إيلينا المدني، شاعرة رقيقة و مرهفة الحس، وهي أنثى تعرف أنها قيمة بشرية خلقها الله كي تكون أنثى، ذلك النصف الجميل في حيواتنا المعبأة بالمادة و التعب والهموم، أنثى لها خفق أحاسيس و رغبات، ولها الحق كما لكل مخلوق حر في التعبير عن حاجتها إلى لمسات وجدانية رومانسية أصبحت نادرة في زمننا الأغبر هذا.. من هي إيلينا المدني..؟. للمرة الألف أدور حول نفسي في ذات المكان أبحث عني فلا أجد غير الفراغ والسراب. .. من أنا..؟. إيلينا إنسانة تحاول أن تعبّر عن ذاتها بالشعر وأن تدافع عن الإنسانية والحب والحرية بالشعر، تحاول أن تعيد إلى الإنسانية إنسانيتها شعراً، وأرجو أن أستطيع ذلك. .. ولماذا البحث عنك..؟. للمرة الألف أدور حول نفسي، وأُعيد ذات السؤال لذات الجواب، فمتى سيُكسر طوق دائرتي، أتحرر من سلطة الأشكال..؟!. الإنسان دائماً يكون في بحث عن ذاته فيما حوله، ويحاول في هذا البحث أن يجدها ويجد ذوات من حوله ليكون من كل هذا عالم الحب والسلام. .. إذن من أجل التحرُّر من السلطة..؟. نعم.. السلطة العبثية. .. ولماذا سلطة الأشكال فقط..؟. قصدت بسلطة الأشكال هي كل سلطة جاهزة فرضها علينا المجتمع دون وجه حق سواء بدعوى العيب أم كلام الناس، أو العادات البالية. .. ما لون العاطفة الشعرية التي تكتبين بها وجدان إيلينا..؟. أكتب العاطفة الوجدانية التي تعبّر عن الإنسان سواء أكان عاشقاً لحبيب أم لوطن أو لقضية، فجميعها تعبّر عن وجدان المرء والأمة ككل. .. ما الذي لا يمكنك البوح به..؟!. لا شيء..!!. .. كيف؟!. لأني أرى الكتابة فعل حرية، ومن لا يملك حرية الكتابة فليتوقف عنها. .. هل اللوحات المصاحبة لقصائدك هي لك..؟. لا بالطبع، أنا لا أرسم، ولكن أحاول أن أختار اللوحة التي تناسب النص من حيث الفكرة والشكل. .. كيف تواجهين ما يثار حول الإغراء الجنسي و التعرّي سواء في اللوحات أم النصوص..؟!. من يقرأ نصوصي بدقة يعلم أني لا أتجاوز الخطوط التي لا يمكن تجاوزها، فأنا أكتب بإحساس إنسانة تعيش الحب برهافة وصدق، والصدق يستدعي الوضوح؛ لذلك ما أكتبه يمثّل هذا الصدق الذي لابد أن يكون مع الذات ومع القراء، فلا يمكن أن أكتب مشاعري خلف عباءة وستار. .. ما هي قراءتك للحضور الإبداعي النسوي العربي..؟!. هناك كاتبات مبدعات فرضن حضورهن على الساحة الأدبية سواء في الشعر أم القصة وعبّرن عن المرأة بشكل واضح وحقّقن نجاحات ملموسة على صعيد الانتشار. .. مثل من..؟. من الكاتبات أحلام مستغانمي، وهي غنية عن الذكر طبعاً، ومن الشاعرات الفلسطينية همسة يونس. .. ما حظ حبيبك من تراتيل روحك وعصارات قلبك..؟. الكتابة فعل حب، ومن لا يحب لا يستطيع كتابة حرف واحد؛ لذلك جميع ما كتبت وسأكتب لحبيب يسكن الروح ويسيل من مدادي شعراً. .. ما الحب لديك..؟!. الحب هو كل خير موجود في حياتنا، فمن لا يحيا بالحب؛ لم يذق طعم الحياة بعد. .. هل تجدين قلم النقد مفعلّاً كما ينبغي..؟!. بالطبع هناك نقّاد موضوعيون بحيث ينقدون الأدب شكلاً ومضموناً؛ وهذا يصب في مصلحة الأدب والأديب، وبالطبع هناك من يحابي أو يجامل؛ وهذا إما لتشجيع الكتّاب الجدد خصوصاً وهذا لا ضير منه أو لمصلحة شخصية، وهنا تكون الطامة الكبرى. .. ما أهم ما ينبغي أن يكون عليه الأديب من وجهة نظرك..؟!. في المرتبة الأولى أن يكون مثقفاً ولديه هدف محدّد لكتاباته، فلا يجوز أن يكتب اعتباطاً لمجرد الكتابة؛ وإلا سيكون جميع ما يكتبه هباء، وأن يكون ابن بيئته ومجتمعه يحاكي مشاكله وهمومه وتطلُّعاته ومعاناته، وأن يكتب بلغة يفهمها القارئ ليستطيع التفاعل معه، ولتصل الفكرة التي يريد إيصالها بيسر ووضوح. .. هل تؤمنين بالأدب العامي..؟!. بالطبع هو أدب، وله كتّابه ومحبوه، ولكني لا أميل إليه. .. و أدب الومضة..؟!. أدب جميل يختزل موقفاً بكلمات تحكي الكثير، وهذا يحتاج إلى خيال واسع ولغة قوية، وأنا أمارسه أحياناً. .. ما طقوسك حال الكتابة..؟. لا شيء محدّد، عادة أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية؛ ولكن أيضاً أستطيع الكتابة في محيط مليء بالضوضاء؛ لأن الكتابة خلق، وحين تتهيأ لها الأرضية توجد. .. ماذا تعني لك: الحداثة، الشعر، الشعراء، النقد، الحب..؟. الحداثة.. الكتابة بأسلوب يماشي العصر ويحاكي الجيل وفق معطياته ومفاهيمه. الشعر.. ضمير الأمة. الشعراء.. أطباء الروح. النقد.. بوصلة لتصحيح المسار. الحب.. من أجله وجدنا، وبه نحن خالدون. .. هل القراءة تصقل الإبداع، يا إيلينا، أم أن الإبداع مصقول من بيتهم..؟. بالطبع القراءة لها دور كبير بالأبداع؛ لأنها تفتح الآفاق الواسعة أمام الكاتب، ولهذا قلت إنه يجب على الأديب أن يكون مثقّفاً من الدرجة الأولى، ولكن لا ننفي أن الموهبة هي الأصل في الكتابة. .. هل استطاعت الترجمات الحديثة أن تلعب دوراً مقبولاً في نقل الكثير من المعارف الأجنبية..؟. نعم.. لقد كان لها دور كبير بالنهضة الأدبية في وطننا العربي، وهي التي فتحت الآفاق للكتابة الحداثية من حيث اللغة الأدبية أو المواضيع المطروحة. .. لماذا الأدباء أقلُّ حيلة بين الناس في اعتقادك..؟!. أنا لا أتفق معك، على العكس، الأدباء هم الصانعون لضمير الأمة والراسمين طريق الأجيال؛ لأن الكتابة تصنع الفكر والفكر يبلور الحدث، ولهذا تجد أن ما يكتبه الكاتب يتحوّل إلى حدث وموقف على أرض الواقع، ولو نظرت لوجدت أن من غيّر وجه العالم هم الكتًاب. .. مَن مِن الكُتّاب و الشعراء الأجانب استطاع أن يلامس شغاف إعجابك..؟!. من الكتّاب أحب غابرييل غارسيا ماركيز، ومن الشعراء الشاعرة جوزيان دو جازو – بيرجيه. إيلينا المدني، من مواليد دمشق 1985م، خريجة صيدلة. شاعرة كتبت في العديد من المواقع الإلكترونية مثل: موقع النور, جريدة تاتو, موقع بابل. لها عدة مدونات، وموقع على الفيس بوك. لها إصداران أهدهما ديوان خاص بعنوان «مدارات الدفء» والآخر عبارة عن حواريات شعرية مع الشاعر العراقي الكبير تحسين عباس بعنوان «فاكهة العطش». كُتبت عنها قراءات من عدد من النقاد المعروفين أمثال: جوتيار تمر, وجدان عبد العزيز, عقيل الواجدي.