عيد مبارك، ونسأل الله أن يجعل كل أيام المسلمين أعياداً. فيا أيها المسؤول الذي يعتقد المسؤولية أمانة وعبئاً مبروك عليك العيد، ويا أيها التاجر القنوع الصالح أعادك الله إلى مثل هذا العيد سالماً معافى، ويا أيها القاضي الزاهد الأمين الذي يرفض الدنيا مقابل الآخرة بارك الله لك عيدك وزادك توفيقاً. ويا أيها الأب والأم المحتسبان أولادهما لله وفي سبيله لا أراكما الله ما تكرهان، فما قدمتما تضحية في سبيل الوطن، ولا نامت أعين الجبناء القتلة، وغداً يوم القصاص الأكيد، وحسب القتلة لعنة الله وجهنم هم فيها خالدون. في مثل هذا اليوم يشكر المسلم ربه لتوفيقه له بالصيام والقيام؛ فيشعر بالسعادة لأنه امتثل أمر ربه. وهذا اليوم يصل فيه المسلم رحمه، فيلقى الجزاء الأوفى من ربه، ويقوم المسلم فيزور أصدقاءه وأقاربه, لأن الصوم هذّب أخلاقه وعلّمه دروساً في التربية الإسلامية والقيم الربانية السماوية. عيد مبارك، لنبدأ عهداً جديداً مع الله, أما إذا لم يستجب المسلم لدروس الدين وأخلاق الإسلام ففي صيامه غبش وعلامة القبول غير موجودة. علّمنا الصوم الصبر والحلم، وهذّب عواطفنا، وصحح عقيدتنا، وعلّمنا ألا ننطق إلا حقاً، ولا نقول إلا صدقاً, فخمس يفطرن الصائم: «الكذب والغيبة والنميمة والنظر بشهوة واليمين الكاذبة». فيا شاهد الزور أقصر عن هذا الخُلق، ويا أيها الذي ينقل النميمة اتق الله، ويا أحزاب اليمن لم تعد البلاد ولا العباد قادرين على الدّجل والتضليل. فكفاكم كفاكم، فلعل الصيام فيه مزدجر لتصححوا أوضاعكم وتردّوا الجميل للشعب الذي أحسن بكم الظن. ويا أيها الشعب بادر إلى العمل والإنتاج والرشد, فنحسب أنك قد بلغته، فلا حاجة لأن تصبح مبرراً للذين يضحكون عليك!!. ويا أيها الناس مبارك عليكم عيدكم؛ فاسعدوا به، جعل الله أيامكم كلها سعادة وهناء.