قد تصبرعلى ضيم أو على معتد ظالم نهب حقاً من حقوقك أو حقوق غيرك هنا “للصبر حدود” ولا يسكوت عليه, فما كل صابر بمحمود الصبر.. فإذا رأيت أمراً مكروهاً أو مستنكراً، فعليك أن تتصرف بالطريقة الهادئة الهادفة فلا يمكن السكوت عليه.. فكلمة حق تسدي بها لتوقظ غافلاً أو مغتراً اقترف ذنباً عن جهل أو غرور أجدى وأنفع, هذا إذا لم تستطع تغييره بيدك فبلسانك أهون وإلا سيكون الصبر في هذه الحالة صبر السلبي الضعيف. وأفضل أنواع الصبر .. صبر الأقوياء المنتصرين؛ فصبر القوي مهما صبر لديه المقدرة أن يحقق أمله المرجو الذي سلك سبيل الصبر حتى الظفر.. فما من أمر عظيم لصابر إلا بعد مشقة واستبسال؛ والصبر بشكل عام محمود العافية في كل الحالات لهذا ذكر الصبر والصابرون في القرآن الكريم بكثير من الآيات المحكمات.. وخص الله الأنبياء المكرمين بالصبر على جسيمات الأمور، وتحملوا في سبيل أداء رسالاتهم المقدسة أصعب المشاق والتعديات.. وهناك من الأنبياء من تحمل كل تلك المعاناة والشتائم والسباب، وذلك بدليل قوله تعالى للرسول الكريم عليه الصلاة وأفضل التسليم: {واصبر على مايقولون وسبِّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}. وفي آية أخرى: { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}. وتورد بعض الحكم القول: “الصبر حكمة ولا عيرة على من صبر”. وهذا القول يرى أن الصبر وسيلة لقهر القهر “فالصبر هذا مجرد استعداد إلى أن تواتي القدرة وتحين الفرصة”. وقد قال أحد الحكماء: “إن الصبر صبران: صبر على ضيم ينتظر، وصبر على رضا ولايكون الرضا بالصبر إلا لله، كولادة شخص مصاب بإعاقة جسدية أو نفسية مثل: العمى أو العجمة أو الصمم”. ومن حكم الصبر: “التأني في تحقيق الممكن” بدليل الحكمة القائلة: “ من صبر قدر”, “ومن صبر ظفر” قالوا : إن الصبر أمر المرارات, فقيل: إن الصبر مشتق من “الصَّبر” الشجرة المرة.. *إن أصبر الصابرين في عصر تقنية العلوم وثقافة العولمة في ظل مرارة الحياة بين الفقراء والأغنياء “من يموت من التخمة ومن يموت من الجوع” على حد تعبير “ مصطفى لطفي المنفلوطي “ ولانذهب بعيداً عن زماننا، فالعزوبية والعنوسة من أمر أنواع الصبر؛ فالمغالاة في المهور وتحكم أولياء الأمور في فرض الشروط المجحفة ووضع العقبات أمام كل خاطب يريد الزواج من الأسباب التي ضاعفت من العنوسة والعزوبية، مع أن الإسلام نادى بتيسير الزواج.