كان متوقعاً ان تثور مشكلة التركيبة السكانية لدول الخليج بعد تراكمات طويلة لعبت الطوائف والجنسيات غير العربية دوراً كبيراً في صناعتها .. فقد بدأ تجنيس مكثف لبعض الجنسيات خاصة الإيرانية في فترة السبعينيات وما قبلها وحتى الاستفتاء الذي تم في البحرين لتحديد هوية البلد من حيث الاستقلال أو الإلحاق بإيران جاء الاستفتاء لصالح الاستقلال ليس حباً من الطائفة الشيعية في الانتماء العربي وإنما نكاية بشاه إيران الذي لم يسمح للقوى الدينية بقيادة البلاد، ولو ان الاستفتاء تم بعد الثورة الإيرانية لاختلف الأمر لأن السلطة الدينية ستفرض وبإرهاب الدين على الناس التصويت لصالح إيران غير ان المخطط الذي وضعه حكام إيران يقضي بضخ أكبر قدر ممكن من المواطنين الإيرانيين إلى الساحل الغربي للخليج بحيث تمر سنوات ويصبح الخليج فارسياً من الشطين ولذا فقد نشطت حركة تجنيس الإيرانيين في الخليج إلى درجة طغى شيعة الفرس على شيعة العرب , الأمر الذي يهدد بتغيير التركيبة السكانية لدول الخليج لصالح العجم على حساب العرب، ثم جاءت العمالة الآسيوية وخاصة الهندية لتصبح نسبة السكان العرب في دولة كالإمارات 20 % فقط. وكان هناك نوع من التعايش بين السنة والشيعة قبل الثورة الإيرانية ولكن استراتيجية تصدير الثورة شجعت التطرف الشيعي على البروز والمجاهرة بسب الصحابة وأمهات المؤمنين فقد جاء (الفالي) من إيران ليسب أم المؤمنين في الكويت وحدثت أزمة كبيرة في البرلمان الكويتي يومها ثم ظهر أخيراً ياسر الحبيب ليعاود سب ام المؤمنين عائشة وهذا المذهب يقول به بعضهم جهراً وبعضهم سراً وقد جعلوه أصلاً من أصول المذهب . لقد وفّر سقوط العراق بيد الاحتلال الأمريكي الأرضية الخصبة لزراعة مثل هذا الفكر الشاذ وانتشرت قنوات السب الفضائية لترويج ان التكفير والإرهاب سني ولا علاقة للشيعة به وهو أمر يخالف الواقع فالفتوى التي يتقيأها بعض المراجع تدعو إلى تكفير السنة لأنهم يرفضون الوصاية ولاشك ان هناك تياراً تكفيرياً أيضاً لدى السنة وهو نتاج للصراع القائم بين الطائفتين والذي دوّله اسماعيل الصفوي شاه ايران الذي امر بالمجاهرة بسب أزواج رسول الله ولأصحابه رغم ان الله تعالى يقول :( وازواجه امهاتهم) وهذا السب ايذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل بيته وعلى مدى عقود خضعت مساجد السنة في البلاد العربية لرقابة الدولة ووزارات الاوقاف بينما ظلت حسينيات الشيعة بعيدة عن هذه الرقابة .. الأمر الذي أفرز كل ذلك الكم من التطرف الشيعي وصل ذروته للمطالبة بضم دول الخليج إلى الامبراطورية الفارسية (إيران) بل إن مخططاً ذكره البعض يتم السعي إلى تنفيذه يشمل الاحساء ودول الخليج العربي والعراق لتكوين دولة شيعية كبرى وما يجري اليوم من نزع جنسيات بعض المتجنسين في البحرينوالكويت هو بداية لمواجهة جديدة , صحيح ان بعض الشيعة يوصفون بالاعتدال شجبوا تطاول ياسر الحبيب على أم المؤمنين عائشة لكن ذلك لا يكفى فالأمر بحاجة إلى مراجعة شاملة لعقائد هؤلاء في هذه المسألة وغيرها. ومالم ترافق الإجراءات الحكومية في هذه الدول إجراءات تقوم على تبصير الناس بأمور الشرع وتصحيح المفاهيم لدى العامة بعيداً عن بعض الحوزات التي تنشر الجهل والتطرف فإن الأمر سيكون مرشحاً للتفاقم ونحن نعلم علم اليقين أن بعض المرجعيات لايسرها وجود توافق بين الطائفيتن وهي تسعى جاهدة لاستمرار التوتر حفاظاً على مصالحها وقد مدت هذه المرجعيات مخالبها إلى مناطق كثيرة منها اليمن ولبنان بالإضافة إلى دول الخليج وهي بذلك تكمل مهمة الاحتلال البريطاني قديماً الذي اجج الخلاف بين الصفويين المتطرفين والاتراك حتى قامت الحرب بين مراد , سلطان العثمانيين واسماعيل الصفوي وتمكن الجيش التركي من الدخول إلى مشهد في محاولة لحماية السنة من بطش الشاه الصفوي وجنوده وتنكيلهم بالرعايا من السنة واجبار نسائهم على المتعة. اليوم وبعد ظهور قنوات سنية تفند مزاعم وكذب بعض المرجعيات على رسول الله وآل بيته الطاهرين خرجت أصوات تتباكى على الوفاق السني الشيعي ولم نسمع أي من هذه الأصوات والقنوات المتطرفة تبث سموم الكراهية بين الطائفتين وتسب رسول الله وأزواجه الطاهرات .. لقد بدأ الذين شاركوا في سقوط العراق يعون ان الدور القادم سيكون عليهم وهم اليوم يعضون أصابع الندم وحالهم يقول (أكلت يوم أكل الثور الأبيض) وأخشى ان يفوت الأوان قبل ان يصنعوا شيئاً.