من خلال أحاديث ضيوف اليمن في مهرجان عدن الرياضي (خليجي 20) يتضح حجم الدعاية الإعلامية التي استهدفت اليمن وحاولت رسم صورة مغلوطة وسيئة عنها. كل الذين استمعنا إلى أحاديثهم عبر وسائل الإعلام المختلفة أشاروا إلى أن هناك صورة مضللة رسمت عن اليمن أرضاً وإنساناً في وعي الكثيرين من الجماهير العربية والعالم بأسره. ولم يخف أولئك اندهاشهم لفارق الحال بين الحقيقة والصورة المزيفة التي تحكي عن حجم الحقد والكراهية التي تسوقها بعض وسائل الإعلام. قال أحد الضيوف الكرام: لقد اكتشفنا أن كل ما قيل عن اليمن والأوضاع فيها لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وإن الصورة كانت مغلوطة تماماً، وإن هناك أسباباً غير منطقية ولا أخلاقية تقف وراء كل ما قيل في هذا الجانب عن اليمن الذي نراه في الواقع. ونحن جميعاً ندرك كم كانت الجهود كبيرة في سبيل تشويه صورة هذا البلد، ومن المؤسف حقاً أن يكون بين صفوف أصحاب هذه الحملة الظالمة على بلادنا من أبنائها. ولا يمكن فهم تلك المواقف المعادية إلا من باب الضلالة التي أعمت العيون والعقول والضمائر، ودفعت بالبعض ليعمل ضد بلده في حرب دعائية تضر بسمعة الناس جميعاً من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب دون استثناء لأحد. فاليمن يمن الجميع سلطة ومعارضة وشعباً مهما تباينت المواقف والرؤى السياسية.. أهم ما يفرحنا ويسعدنا بعد كل ذلك هو أن القادمين جميعاً أدركوا بسرعة فائقة خطأ الصورة التي رُسمت لهم وخطأ الوصف الظالم لأحوال اليمن. وكل الثناء الجميل الذي سمعناه من ألسنة الجميع يبعث كل السرور، ويبعث الأمل الكبير بأن الأمور صارت واضحة، ولا يمكن خداع الناس إلى مالا نهاية، فكل الزيف ذهب أدراج الرياح، وطغت الحقيقة كالشمس في رابعة النهار. أملنا أن يدرك أبناء هذا البلد قبل غيرهم كم هي الجهود المبذولة في سبيل تشويه صورتهم وصورة بلدهم في عيون العرب والمسلمين وفي عيون العالم بأكمله. وعليهم أن يعملوا جيداً للمحافظة على صورتهم الحضارية التي بدت للحاضرين والزوار من الأقطار المشاركة في مهرجان عدن الرياضي ومن الأقطار الأخرى. ليعلموا أن الذين سعوا في الأيام الماضية لتشويه صورة اليمن سوف لن يألوا جهداً في عمل أي شيء يؤكد صحة ما قالوه عن هذا البلد وأهله، وفي سبيل إثبات صدق تخرصاتهم وأقوالهم. سوف يبذلون قصارى جهودهم لتشويه الصورة الحقيقية التي ظهرت حتى اللحظة، وهي صورة دائمة بإذن الله تعالى وفوق كل المحاولات السيئة التي اتضحت لنا جميعاً وهي تحاول التقليل من شأن هذا البلد الغني جداً بالقيم والأخلاق وبحضارته وتاريخه العريق الذي لا يختلف حوله اثنان ولا أكثر من ذلك إلا في حضرة النوايا الشيطانية التي تسعى إلى تشويه كل جميل وتغطي على كل المحاسن. أما وقد اتضحت الصورة وبانت المقاصد؛ فعلينا جميعاً أن نكون عند مستوى التحدي القائم الآن ومستقبلاً لإفشال الجهود الساعية إلى الإضرار بنا وبهذا البلد الذي يزهو رغم كل المحاولات لإتعاسه وتشويه سمعته وصورة أبنائه. لندرك جميعاً أن الذين سعوا سعيهم لإفشال المهرجان الرياضي قبل أوانه يعيشون اليوم حالة حسرة كبيرة وهم يرون الصورة التي أرادوها تتلاشى أمام أعين الحاضرين، وليحذر الجميع من مكر أولئك ولو بعد حين.