جاء رمضان وهلّ هلاله، و قد تعودتُ فيه عن الإمساك عن الكتابة، والتفرغ فيه للابتهال والطاعة، ولكن دائماً هناك منغصّات و مكدّرات وسلوكيات مجتمعية لابدَّ لها من التقويم بالتعريض و الإشارة و هي إخفاقات لابد من التخلص منها وتجاوزها للأمام، وفي المقابل هناك إنجازات وأعمال لابد لها أيضا من التشجيع والإشادة إنصافاً وعدلاً تشجيعاً للإيجابيات وإخفاءً ودحراً للسلبيات و الأنّات وهذه الطريقة المثلى في نظري لمن تصدى للتوصيف و الكتابة أن يرى بكلتي عينيه و يتنفس بكلتي رئتيه، حتى يكون كلامه ذا وقع ورأيه ذو سمع، ولا يشطط كل الشطط و قد جاء في الخبر من قال هل الناس فهو أهلكهم) ، ونقول من هذه المنغصات إن أغلب طواقم المناوبة في الإدارات والمصالح الحكومية و الخدمية قد تغيرت لديهم المفاهيم واضطربت لديهم القواعد السلوكية والأخلاقية بأنهم في خدمة المجتمع سهروا لينام الآخرون و تعبوا ليرتاح الآخرون وهذا المقصد و الغرض من وجودهم و مناوبتهم ولكن للأسف الحاصل هو العكس المجتمع والشعب في خدمه هؤلاء النفر،إن حالفك الحظ ومسك معك الخط كلمك المناوب بطريقة بدائية كلها استعلاء ونرفزة وعدم تهذيب، أما إذا رفع سماعة الهاتف مسبقا ليشعر المتصل بأنه مشغول طوال الليل و على تواصل مستمر وهو في الحقيقة متصل بالأحلام السعيدة ولسان حاله (أنا وبعدي الطوفان) هذه سلوكيات مشينة لابد لها من الإزالة والاختفاء من مجتمعاتنا، ولابد حتما من تقويم هؤلاء وتهذيبهم وإلزامهم معنوياً بدخول دورات تنمية بشرية ليحسنوا التعامل والاتصال بالجمهور الكريم بشكل راقي، ولابد من تغيير لديهم المفاهيم بأنهم في خدمة هذا المواطن طوال فترة مناوبتهم دون كلل ولا ملل، قلنا أغلب هؤلاء خروجاً من التعميم الخاطئ وعدم غمط الجادين، أما الإشادة في نهاية مقالنا هذا نسجلها لعمال النظافة، تراهم تحت أشعة الشمس الحارقة وهم صيام، يقومون بأكنسة الشوارع الرئيسية وهذا كل عام، فشكرا لهم وعبرهم إلى القائمين عليهم. من الملاحظ هذه الأيام بأن أحياء ديس المكلا غارقةً في بحار المجاري ومياه الصرف الغير صحي، أين إدارة الصرف ومناوبيها وعمالها أم هم صيام عن العمل في رمضان وعلى الجميع انتظار موعد الإفطار ليقوم هؤلاء من سباتهم و ليقوموا بواجباتهم تجاه المجتمع، آمل ذلك. وفي الأخير شهر مبارك على الجميع.