أتذكر مقولة لرئيس لاتيني في إحدى دول أمريكا الجنوبية تقول:( أنا لست رئيساً عربياً) بمعنى أنه لا يشبه القادة العرب الذين يتكلمون ولا يفعلون، يقولون ولا ينفذون..وهي مقولة تنطبق فعلاً على النظام العربي. وما يثبت ويؤكد صحة وسلامة ومصداقية كلام الرئيس اللاتيني هو موضواع الصرع العربي الصهيوني..هذا الصراع الذي أصبح عمره أكثر من ستين عاماً..ستون عاماً والعرب يتكلمون((ينددون، يشجبون،يدينون، يحتجون، يستنكرون)) بينما العصابات الصهيونية تعمل وتنفذ سياساتها الاغتصابية التوسعية التهويدية الارهابية،العنصرية،العدوانية الاحتلالية، التدميرية..عملاً بالمقولة التي مفادها((دع العرب يقولون ما يريدون، ونحن سنفعل ما نريد))..وهكذا حتى اليوم مازال النظام العربي يتكلم، لكن العصابات الصهيونية تفعل وفق أهدافها، واستراتيجيتها العدوانية تاركة العرب يضيعون الوقت في الكلام عن السلام بينما هي لا تضيع أي دقيقة من أجل تحقيق الأحلام الصهيونية. العرب يشترطون وقف الاستيطان الصهيوني مؤقتاً كي يعودوا إلى مفاوضات السلام ..أليس هذا مضحكاً أن العرب يشترطون وقف الاستيطان للعودة إلى المفاوضات، ونسوا تماماً أن فلسطين كلها ضائعة على جانب أراض عربية أخرى ..ومع ذلك كانت إجابة الصهاينة عملية بالمزيد من المستوطنات وكذا زادوا إصدار قانون عدم منح الجنسية لأي شخص لا يؤمن بالدولة اليهودية، وسحب الجنسية ممن لا يؤمن بالدولة اليهودية ..وذلك تمهيداً لطرد العرب من الأراضي المحتلة في عام 1948م، ورفضاً لحق العودة، ويشترطون على الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات الاعتراف بالدولة اليهودية...أهناك ما هو أكثر من ذلك دليل على عدم إيمان الصهاينة بالسلام؟! وتصميمهم على مواصلة واستمرار عدوانهم واغتصابهم، وتهويدهم للأراضي العربية الفلسطينية ..والعرب يتكلمون، ويعولون على من يدعم ويؤازر وينصر العدوان أن يحقق لهم السلام..دون أن يتعظوا من موقف وزير الخارجية العنصري المتطرف الصهيوني الذي قال: على أوروبا أن تحتفظ بنصائحها لنفسها، وتعمل لحل مشاكلها ..وذلك لأن الأوروبيين نصحوا كيانه بإيقاف الاستيطان ويا ليت إيقافه..بل تمديد وقف الاستيطان لشهرين فقط. فإلى متى يظل العرب يتكلمون، ولا يفعلون؟! وإلى متى سيظلون يستجدون السلام، وإعادة الحقوق ؟! وإلى متى يعتمدون على الوسطاء الأعداء؟! ومتى سيثأرون لكرامتهم التي مرغها الصهاينة في الوحل ؟! ومتى يفعلون ويعملون، بدلاً من أن يتكلمون ويقولون؟!!!