علمياً لا يستشعر الإنسان حاسة اللمس بواسطة الأداة المباشرة وهي اليد، بل عن طريق الدماغ وفي مستويين؛ المستوى الأول يتعلق برد الفعل السابق على الفعل والصادر أساساً من الدماغ، ورد الفعل هذا قد يكون إرادياً وقد يكون لا إرادياً، ففي حالة الاستشعار بضرورة ملامسة شيء ما لسبب ما تكون الإشارة الصادرة إرادية أي سابقة على الفعل، وفي بعض الحالات تكون لا إرادية أي مترافقة مع الفعل كما يحدث عندما يتصرف الإنسان بتلقائية مستخدماً يديه وهو في لحظة حرجة من سياقة السيارة، فيتلافى حادثاً مؤكداً دون أن يتوقع ذلك، ويحدث هذا الأمر أثناء الزلازل والكوارث الطبيعية حيث تتضافر الحواس في ردود الأفعال التلقائية المتناسبة مع الخطر، ولكن دون إدراك أو تخطيط مسبق لمواجهة الخطر الداهم. يقول العلماء إن للإنسان دماغين؛ دماغ يتعامل مع الأحداث اليومية والتداعيات الطبيعية في الحياة، وآخر يتعامل مع ما يتجاوز هذا المستوى، ويسمونه الدماغ الأصغر أو “المخيخ“ ويقولون إن هذا الدماغ الأصغر يقوم بأدوار أخطر وأشمل مما يقوم به الدماغ العادي الذي يتربع على رأس الإنسان. ولهذا الدماغ الصغير مسؤولية الإشارات والذاكرة الموغلة في التقادم، وفضاءات الأحلام، والتكشّفات الخارقة للعادة، ومنه تستمد الحواس قدراتها الاستثنائية بما في ذلك القدرات الاستثنائية لليد البشرية. والمعلوم هو أن عيسى عليه السلام كان يعالج المرضى بلمسة من يديه، والمعروف أيضاً أن بعض أساليب المعالجة في الطب الشعبي يعتمد على قدرات اليدين سواء في التدليك أم التحمية الموصولة بتيارات كهربائية خاصة، وحتى التمسيد الخفيف الذي يستمد قوته من الدماغ. كثيرون منا يذكرون كيف كانت لمسة على رأسه تمنحه الهدوء والطمأنينة، والكثيرون يعرفون بالبداهة أن أنامل الأم تلعب دوراً حاسماً في تنبيه الطفل أو تخديره، وفي مساعدته على النوم أو الصحو.