تتجه الأنظار بعد عصر غداً الاثنين صوب مدينة عدن وبالتحديد صوب استاد 22مايو الدولي والذي سيشهد حفل افتتاح منافسات بطولة كأس الخليج العربي العشرين لكرة القدم والتي تحتضنها بلادنا للفترة من 22 نوفمبر إلى 5 ديسمبر بمحافظتي عدن وأبين. وكم هو جميل أن يتزامن انطلاق هذه البطولة الكروية العريقة مع احتفالات الأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك وعودة حجاج بيت الله الحرام إلى أوطانهم بعد أن أدوا الركن الخامس من أركان الإسلام , وبالتزامن مع احتفالات بلادنا بالذكرى ال43 لعيد الاستقلال المجيد لتكتمل الأفراح اليمانية بانطلاقة خليجي20 في أجواء استعدادية في غاية الجمال والروعة وسط التفاف رسمي وشعبي غير مسبوق من أجل إنجاح هذه البطولة وظهورها بالمستوى الذي يشرف اليمن للرد على تلكم الأبواق التي ظلت تنعق لفترة طويلة مشككة في قدرة بلادنا على الاستضافة وسعيها الحثيث لنقل البطولة إلى دولة أخرى , ولكن الإرادة اليمنية القوية استطاعت بفضل الله استكمال الترتيبات والتجهيزات اللازمة للاستضافة المتميزة, وسيكون الأشقاء من دول الخليج العربي على موعد مع الدهشة والانبهار من حسن وروعة الإعداد والتنظيم وسيلمسون مدى عشق أبناء اليمن وحبهم لكرة القدم وما تمثله بطولة خليجي20 بالنسبة لهم, وسيلمسون كرم الضيافة وحسن الوفادة اليمنية وستكون البطولة دافعاً لهم للعودة مراراً وتكراراً لزيارة يمن الأمجاد والتمتع بمقوماته السياحية ومفردات السحر والجمال الذي يزدان بها, وعبق التاريخ والحضارة العريقة التي يمتلكها اليمن السعيد. فأهلاً وسهلاً بأبناء خليج المحبة في يمن الأمجاد, يمن الأصالة والعزة والشموخ والآباء, بكم ازدانت أعيادنا وابتهت قلوبنا. ومع انطلاقة صافرة البداية لخليجي20 فإننا سنقف جميعاً خلف منتخبنا الوطني للقيام بواجب التشجيع والمؤازرة من أجل تقديم مستويات كروية إبداعية تمكنه من تحقيق نتائج جيدة والمنافسة والمضي إلى مابعد الدور الأول على أقل تقدير, وهي دعوة لكافة الجماهير الرياضية للحضور إلى عدن وأبين والاستمتاع بالبطولة ورفع معنويات أفراد المنتخب الوطني وأعتقد أن الاتحاد والأندية الرياضية في عدن وأبين ولحج خاصة وفي بقية محافظات الجمهورية عامة مدعوة للإسهام في هذا الجانب لكي نعطي نكهة ومذاقاً خاصاً للبطولة , وأعتقد أن الاسهام في إنجاح البطولة هي مهمة رسمية ووطنية لكل يمني غيور على وطنه وبحسب الإمكانات المتاحة لكل فرد , ونتطلع بكل ثقة أن يكون نجاح بلادنا في استضافة خليجي20 هو الانطلاقة لاستكمال كافة المتطلبات والخطوات الإجرائية والهيكلية على طريق الانضمام التام للمنظومة الخليجية على اعتبار أن اليمن تمثل العمق الاستراتيجي لمنطقة الخليج وبحكم الهوية الواحدة والقواسم المشتركة والمصالح المتبادلة والموقع الجغرافي فإن انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي بات ضرورة ملحة وعلى الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الإسهام في دعم جهود التنمية ودعم الاقتصاد اليمني وتقديم المساعدات للإسهام في إصلاح وإنجاز المسائل التي يرون أنها تحول دون انضمام بلادنا إلى مجلس التعاون الخليجي في الوقت الراهن , ولنا في مواقف الاتحاد الأوروبي تجاه بعض الدول التي تعاني من أزمات مالية واقتصادية خير شاهد على أن المستوى الاقتصادي والمالي ليس مقياس الانضمام إلى تكتلات اقتصادية سياسية وأعتقد هنا أن ما يربط اليمن بدول مجلس التعاون الخليجي والقواسم المشتركة بين الجانبين يفوق كثيراً ما عليه العلاقات البينية بين دول الاتحاد الأوروبي. على العموم تظل مسألة انضمام بلادنا إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي مرهونة بعدى تفهم قادة دول المجلس لأهمية وانعكاسات ذلك على مختلف المستويات وأنا على ثقة أنها مسألة وقت فقط حتى يتحقق ذلك على أرض الواقع , وبالعودة إلى خليجي20 فإن المنشآت الرياضية والفندقية والمشاريع الانمائية والخدمية التي تم إنجازها ضمن البنية التحتية الضرورية للاستضافة تعتبر ثروة وطنية تضاف إلى رصيد الإنجازات الوطنية التي تحققت لأبناء عدن وأبين خاصة وأبناء الوطن عامة ومن الواجب الحفاظ عليها وصيانتها الدائمة لتبقى مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الوطن وعلى الجهات المختصة الاهتمام بها والحيلولة دون امتداد الأيادي العابثة والمستهترة نحوها لأننا بصريح العبارة نخشى أن يتم إسدال الستار على خليجي20 لتبدأ بعدها مرحلة اللامبالاة وعدم الاكتراث بالحفاظ على هذه المنشآت التي كلفت البلاد مبالغ طائلة وخصوصاً أن لنا تجارب سابقة من هذا القبيل في ظل عدن الإحساس بالمسئولية من قبل البعض ولذلك فإن الإهمال والعبث بهذه المنشآت والمشاريع الخدمية والانمائية والرياضية بمثابة الخيانة الوطنية والعبث بمقدرات ومنجزات الوطن وعلى القائمين على إدارة هذه المنشآت والمشاريع أن يكونوا عند مستوى الثقة المنوطة بهم وأن يحرصوا على الحفاظ على هذه المنجزات تماماً كما يحرصون على مصالحهم وممتلكاتهم الخاصة وعلى السلطات المحلية والوزارات والمؤسسات التابعة لها التشديد على المتابعة الدائمة لهذه المنشآت والعمل على محاسبة المقصرين والمتهاونين لتظل هذه المنشآت جاهزة في أي لحظة لاستضافة أي بطولات أو مشاركات محلية أو عربية أو آسيوية أو عالمية ولابأس في توعية المواطنين بأهمية الحفاظ عليها باعتبارها ضرورة ستستفيد منها الأجيال المتعاقبة. كل الأمنيات لبلادنا بالتوفيق والنجاح في استضافة بطولة خليجي20 والأمنيات لمنتخبنا الوطني بالنجاح والتميز في البطولة وتحقيق الأحلام والطموحات والتطلعات الإيجابية للجماهير اليمنية ,والأمنيات الصادقة للأشقاء الخليجيين بقضاء أمتع الأوقات في بلدهم الثاني اليمن في رحاب خليجي20 ,والأمنيات القلبية المخلصة بأن يكون أبناء اليمن الميمون وأحفاد سبأ وحمير وأهل الإيمان والحكمة على قلب رجل واحد في إظهار اليمن بالمظهر الذي يليق به أمام ضيوفه القادمين من دول الخليج العربي, وأن يحرصوا على ما فيه إنجاح لهذه الاستضافة والتصدي لأي محاولات رعناء وتصرفات غوغائية قد يقوم بها البعض بهدف تعكير الأجواء الخاصة بالبطولة ,وعلى الجميع رفع راية الوطن خفاقة في سماء عدن وأبين وبقية محافظات الجمهورية والسعي الحثيث من أجل جعل خليجي 20 فاكهة بطولات كأس الخليج لنحظى بكأس حسن الاستضافة على أقل تقدير على حد تعبير وزير الشباب والرياضة حمود محمد عباد .. مع أنه ليس من المستحيل أن نجمع بين كأس حسن الاستضافة وكأس البطولة لأن كرة القدم لاتعرف المستحيل وهي لاتعترف بالإنجازات والأرقام والتاريخ الكروي والرياضي بقدر ما تعترف بمستوى الأداء على المستطيل الأخضر ومن يظفر بنقاط الفوز ويمشي واثق الخطوة على طريق المنافسة بالظفر بالكأس الغالية, ونتطلع إلى تكرار ما صنعته الإمارات في خليجي 18 وعمان في خليجي 19 وليس ذلك بالمستحيل في عالم الساحرة المستديرة. [email protected]