الريف اليمني (القرية) في أيام العيد ذو نكهة وطعم ولون خاص, الطبيعة الجميلة بسحرها وتأثيرها ذات فعل وخصوصية غاية في الروعة، أضف إلى ذلك روحانية وجاذبية العيد. العيد في القرية اليمنية له طابعه وذوقه الخاص, التقاء الناس وممارستهم طقوس المحبة والألفة يجعل المجتمع القروي أكثر صحة نفسية, نقاء فطرياً, تجدداً في المشاعر والعلاقات بشكل يجعلهم أكثر تماسكاً حتى وإن حاولت الحزبية القاصرة إحداث تباين في العلاقات اليومية بين أفراد المجتمع ومكونات القرية الآمنة. الأعراس التي تزين أيام العيد في القرية اليمنية هي الأخرى صورة رائعة للألفة والاجتماع الإيجابي الذي يتحول إلى مؤتمر يومي لمناقشة مشاكل وهموم المنطقة القروية وأثر السلطة المحلية والدولة من خلال مؤسساتها في شؤون ومتطلبات المواطنين سواء في التعليم أو الصحة أو المياه والاصلاح الذي تنتظره الأراضي المتأثرة بالسيول وضيق حال المزارع اليمني وتكالب الظروف التي يتسبب فيها المجلس المحلي والأمين الشرعي وعدل القرية والمتنفذون والمتربصون بالمواطن البسيط من كل جانب. وادي الأشروح قدس، بجماله وجلاله وروعته وطبيعته الساحرة رغم ما أصابه من عبث بشري تسبب في نضوب المياه وغياب السدود الصغيرة والكرفانات والخزانات الأرضية لمياه السيول التي تعمل على تعويض المياه الجوفية وتنميتها, وإهمال المجلس المحلي لاحتياجات وادي الاشروح وأبنائه رغم كل ذلك، إلا أن جمال الطبيعية وبساطة المواطنين والتوكل على الله عز وجل في السراء والضراء خفف من الأثقال والضغوط النفسية, وجعل العيد أجمل والسعادة أعمق وأدوم. خطيب الجمعة في أحد مساجد الأشروح جعل خطبته كلها وصب كل الحماس الذي فيها في خارطة فلسطين, تمنيت لو أن عشقه الطائر ذاك كان لوادي الأشروح وأهله ومشاكله واحتياجاته ومنغصات الحياة فيه، لأحدث تغييراً في البشر والحجر، لكن ماذا نصنع إن كان عشقه لفلسطين ولحركة حماس بالذات دون غيرها قد أنساه أن المسجد الذي يخطب فيه هو في وادي الاشروح بقدس، والتغيير يجب أن يبدأ من هنا إن أردنا تحقيق البعد التربوي والعقدي والتاريخي والإنساني، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ بمن حوله من أهل وأقارب وأصدقاء، ومن ثم انتقل إلى الآخر من البشر والجغرافيا. علمت أثناء زيارتي للأهل ومرابع الطفولة والصبا بأن فخامة الأخ رئيس الجمهورية مرّ أثناء تفقده لمديرية المواسط في عزلة قدس ومن ضمن مناطق عزلة قدس وادي الاشروح الذي مرّ منه، كان بحاجة إلى وقفة من فخامته، فمشروع مياه الاشروح بحاجة لمضخات وآلات ودعم يخفف ما عليه من أعباء مثلما المركز الصحي بحاجة إلى لفتة، وكذا المدارس وأضرار السيول التي أكلت أراضي المزارعين ولم تجد من يستمع صراخها الدائم، لأن التعويضات التي صرفت لإًصلاح اضرار السيول ذهبت إلى أرصدة وجيوب لا ترحم ولا تخاف من المنتقم الجبار. زيارة الأخ رئيس الجمهورية لوادي الاشروح بقدس ستعالج الأوجاع والمتاعب وتزيل الكثير من العقبات، أملنا في زيارة قادمة للمنطقة ووادي الاشروح بقدس على وجه الخصوص مع أن المحافظة والمجلس المحلي لمديرية المواسط هما السبب في غياب الحضور الشعبي والجماهيري لزيارة الأخ الرئيس وتفقده لأحوال المواطنين.. لو علم أبناء الاشروح بقدوم الأخ الرئيس إليهم لصار العيد عيدين والفرحة فرحتين. لأننا نحمل لفخامته من الاحترام والتقدير الكثير، وتلك المحبة والمودة كفيلة بزيارة قادمة من فخامته للمنطقة.