التعامل مع الآخرين ينبغي أن يكون قائماً على الصدق والوضوح دون مواربة فيه،لأن أمراً كهذا لابد أن يسود في حياة الناس؛ لكي تستقيم الحياة في هذا الزمن المقلوب على عقبيه, والذي أخذ منحىً آخر عمّاهو طبيعي, لذا يجب خلق علاقات ذات مفاهيم قيمية راقية, تعكس مدى فهم ووعي الإنسان الآدمي. مما نلمسه في حقيقة الأمر شيء غريب، في هذا الواقع الذي أضحى مخدوش الصورة, التي لم تعد برونقها الجميل الخالي من الشوائب والأدران والتي لازالت جاثمة على حياتنا حتى اليوم، لأن هناك من يحلو له التعامل معها بغض النظر، عن مساوئها وسلبياتها المؤثرة، ففي نهاية المطاف وعلى هذا أو ذاك أن يصلا إلى مبتغاهما وإن كان على حساب الآخرين.. وهذا يدل على مدى الجهل والتخبط الكامن في نفسية البعض من البشر، والذين لايمكن أن يستطيب لهم العيش إلا إذا ما تعاملوا بصورة مغايرة للأعراف والأخلاق والقيم،ر وظنوا أن بعملهم هذا سيكون لهم شأن كبير.. بينما ما يحدث هو خلاف ذلك, حيث أن تعاملهم هذا يضعهم أمام الآخرين في خانة التقزم والتقزز من سلوكياتهم المشينة, بينما يفترض أن تزول وتنتهي مثل هذه السلوكيات المشينة وتحل محلها قيمٌ أخلاقية رفيعة وسلوكيات راقية خاصة في التعامل مع الغير؛ لكي تُبنى على أساسها علاقات وروابط متينة بين الناس, يكون الهدف منها إنسانياً يخدم الفرد والمجتمع ككل, وليس الإضرار بهم، ولكن هذا هو حالنا في هذا الواقع والمليء بالمفاهيم السلبية والتي ستظل باقية مادام هناك من يعمل على بقائها, وتكريسها بشكل كبير ودون اكتراث لما سيترتب عليها من أضرار على الآخرين.. وباعتقادي أن مثل هذه السلوكيات لا بد أن تتغير لدى هؤلاء الأشخاص, وأن تنشأ أو توجد بدلاً عنها سلوكيات أخرى تؤصل للتعامل الراقي والحضاري مع غيرهم, قبل أن يتحول الواقع إلى ما يشبه الغابة المتوحشة, الكل فيها يأكل بعضه بعضاً. فهل ندرك مثل هذه الأمور, أم سنظل على غيِّنا وجهلنا, لنصحو على عواقب وخيمة لانستطيع تداركها, أو معالجتها وبعد أن يقع الفأس في الرأس.