تجدنا نكتب ونكتب وقد نشعر بالندم لأننا سنموت ولم نكتب كل مانريد. لماذا نكتب؟ والغاية لدى العديد من القراء من شراء الصحف هي حل الكلمات المتقاطعة ومتابعة إعلانات الوظائف مع ذلك لازلنا نكتب ربما لأن الكتابة ليست مجرد رسم كلمات على ورق وإنما هي قناعات ومبادىء قيم .. الكتابة مسئولية وواجب وفن وجمال. الكتابة واحة جميلة يطلبها كل ذي ارادة حرة وضمير صافٍ وقلب غيور ومخيلة واسعة. ربما نكتب لأننا نشعر بارتياح عند الكتابة وبعدها , ربما لأننا نشعر بمسئولية كبيرة تجاه وطننا وقضايانا ويهمنا كثيراً رفعته وتقدمه وربما لأننا نجيد الكتابة. المهم أن الكتابة التزام صادق بين قلب المرء وقلمه على تحري الصدق ومقارعة الظلم وتوضيح الجمال وإبراز الحقيقة والدفاع عن الوطن وحماية أرضه وسيادته وأمنه واستقراره. تهنئة: أجمل التهاني لجميع القراء الكرام بعيد الفطر المبارك الذي نتمنى أن يعيده الله علينا بالخير والسعادة وكل عام وأنتم بخير وكل عام واليمن بخير.