إن الشيء الأول الذي يلحظه المسافر هو إهمال جانب النظافة، فالنظافة تكاد تكون سلوكاً منعدماً لدى الأكثرية العظمى، فتشاهد القمامة منتشرة هنا وهناك والأكياس والأوراق تعبث بها الرياح حيثما شاءت وخاصة في أماكن تجمع بيع القات والتي تتحول إلى مكان لتجمع الأكياس والقاذورات. وخلال رحلة سفر لاحظت أن هناك إهمالاً للنظافة في عواصم المحافظات وفي الطرقات, فمدخل مدينة ذمار من جهة رداع يعاني إهمالاً فظيعاً للرصيف الذي ماتت أشجاره وحلت محلها أكياس القمامة التي تتجمع على الأرصفة بشكل مؤذٍ ويعطي فرصة للكلاب الضالة بنشرها على الطريق كما أن مدخل العاصمة صنعاء يُلاحظ فيه إهمال للرصيف وللنظافة وهي العاصمة, فكيف بغيرها من المدن!!. والشيء الآخر الذي يؤكد أن النظافة سلوك منعدم هو مشاهدة العديد من السائقين والمرافقين لهم حين يرمون بالأكياس والعلب الفارغة من نوافذ السيارات على الطريق في تصرف يدل على اللامبالاة .. كما أن البعض يخرج رأسه من السيارة ويبصق على الأرض في اعتيادية رهيبة رغم أن هذه العادة قبيحة ومؤذية للغير كما أنها تعمل على نشر الأمراض فيجب أن يتعلم جميع المواطنين استخدام المناديل للبصاق أما تلك الطريقة المقرفة بالبصاق على الأرض فيجب تركها والتخلص منها. لكن الشيء المؤسف أن الناس يتعاملون مع هذا السلوك على أنه شيء عادي، رغم أن الرسول(صلى الله عليه وسلم) نهى عن البصق على الأرض وقال: “كفارتها دفنها”، ويجب أن نعلم جميعاً أن بصاق الانسان قد يحمل العديد من الأمراض وتنشرها الرياح إلى العديد من الناس. أعتقد أننا جميعاً يجب أن نحارب هذه العادة المزرية وأن نقول لأي شخص يبصق على الأرض, على الطريق, على الرصيف:(عيب.. استخدم منديلاً). أعلم مسبقاً أن هناك من سيقول(أيش دخلك؟!) حين تنصحه, لكن لو كان هناك تعاون جماعي لمحاربة ومنع البصق على الأرض وتقوم أي جمعية بعمل حملة لمكافحة هذه العادة والحث على استخدام المناديل لتلاشت هذه الظاهرة المقرفة خاصة لمن هم مخزنون ويبصقون في الشارع. من الملاحظ أيضاً أن مدينة معبر كمدينة يمر منها المسافر تحتاج إلى الكثير من الاهتمام بتنظيم الطرق والأرصفة والاهتمام بالنظافة لأن الإهمال لهذه المدينة واضح وملموس. تأتينا رسائل عبر الجوال بالتبليغ عن أي حامل سلاح, لكن خلال المشاهدة نجد أن حمل السلاح منتشر حتى في الشوارع الرئيسية للعديد من المدن, طبعاً يطلب من المواطن التبليغ عن حامل السلاح وهنا الصعوبة حيث إن المواطن قد لايعرف اسم حامل السلاح .. ثانياً قد يراه لدقيقة أو لبرهة في الشارع، فهل يعمل المواطن على منع حركة حامل السلاح حتى تأتي الشرطة؟! لا أدري كيف أو ماهو المطلوب بالتحديد من المواطن, هل فقط عندما يشاهد حامل السلاح أن يبلغ عنه قائلاً:(رأيت شخصاً في الشارع يحمل سلاحاً) فقط .. لذا ولأن الأمر فيه كثير من الأشياء المحيرة أعتقد أن على المكاتب التابعة لوزارة الداخلية أن تقوم بعملها بنفسها بمراقبة حمَلَة الأسلحة لأنهم أمامهم ليل نهار, كما أن حملة الأسلحة موجودون حتى داخل العاصمة و(على عينك ياقاضي!!) فالأمر يتطلب رغبة أكيدة من الجهات المعنية لمحاربة هذه الظاهرة وليس فقط مجرد حملة صوتية وإعلامية فقط. من الجميل أن المسافر يتمتع بطبيعة بلادنا الجميلة والرائعة وبهوائها المنعش وجبالها المكسوة بالخضرة وتنوع المناظر أمام عينيه خلال طريق رحلته مايجعله يتحول لا إرادياً إلى شاعر ورسام يحاول أن يجاري الجمال الذي حوله فتنبسط أساريره وتمتلئ نفسه بالسعادة. بلادنا جميلة وحسناء وكل مافيها من جمال هو هبة من الله تعالى فكل منطقة فيها تعتبر واحة، لذا علينا أن نسافر داخل بلادنا وأن نجعل التجول فيها شيئاً مهماً في جدول حياتنا لنلمس بأعيننا جمال بلادنا حتى نحبها ونعشقها .. وإن فعلنا ذلك حتماً ستكون هي أغلى من أنفسنا, لذا كم هو جميل لنفسي المشبعة بحب هذه الأرض رؤية الأعلام ترفرف فوق المباني والمنشآت, ولكن نحتاج إلى رفع العلم أكثر وأكثر فوق المباني لأننا عندما نشاهد العلم يرفرف عالياً نشعر أن قلوبنا هي التي ترفرف ونشعر أننا يجب أن نعمل جاهدين لكي يظل هذا العلم عالياً شامخاً مرفرفاً في ظل وطن آمن ومستقر وسعيد. وعليه يجبرني هذا الجمال أن أحمد الله أنني يمنية, وأنتمي لهذه الأرض الطيبة .. هذه الأرض باذخة الجمال وباذخة الثراء والتنوع.