بأية لغة نعاتب أو نرد على أولئك الذين ساهموا في تكوين صورة نمطية مشوهة عن اليمن سواء في الإعلام الدولي أو من ذوينا الذين أصبحوا على مسافة بعيدة من الوطن ومن الانتماء الدافئ إليه ، أولئك الذين لم يعد للوطن علاقة بأجندتهم الذاتية التي تكرسها أنانيتهم ورغبة دفينة في تخريب الدار على رأس الجميع.. وضعتنا دعاوى هؤلاء وأولئك أمام حرج تأكيد أن الأرض كروية ,وأن الشمس لا تشرق من مغربها، وأن اليمن هي خلاصة آلاف السنين من الحضارة الإنسانية وحقائق كونية أخرى ثابتة تتعلق بعراقة وكرم وشهامة اليمنيين وبراءة الشعب اليمني واليمن من أفعال وأقوال السفهاء الذين ينالون منه بالباطل ويشوهون القيم والمبادىء والعادات والتقاليد ويجعلوننا أمام العالم أشبه بمخلوقات خرافية تهبط مع الظلام. ما ذا نقول لكل أولئك بعد أن احتضنت عدن بكل دفئها إخواننا من العراق والخليج ووضعهم اليمنيون في حدقات أعينهم وقدموا لهم ما تمليه عليهم مدنيتهم وعراقتهم وحضارتهم وأخوَتهم من ود ومحبة.وقدموا لوحة سلام إلى العالم تدحض أقاويل المتخرصين وابتزاز المتربصين واستعادت ثقة المتشككين وغنت عدن بحب على إيقاعات الحدث الرياضي البهيج خليجي 20. ورأى الجميع أن الشعب اليمني ليس خارجاً من كهوف القرون بل إن نوافذه دائماً مشرعة على العالم وأن شواطئ عدن فاتحة ذراعيها لنسائم الجهات الأربع للكرة الأرضية،قبل كل المدائن الحديثة ،وليس ذنب اليمن أن هناك من هم مصابون بالعشى النهاري ومن يدسون رؤوسهم في الرمال كلما أشرقت الشمس أو طلع النهار. أنا لا ألوم بعض الأشقاء والشباب الذين تأثروا بالإعلام الدولي وتصوروا أنهم سيدخلون معركة عوضاً عن مناسبة كروية ، لا ألومهم وقد وقعوا ضحية التضليل الدولي والمحلي ليكتشفوا أن اليمن ليست على الشاكلة التي يسمعون عنها ليل نهار. وكما قلت لإحدى وسائل الإعلام بأن من الأولى بها أن تذهب لتستطلع انطباعات وآراء الوافدين عن الأمن والسلام في عدن عوضاً عن سؤال مصدر رسمي عنه. ونحن على ثقة بأن آلاف الوافدين الذين عبروا الحدود من كل جهات اليمن البرية والجوية سيصححون في عودتهم إلى بلدانهم ما علق بأذهان الناس ظلماً وبهتاناً من صور سلبية تجافي الواقع وتسيء إلى الشعب اليمني وإلى وحدته وإلى سلامه الاجتماعي وإلى عدن التي تفيأ ظلال حبها وسلامها كل ضيوف خليجي 20. وآن الأوان لأولئك الذين يتربصون باليمن ويرغبون في تشويه صورته أن يعودوا عن غيهم وأن يستحوا من الناس والشعوب التي تتعرض لضلالهم وكذبهم وزيفهم.كما آن الأوان لكي نجتهد في تقديم صورة أفضل عن أنفسنا وأن نرشد سلوكنا مع أنفسنا ومع بعضنا لكي يصبح تسويق الحقيقة أسهل مما هو عليه. رفقاً باليمن فإنها خاصرة الجزيرة العربية ومفتاح سلامها وكنز حضارتها ومجدها التليد، وإن أبناءها هم أحفاد أسعد الكامل والتبابعة وبلقيس وسبأ ومعين وليسوا لقطاء ولا مشردين ولا قراصنة سفن ولا باحثين عن ذهب! وإن أصابهم العوز حيناً فإن الرصيد الحضاري والثقافي والقيمي هو الاحتياطي الاستراتيجي للشعوب الحية! ولتشرق شمس الحقيقة من عدن .. [email protected]