لن نردد، ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك، بيت أبي الطيب المتنبي في مثل هذه المناسبة، على الرغم مما نحن فيه من ضائقة. فعزاؤنا، هذه المرة،مستمد من أعياد بهيجة مصاحبة له، تأتي لتخفف عن النفس وطأة تلك الضائقة، فتسمو بأحاسيسنا ومشاعرنا فوق الحاجة لتفاهات المطالب العيدية التي أولعنا بها منذ الصغر حتى أصبحت من حيث لا ندري جزءاً من سقط متاع هذه الفانية، مستثنياً ما كتبه الله لنا من سنن هذا العيد المبارك. فعيدنا، هذا العام، ثلاثة أعياد هي: عيد الأضحى، وعيد الاستقلال، وكرنفال بطولة خليجي 20، وهذه كافية لتفتّح الفرح في نفوسنا .. إنها أعياد الله ، والثورة ، والوطن.. فإن يشاركنا احتفالاتنا بهذه الأعياد أشقاء أعزاء توافدوا علينا من أرجاء الجزيرة والخليج العربي، وآثروا قضاء عيد الأضحى المبارك في الجميلة (عدن) والباسلة (أبين)، ومشاركتنا عيد استقلالنا المجيد، وعيد “ الكروية” الرائع، فهذا لعمر أبيكم قمة البهجة والسعادة، وأحلى أيام العمر التي سنظل وأجيالنا نتذكرها كلما هلّ علينا عيد الأضحى المبارك. نعم.. سنلبس ما توافر لنا من ملابس جديدة كانت أو (نظيفة)، ونرسم على شفاهنا ابتسامات الفرح والمحبة والترحاب بضيوفنا الأكارم، ونفتح قلوبنا لهم، ونضعهم فوق رؤوسنا، لأننا شعب جُبِل من طينة بلدة طيبة، وتربينا في وطن الحكمة والإيمان.. وإن تنكّر نفر من بين ظهرانينا لأصله وفصله؛ فركب رأسه ليعكر صفو أعيادنا هذه، فليعلم أشقاؤنا ضيفونا الأكارم أنهم - أي هؤلاء النفر- ليسوا منّا استناداً لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”. ومع ذلك فإننا لعلى ثقة من استحالة حدوث ذلك، لأن أبناء هذا الوطن مهما اختلفوا، أو تصارعوا، أو تنافروا، لن تسمح لهم مزية الإباء والشهامة والنخوة اليمانية بالإساءة لضيوفهم، وتعكير صفو زيارتهم الكريمة لوطنهم الثاني اليمن.. وعيداً مباركاً وكل عام وأنتم بخير. • قال الشاعر: ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رديت بردا إن الجمال معادن ومناقب أورثن حمدا ( عمرو بن معدي كرب الزبيدي) [email protected]