بمناسبة تكريمه مع مجموعة من الكواكب الإبداعية الفنية والثقافية العربية في دمشق, لأنه وبذلك التكريم يكون فناناً قديراً قد ختم حياته الفنية بمسك، رغم أنه قد كُرم بالإضافة إلى تكريمه في الوطن من قبل دول عربية عديدة منها:(السعودية – قطر – الإمارات – البحرين - عمان). المرشدي الإنسان , الفنان , المعلم , السياسي, المثقف, المجتهد, المدرسة, الإبداع , الأب, وصفات كثيرة قلما نجد لها مثيلاً في زمننا هذا، لأنه ببساطة قلب نابض حنون, وجوارح تستلهم حركتها وتزرع بذورها من تعاليم لدن رؤوف رحيم. هكذا قدمت الكاتبة الشابة(رويدا السقاف) على صدر إحدى صفحات مجلة(محطات) الصادرة هذا الشهر العدد رقم(8)، إذ قدمت مقالاً ضافياً بعنوان: (المرشدي) اخترت أنا منه الفقرتين سالفتي الذكر، وهي إشارة من شابة من جيل جديد، ربما هو جيل الوحدة الذي لم يعش فترات الستينيات حتى التسعينيات، وهي فترات خصب وكفاح ونضال وعطاء، لكن القليل منهم، ورويدا منهم استطاع ويستطيع توظيف العبارات والكلمات المعبرة عن الحب والتقدير لشخص فنان كبير كالمرشدي، الذي ألهبت أناشيده الوطنية جذوة الكفاح المسلح ضد الاستعمار، وكانت معيناً وذخيرة للثوار, الذين أقاموا الثورة السبتمبرية عام 1962م, وها هو قد استحق هذا الثناء من جيل تفصله ربما خمسون سنة عن تلك المرحلة التي كان فيها المرشدي الحنجرة التي تلهب الحماس, وتذكي الكفاح لبذل النفس والجهد في سبيل الحرية والانعتاق، أما الجانب العاطفي فلن نخوض فيه لأنه محيط لانقوى على المجاراة فيه, ويحتاج إلى متخصصين كبار ومعاصرين للرجل، وأظن أن الشاب الفنان المحبوب والمثقف عصام الخليدي، هو أحد المهتمين، بل وأولهم في تتبع سيرة وعطاء الفنانين, ومنهم المرشدي الذي قد كرس له مساحة من تناولاته وكتاباته المميزة, إلى جانب عشرات من الفنانين والأدباء الذين نالوا من كلمات وقلم العصام، الذي يصدق عليه القول المأثور:(نفس عصام سودت عصاماً، وعلمته الكر والإقداما) إلى آخر العبارة. إن الشباب الذين برعوا وقدموا الجديد هم الوارث الحقيقي لحمل الرسالة في مجال صاحبة الجلالة السلطة الرابعة ، ونفخر بأن لدينا شباباً يحملون المشاعل لمواصلة رسالة الآباء والأجداد، وهم كثر في بلادنا، ولاينقصهم إلا الأخذ بأيديهم ودعمهم وإسنادهم، لمواصلة العطاء الذي تحتاجه بلادنا وشعبنا، نحو التنوير والتثوير لحياتنا اللاحقة! إن المرشدي وفي هذه العجالة طود شامخ لن نفيه حقه مهما كتبنا أو قلنا، فهو أكبر من أن ندبج له العبارات والكلمات، وماتكريمه هذا العام في عاصمة الحضارة والنضارة دمشق، إلا دليل على الاعتراف بدوره وتأثيره وعطائه الذي جاوز الوطن العربي برمته، وهو مايثير فخرنا واعتزازنا بأبي علي، أطال الله في عمره ومتعه بصحة وعافية.. آمين. ولأننا نعيش في عدن العاصمة الاقتصادية, وفي مناسبة ذكرى الثورة العظيمة نرفع آيات التهاني والتبريكات لك يا أستاذنا وفناننا العظيم بمناسبة تكريمك, وجعلك رمزاً لنا على مستوى الوطن العربي، ولذلك يحق لنا أن نفخر بك وأن نزهو.. وأن تكون عدن هي المبتهجة أولاً، ثم الوطن كله.. ولك القبلات الحارة أيها الصوت المجلجل والعذب الجميل! وشكراً للكاتبة رويدا السقاف ولمجلة محطات على هذه اللفتة الكريمة!.