جيسوس.. عجوز برتغالي تربع على عرش الدوري السعودي    جدول مباريات وترتيب إنتر ميامي في الدوري الأمريكي 2024 والقنوات الناقلة    مصادر سياسية بصنعاء تكشف عن الخيار الوحيد لإجبار الحوثي على الانصياع لإرادة السلام    لهذا السبب الغير معلن قرر الحوثيين ضم " همدان وبني مطر" للعاصمة صنعاء ؟    نادي الخريجين الحوثي يجبر الطلاب على التعهدات والإلتزام بسبعة بنود مجحفة (وثيقة )    لو كان معه رجال!    الحوثيون يسمحون لمصارف موقوفة بصنعاء بالعودة للعمل مجددا    ميليشيا الحوثي تجبر أعضاء هيئة التدريس وموظفي جامعة صنعاء بتسجيل أبنائهم بالمراكز الصيفية    بالصور .. مقتل وإصابة 18حوثيا بينهم قيادي في كمين نفذه أحد أبطال الجيش الوطني في تعز    مفاجأة وشفافية..!    الدوري الايطالي ... ميلان يتخطى كالياري    فوضى عارمة في إب: اشتباكات حوثية تُخلف دماراً وضحايا    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    الدوري المصري: الاهلي يقلب الطاولة على بلدية المحلة    القوات الجنوبية تصد هجوم حوثي في جبهة حريب وسقوط شهيدين(صور)    الحوثيون يطورون أسلوبًا جديدًا للحرب: القمامة بدلاً من الرصاص!    "هذا الشعب بلا تربية وبلا أخلاق".. تعميم حوثي صادم يغضب الشيخ "ابوراس" وهكذا كان رده    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بعد فوزها على مقاتلة مصرية .. السعودية هتان السيف تدخل تاريخ رياضة الفنون القتالية المختلطة    كوابيس أخته الصغيرة كشفت جريمته بالضالع ...رجل يعدم إبنه فوق قبر والدته بعد قيام الأخير بقتلها (صورة)    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    إطلاق سراح عشرات الصيادين اليمنيين كانوا معتقلين في إريتريا    شاهد:ناشئ يمني يصبح نجمًا على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل صداقته مع عائلة رونالدو    أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟    الاحتجاجات تتواصل في الحديدة: سائقي النقل الثقيل يواجهون احتكار الحوثيين وفسادهم    مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في غزة وتلوح بإلغاء اتفاقية السلام    احتكار وعبث حوثي بعمليات النقل البري في اليمن    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    المبيدات في اليمن.. سموم تفتك بالبشر والكائنات وتدمر البيئة مميز    السلطة المحلية بمارب: جميع الطرقات من جانبنا مفتوحة    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    سلطة صنعاء ترد بالصمت على طلب النائب حاشد بالسفر لغرض العلاج    توقعات بارتفاع اسعار البن بنسبة 25٪ في الاسواق العالمية    مقتل شاب برصاص عصابة مسلحة شمالي تعز    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل الأمني بمحافظة أبين    اليمن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة مميز    القيادة المركزية الأمريكية تناقش مع السعودية هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية مميز    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    أمين عام الإصلاح يعزي رئيس مؤسسة الصحوة للصحافة في وفاة والده    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قوات دفاع شبوة تضبط مُرّوج لمادة الشبو المخدر في إحدى النقاط مدخل مدينة عتق    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 5 أبريل    وفاة وإصابة أكثر من 70 مواطنا جراء الحوادث خلال الأسبوع الأول من مايو    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل سبعة الآف سنة .. الجزيرة العربية أرض خضراء كثيفة الغابات
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 22 - 11 - 2006


- د. عبد الله علي الكميم
وهنالك نصوص أخرى كثيرة ثاوية في غضون كتب التاريخ والتفسير والأدب تدل على عروبة قوم عاد وثمود وأنهم أي (عاد) مخترعوا الخط المسند وهذا ما يؤيده القرآن والأدلة العقلية والمادية على الأرض الآن، وهو ما ذهب إليه العلامة ابن خلدون في مقدمته وتاريخه بأن الحضارة وليدة العلوم، ولا علوم إلا بكتابة. وإذا كان قوم عاد وثمود قد صنعوا المعجزات أو الآيات على حد التعبير القرآني وبنوا مدينة (إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) وبنوا في كل رِيع آية: فليس كثيراً أو مستغرباً أن يكونوا قد اخترعوا (المسند) وكذا غيره من الخطوط.
قال ابن خلدون: العرب الأولى من عاد وثمود والعمالقة والتبابعة طالت آمادهم ورسخت الصنائع فيهم فكانت مبانيهم وهياكلهم أكثر عدداً وأبقى على الأيام أثراً. واستبصر في هذا تجده كما قلت لك. والله وارث الأرض ومن عليها. وقال أيضاً: (وأما اليمن والبحرين وعمان والجزيرة وإن ملكه العرب إلا أنهم تداولوا ملكه آلافاً من السنين في أمم كثيرة منهم، واختطوا أمصاره ومدنه، وبلغوا الغاية من الحضارة والترف. مثل (عاد) و(ثمود) والعمالقة وحمير من بعدهم والتبابعة والأذواء فطال أمد الملك والحضارة، واستحكمت صبغتها، وتوفرت الصنائع، ورسخت فلم تبل ببلى الدولة كما قدمناه فبقيت مستجدة حتى الآن. وقال في موضع آخر: رأيت في كتاب التكملة لابن الآبار عند التعريف بابن فروخ القيرواني الفاسي الأندلسي من أصحاب مالك (رضي الله عنه) واسمه عبد الله بن فروخ بن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبيه قال: قلت لعبد الله بن عباس: يا معشر قريش خبروني عن هذا الكتاب العربي هل كنتم تكتبونه قبل أن يبعث الله محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تجمعون فيه ما اجتمع، وتفرقون منه ما افترق مثل الألف واللام والميم والنون؟ قال: نعم قلت. وممن أخذتموه؟ قال من حرب بن أمية. قلت وممن أخذه حرب؟ قال: من عبد الله بن جدعان قلت: وممن أخذه عبد الله بن جدعان؟ قال: من أهل الأنبار. قلت: وممن أخذه أهل الأنبار؟ قال: من طارئ طرأ عليه من أهل اليمن. قلت: وممن أخذه ذلك الطارئ؟ قال: من الخلجان بن القسم كاتب الوحي لهود النبي عليه السلام وهو الذي يقول:
ورأي على غير الطريق يعبر
أفي كل عام سنة تحدثونها
بهاجرهم فيمن نسب وحمير
وللموت خير من حياة تسبنا
أما الأديب العربي الكبير (نجيب محمد البهبيتي) فقد قال في مؤلفه القيم المعلقة العربية الأولى عند جذور التاريخ، ويعني بها ملحمة (جليجامش): نظرت في (جليجامشِ) بِاعتبارها قصيدة عربية وثمرة عربية لا هي عراقية ولا هي مصرية. وإنما هي نفس أمة جليلة في واحد من أبنائها فقدمتها إلى العرب تقديماً جديداً لوصفها ملحمة شعرية صدرت عن الأمة العربية أول ما صدرت ملحمة عن أمة فقدمت بذلك صورة من صور التعبير الإنساني تابَعَتْها فيها شعوب جاءت بعدها فأخَذَتْها عنها. وأضاف قائلاً: كانت أمامي فرصة أخرى كانت روحي تهفو إلى اقتناصها. وهي الاتصال باللغة التي كتبت فيها هذه القصيدة. لقد كنت أثق أنها عربية.
وأنها لهذا تقدم لي مرحلة من مراحل صورة العربية في طريق نموها وتكونها. فانطلقت إليها لا ألوي. لقد كان القرآن الكريم يتحدث عن حضارة (عاد) وعن عروبتها العرباء، وكان مؤرخونا يرددون أقوال سابقيهم عن حضارة (عاد). وكانت المفاصل التي تنتهي بها كثير من أسماء ملوك المنطقة في العراق خاصة تنتهي بهذا المفصل، و(عاد) كانت تتحدث العربية العرباء فلا غرابة في أن تكون هذه (القصيدة) عربية اللغة أصيلة في عروبتها، ثم كان حمورابي وموجته عربيين، جاءوا من الجزيرة العربية مجددين لتاريخ أمتهم ولدمها في العراق. إذاً فالخط المسند ليس من إبداع الحميريين ولا من إبداع الأحباش وإنما هو من إبداع قوم (عاد) قبل وجود الحميريين والأحباش بآلاف السنين على أن كلمة (الحميريين) تثير الكثير من التساؤلات ويكتنفها الغموض ولعل أصدق تعبير على قولي هذا ما جاء في سياق حديث الكاتب مثل قوله: من عهد حمير إلى الكوفة!! وقوله: وأنها تطرح أفكاراً مختلفة عن علاقة الحميرية باللغتين الأثيوبية والعربية!! وأنا أتساءل! أي حمير يقصد الكاتب؟ لماذا لم يحدد زمانها؟ لأن البون شاسع بين الزمن الحقيقي لوجود الحميريين وبين ما هو موجود في الكتب المتداولة (أو التقليدية إذ صح هذا التعبير!!) والتي تشير إلى أن دولة حمير نشأت في العام 115 ق. م. وهذا خطأ تاريخي كبير لأن اليمن في هذه الفترة كانت تعيش حالة من الاضطراب والتمزق. وكانت الحضارة اليمنية العظيمة قد لفظت أنفاسها الأخيرة أو كادت!!. فحمير نشأت حينما آل الملك إلى (حمير بن سبأ) من أخيه كهلان بناء على وصية أبيهما بأن يؤول الحكم إلى حمير وأبنائه. وأن يكون أولاد كهلان أقيالاً على المناطق وحماة للثغور، واجتمع مجلس الحكم. حين حضرت كهلان الوفاة وأيد المجلس ما سبق أن أوصى به سبأ وآل الحكم إلى حمير وأولاده والغزم الجميع بالوصية وكان هذا قبل أربعة آلاف سنة من الميلاد.
وقد كان أبو الملكة السبئية الأخيرة المسماة بلقيس والتي التقت مع النبي سليمان بن داؤود في النصف الأول من القرن الأول في الألف الأولى ق.م. يخطب في قومه قائلاً لهم يا آل حمير. وقد يتساءل البعض. ولماذا سميت هذه الدولة بدولة سبأ وسميت دولة أخرى بدولة معين وثالثة بحضرموت وهكذا؟! والرد هو أن التسمية جاءت تكريماً وتخليداً للجد الأكبر أما هي فقد كانت آخر حلقة في حلقات الدول الحضارية العظيمة التي نشأت في ظل دولة حمير بعد دولة قحطان وثمود وعاد من قبل!. وهذا يفهم من ظاهر الآيات القرآنية الكريمة. (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية، جنتان عن يمين وشمال) إذ نصت على آية واحدة، وقال تعالى:(وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم) فالفعل هنا مبني للمجهول. وهذا يعني أنها ورثت الحضارة والرخاء الذي كانت وقومها يرفلون فيه وأن غيرهم هم الذين تركوا لهم ذلك الثراء والرخاء، وليس من صنعهم وحدهم. ثم عن يمين ماذا أو شمال ماذا؟ إنه عن يمين السد ومجراه العظيم الذي كان يشق الجنة. وهذا يؤكد قدم السد لا كما يقول بعض الذين لم ينتبهوا لهذا بأن السد بني في القرن السادس أو السابع ق.م. وهو من لغو القول وممن يلقون القول على عِلاته!! بينما خاطب القرآن الكريم قوم عاد بشكل مباشر: [أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ، وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ.]وقال تعالى: [ ألم تر كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد) فالخطاب هنا مباشر كما لو كانوا هم الذين ابتدعوا الحضارة وبنوا تلك الآيات الباهرات. وأنه لأمر عجيب وشيء يثير السخرية ورود مثل هذه العبارة في كلام الكاتب: وأنها تطرح أفكاراً مختلفة عن علاقة اللغة الحميرية باللغتين الأثيوبية والعربية!! وإن مثل هذا الكلام خطير وملوث بسموم اليهود وأعداء الأمة.
إذ يعني أن (حمير) ليست عربية!! وهنا نسأل. ما هي العربية التي قصدها؟ ومن تكلمها؟ وأين؟ ومتى؟!!. فإذا لم تكن الحميرية عربية فهذا يعني أن اليمنيين ليسوا عرباً إذن فمن هم العرب؟!!. لقد وقع الكاتب في خطأ كبير كما وقع غيره الذي أطلق على شرح وتفسير بعض مفردات قصيدة/ ترنيمة الشمس: نقله إلى العربية)!!. وكأنه نقلها من لغة أجنبية. بينما هي عربية لحماً ودماً وقد بحثت عن كل كلمة من الكلمات التي تربو على المائة عدد كلمات القصيدة الرائعة الغي كتبت بالخط المسند واكتشفها الدكتور/ يوسف محمد عبد الله. فوجدت أن حوالي 80% من كلماتها قاموسية في المعاجم المتداولة والتي لم تأخذ لغة اليمن في الاعتبار. والبقية على ألسنة الناس. ويكفي للرد على مثل هؤلاء بقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (حمير رأس العرب ونابها ومَذْحِج هامتها. والأزد كاهلها وجمجمتها، وهمدان غاربها وذروتها).
ألا يكفهم هذا؟ على أن جد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينما جاء إلى صنعاء على رأس وفد لتهنئة سيف بن ذي يزن خاطبه قائلاً: أنت ملك العرب وتاجها. فماذا تبقى لهؤلاء من عذر أو حجة يتلكؤون بها!؟
إن علينا أن نفهم أن المؤامرة على تاريخ اليمن وحضارتها العظيمة قديمة ولا تزال مستمرة. وأن اليهود هم أبطالها لأنهم يريدون ويحاولون أن يقعنوا الناس بأنهم أقدم الأمم، وأن حضارتهم هي الأرقى. بينما هم قلة صغيرة من الكنعانيين الذين نزحوا من اليمن في حدود الألف الثالث أو الرابع ق. م. شأنهم شأن الفينقيين الذين زعم اليونان أنهم مخترعو الخط في حين أن الكنعانيين حينما انتقلوا من اليمن انتقلوا بثقافاتهم وخطهم وأسماء الأماكن أيضاً. وقد حذف اليهود حينما حرفوا التوراة كل ما له علاقة بعاد وثمود وحضاراتهما الراقبة. وجاء القرآن ففضحهم على رؤوس الأشهاد وعلى مدى الدهر قال تعالى: [وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد، ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات] إبراهيم: 8، 9نكتفي بهذا ويبقى لنا تساؤل حول اسباب وبواعث نشر مثل هذه الترهات القديمة التي يفترض أن تكون قد ماتت بموت أصحابها لأن العلوم التاريخية والدراسات العلمية والميدانية عن الإنسان وحضاراته قد كشفت الكثير الكثير من المعلومات وكذبت تلك الأكاذيب التي كان يصدرها اليهود ويتلقفها بعض المستشرقين وربما بعض العرب كمسلمات علمية. ومنها هذا النص والتعليقات المشوشة عنه، وكان ولا يزال الهدف هو التقليل من تاريخ اليمن الحضاري العظيم والتشويش عليه وتحقيره والإساءة إليه كونه الأول والأخطر والأعظم والأخلد (وكان الله ولم يكن شيء قبله).
- البرهان الثالث والستون
وفي العدد 279 بتاريخ 17/2/2005م وفي الصفحة الثانية متابعات نشرت صحيفة الثقافية بحث عنوان:
- كتب لعلماء آثار استندت لنصوص من التوراة ونقوش فرعونية.
- الحجرية موطن الكنعانيين ومصر القديمة تقع بين الخوخة والمخاء.0
قال الكاتب:
رُفدت المكتبة اليمنية في الآونة الأخيرة بمجموعة من الكتب قد تعطي المعافر (الحجرية) موقعها المتقدم في سلم الاهتمام بالآثار. ومن تلك الكتب (التوراة العربية وأورشليم اليمنية) للباحث عوض ديب، (وجغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة) للباحث محمد عبد. وهذه المصادر لا تعني بالضرورة أن نأخذ ما فيها على علاتها بل تجب مطابقتها بالمراجع الأخرى، ومراجعتها حتى لا نقع ضحية لآية أخطاء تاريخية. تلك الكتب إن صحت قد تقلب التاريخ رأساً على عقب لطروحاتها الهامة والمثيرة والتي تستند على قراءة جديدة للتاريخ تعتمد على النصوص الدينية التوراتية، وعلى النصوص الفرعونية، وإسقاط المسميات التي ذكرت فيها على مسميات لا زالت متداولة في اليمن بشكل خاص. ولعله من الجدير بالذكر إيراد بعض تلك المفاهيم التاريخية الجديدة (الكلمات) وأهمها ما يتعلق بموطن الكنعانيين، والنبي إبراهيم عليه السلام وقد حددته بمنطقة الحجرية (سبق أن أثبتنا أن النبي إبراهيم عليه السلام من منطقة يافع ومن (كَلَد بالذات) وحدد موقع عاصمتهم بمكان قريب من مدينة التربة جنوباً. وكذا فيما يتعلق بالقدس وموسى عليه السلام إذ حددت القدس أو (قادش) بما يعرف اليوم (بِقَدَس) إحدى عزل مديرية المواسط حجرية، والتي فيها أيضاً الجبل المقدس الذي نادى فيه موسى ربه وحددته بالحريبة. بالإضافة إلى ما يتعلق بمصر فقد أكد أنها تقع في منطقة تمتد ما بين المخا والخوخة وحيس، وليست مصر الحالية،وأن الفراعنة خرجوا من تلك المنطقة وأنهم حكموا من اليمن إلى ما يعرف بمصر اليوم. بل إن كتاب جغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة قد ذهب إلى أبعد من ذلك واعتبر الحجرية (أو جريت) أو الأرض الحجرية هي بداية الخلق، ونهايته وهذا ما يجعلنا نزعم بأن وجود آدم عليه السلام كان في الحجرية وليس في أي مكان آخر. ومن تلك المسميات على سبيل الاستدلال لا الحصر (بني إبراهيم أحكوم) ونضم قرى عديدة وبها آثار قديمة فيها الحيفة وهي قرية قديمة بها خرائب لقرى دارسة، والسومرة قرية في الأشاعر بها بقايا لآثار قديمة. وتسمى سارة الأهجوم قدس. وهناك العديد من المسميات التي وردت في نصوص العهد القديم التي يمكن إسقاطها. فطالما أن الكتابات التاريخية قد أرجعت موطن الكنعانيين ووجود النبي إبراهيم عليه السلام إلى منطقة الحجرية فإن هذا الطرح يجعلنا نقف أمام مسمى النبي إبراهيم، ومسمى سارة القريب له. كما أن مسمى (الحيفة) أو أحيفة أو (حيفا) قد ورد في كتاب الجوهرتين العتيقتين للهمداني، وكذلك في كتاب الأكوع ولكنه جدد الموقع الجغرافي لهذا المسمى بأماكن توجد في أرحب قرب صنعاء، وفي الحيمة وفي عدد من المناطق الأخرى. ولم يذكر (الحيفة) التي تقع في بني إبراهيم أحكوم.
وإذا ما نظرنا إلى هذا المسمى (الحيفة) وتعدد وجوده في أكثر من مكان واستناداً لمعنى المسمى ودلالاته اللغوية فقد أكدت المصادر اللغوية بأنه يعني باللغة الكنعانية مركز الناحية. أيضاً مسمى (السومرة) قد يكون السامراء سومر بالإضافة إلى ما ذكرنا فإن هناك العديد من المسميات القديمة مثل حدد المحل الطي المرابدة الدمي جهران حكم (المقاطرة) وهي بحاجة إلى البحث وقراءة جديدة للآثار فيها بالاستناد إلى المصادر والأسانيد الأدبية على ضوء نصوص العهد القديم. ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض العلماء يؤكدون أن هذه المسميات اليمنية القديمة انتقلت إلى شمال الجزيرة العربية بسبب هجرات اليمنيين بعد انهيار سد مارب. (وقبله أيضاً). إن هذا التقرير لا يضيف جديداً إلى ما نحن بصده سوى التأكيد على التوجه العام بأن اليمن هي مهد الساميين أجمعين ومنبع الحضارات ومنطلق الهجرات منذ آلاف السنين وموطن الرسالات السماوية.
- البرهان الرابع والستون
وفي نفس الصحيفة والصفحة وفي عددها رقم 287 بتاريخ 14/4/2005م نشرت الثقافية تقريراً علمياً مهماً عن كشف حضارة (عاد) بعنوان:
وكالة ناسا (وكالة الفضاء الأمريكية) تكشف مساكن (قوم عاد) بحضرموت.
النص:
أظهرت صور التقطتها وكالة ناسا الفضائية ونشرها موقع المؤتمر نت اكتشاف مساكن قوم عاد (بحضرموت) وحدد القرآن مكان قوم عاد في الأحقاف. ولم يعين القرآن موقعها إلا أن الإخباريين كانوا يقولون إن موقعها بين اليمن وعُمان قال تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) الأحقاف:21وقد اكتشف المدينة (إرم) التي ذكرت في القرآن منتج الأفلام الوثائقية نيكو لاس كلاب بعد مراجعته لكتاب الباحث الإنلجيزي (بيرترام توماس) الذي ضم موضوعات كثيرة عن اليمن واقتنع بوجود المدينة المفقودة بعد اطلاعه على خريطة رسم بطلمي (عام 2000ميلادية) توضح مكان مدينة قديمة اكتشفت بالمنطقة إضافة إلى التقاط ناسا لصور جعلت بعض آثار القوافل مرئية بعد أن كان من الصعب تمييزها بالعين المجردة. وبعد مقارنة تلك الصور بالخريطة التي حصل عليها توصل كلاب أخيراً إلى النتيجة التي كان يبحث عنها ألا وهي تطابق الصور. ولقد كشفت الصور التي التقطها أحد الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا عام 1990م عن نظام واسع من القنوات والسدود القديمة التي استعملت في الري في منطقة قوم عاد والتي يقدر أنها كانت قادرة على توفير المياه إلى (200.000) شخص كما تم تصوير مجرى لنهرين جافين قرب مساكن قوم عاد. أحد الباحثين الذي أجرى أبحاثه في تلك المنطقة قال: لقد كانت المناطق التي حول مدينة مأرب خصبة جداً ويعتقد أن المناطق الممتدة بين مأرب وحضرموت كانت كلها مزروعة . كما وصف الكاتب القديم اليونانيPling) ) هذه المنطقة أنها كانت ذات آراض خصبة جداً وكانت جبالها تكسوها الغابات الخضراء، وكانت الأنهار تجري تحتها. ولقد وجدت بعض النقوش في بعض المعابد القديمة قريباً من حضرموت تصور بعض الحيوانات مثل الأسود التي لا تعيش في المناطق الصحراوية. وهذا يدل دلالة قاطعة على أن المنطقة كانت جنات وأنها مصداق لقوله تعالى: { أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ[ الشعراء: 133، 131
إن هذا التقرير على مستوى كبير من الأهمية لأنه:
1- يؤكد تقارير الوكالة نفسها التي أشار إليها الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء العربي المصري في محاضراته التي أشرت إليها في المجلد الأول والتي تطرق فيها إلى أن الأقمار الاصطناعية التقطت صوراً للجزيرة العربية توضح أنها كانت قبل سبعة آلاف سنة أرضاً خضراء وارقة بالظلال كثيفة الغابات كثيرة الخيرات. وأنها التقطت صوراً لأنهار كانت تخترق الجزيرة من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب ...إلخ.
2- يؤكد أيضاً تلك الأبحاث العلمية التي قام بها علماء من جامعة قطر إلى الربع الخالي حيث وجدوا آثار بحيرات قديمة. ومعالم آثار حضارات قديمة إذ وجدوا جبالاً لخبث الحديد وجذوع أشجار ضخمة ...إلخ.
3- ويؤكد ذلك ما أثبتته وتثبته الحفريات عن النفط والمعادن في المنطقة عن وجود عظام لحيوانات ضخمة وجذوع أشجار عملاقة كانت موجودة في هذه المنطقة منذ آلاف السنين.
4- وكذلك يؤيد تلك الحقائق الموجودة على الأرض (في الظاهر والباطن) التي يعرفها الناس. ويرونها رأي العين والتي تكشف بعضها بفعل البحث والتنقيب أو تلك التي وردت على ألسنة الرواة عن مدن وقصور ومغارات ومقابر ...إلخ. أشرنا إلى بعضها في سياق الحديث عن قوم عاد.
5- وفوق هذا وذاك أنه يشير إلى ما ورد في القرآن الكريم عن حضارات عاد وثمود وهي عندنا مسلمات لا يرقى إليها الشك.
إن أمام اليمن الآن ظروفاً مواتية وفرصاً طيبة للكشف عن الآثار المطمورة واستخراجها وإعادتها إلى مسرح الحياة ولكن في الوقت الذي تكون الأجهزة المختصة قادرة على حمايتها ووضعها في الأماكن اللائقة بها حتى لا تكون عرضة للعبث أو النهب أو التلف. كما يتم الآن!!
- البرهان الخامس والستون
عن بئر برهوت
وفي عددها (1092) الصادر في 2 أكتوبر 2003م نشرت صحيفة 26 سبتمبر استطلاعاً عن بئر برهوت جاء فيه:
قطر فتحتها 25 متراً وعمقها يصل إلى 250 متراً بئر (برهوت).. من يكشف غموضها وطلاسم أساطيرها؟!
هناك من يصدق الخرافة بأن الجن حفروها ليسجنوا فيها من يخالفهم!!
ومن العبارات المكتوبة بخط بارز
- لماذا لم يتم استكشاف (برهوت) حتى هذه اللحظة؟
- يدعي البدو في المنطقة بأن أحد ملوك حمير طلب من الجن حفر البئر لإخفاء كنوزه فيها.
- أحد موظفي شركة خط الصحراء حاول النزول إلى البئر وعلى عمق (100) متر شعر بأن حلقة البئر تضيق عليه.!
وجاء في السياق هذا.
المعقول واللا معقول، والحقيقة واللا حقيقة، أمور برزت جميعها أمامنا ونحن في طريقنا لزيارة (بئر برهوت) الخرافية في قصصها وحكاياتها عندما تسمع عنها والدهشة والحيرة، تنتابك من رؤيتها على الواقع. هذه البئر التاريخية في قدمها وغير المعروفة عند كثير من سكان المهرة بل وفي اليمن أيضاً. الصدفة وحدها هي التي ساقتنا إلى هذه البئر العجيبة الموجودة في صحراء المهرة تبعد عن الغيظة بحوالي 250 كم تقريباً على طريق الغيظة -حانا- شحن. البدو القاطنون في هذه المنطقة يطلقون عليها لقب (الكسفة) حيث يعتقدون أن نجماً أو مذنباً أو شهاباً أو نيزكاً سقط من السماء وارتطم بالأرض في هذه المنطقة. وكان نتيجة هذا الارتطام بالأرض هو حدوث هذه الكسفة. هذه الكسفة كما يروي بدو المهرة حصلت منذ آلاف السنين. وقد نسج سكان المنطقة من البدو وغيرهم عن هذه البئر الكثير من الحكايات والخرافات. يبلغ قطر فتحة هذه البئر حوالي 25 متراً ويصل عمقها إلى 250 متراً. الدهشة والخوف والفزع من هذه البئر كان مسيطراً علينا عند رؤيتنا لها من النظرة الأولى. ويبدأ هذا الإحساس بالزوال سريعاً عند إعادة التأمل في مشاهدة هذه البئر. والمفاجأة الحقيقية والمذهلة والتي لم أكن لأصدقها لولا أني وزميلي (..) والمرافقين معنا في هذه الرحلة هو رؤيتي لقاع هذه البئر والخضرة تحيط بها من كل جانب وهدير ماء متدفق وكأنه نهر جار يسمع بوضوح وبدون تشويش. بدأت أتساءل هل ما أشاهده وأسمعه هو حقيقة واضحة أم أنني في حلم اليقظة الوردية؟ إلا أننا سرعان ما تنبهنا أننا أمام ظاهرة حقيقية وطبيعية موجودة في منطقة قاحلة لا ماء فيها ولا خضرة رغم أننا سمعنا هدير الماء المتدفق وكأنه شلال في باطن هذه الصحراء.
وقد أخبرنا المرافقون العسكريون المرابطون في هذه المنطقة: أن حظنا جيد لأننا حضرنا وقت الظهيرة. والشمس عمودية على قاع البئر مما سمح لنا بمشاهدة ما هو موجود في قاعها وغير هذا الوقت لا يمكن رؤية القاع بوضوح. وذلك لأن البئر تصير شديدة الظلام.
والسؤال الذي يشغل بالي إلى هذه اللحظة هل كل ما شاهدته في قاع هذه البئر العجيبة كان سراباً وليس حقيقة.. أسئلة كثيرة ومحيرة من أهمها. لماذا لم تقم وزارة النفط والمعادن أو أية جامعة حكومية بإرسال بعثة استكشافية لدراسة وحل طلاسم ورموز وأسرار هذه البئر (بئر برهوت)؟!.
وتحت عنوان خرافات بئر برهوت قال المستطلع: من الخرافات التي تحكى وتروى عن هذه البئر التي سمعنا بها من بعض القاطنين بهذه المنطقة أن هذه البئر حفرها ملوك الجن من أجل أن تكون سجوناً يضعون فيها من يخالفهم أو يعصيهم، واستدلوا على صحة هذه الخرافة بالظلمة الحالكة في قاع البئر أحياناً في النهار، والغازات والأبخرة التي تتصاعد أحياناً من قاع هذه البئر.
أما الخرافة الثانية فتقول: أن أحد ملوك الدولة الحميرية القديمة استعان بالجن في حفر هذه البئر من أجل إخفاء كنوزه، وعندما مات هذا الملك استوطن أتباعه من الجن هذه البئر ولهذا السبب أطلق عليها اسم (برهوت) حيث أن اسم (برهوت) في اللغة اليمنية القديمة معناه. أرض الجن أو مدينة الجن.
- حقائق ودلائل
جرت عدة محاولات فردية لاستكشاف بئر (برهوت) من هذه المحاولات ما قام به أشخاص من شركة خط الصحراء حيث تم ربط أحد موظفي الشركة بحبل من أجل أن ينزل إلى قاع البئر وربط. بحبل سُئل كرين ومعه كاميرا فيديو لتصوير عملية النزول تدريجياً حتى تم النزول إلى مائة متر من البئر وطلب هذا الموظف أن يتم رفعه بسرعة، وعندما سأل بعد طلوعه عن سبب صراخه قال: رأيت حلقة البئر وكأنها ستغلق على! وعندما أرادوا مشاهدة ما تم تصويره بواسطة الكاميرا صدموا عندما رأوا أن ما تم تصويره هو ظلام دامس رغم أن وقت النزول كان الوقت المناسب لمشاهدة البئر بوضوح. وبعد هذه المحاولة جرت محاولة أخرى قام بها بدوي يسكن المنطقة حيث قام بإنزال تيس ربط بحبل إلى قاعة البئر أي إلى مسافة 225 متراً حتى قاع البئر وعندما سحب التيس من القاع وجده سليماً لم يمسه ضر فأعتق البدوي التيس لوجه الله، وعزم على عدم ذبحه لكن ما أدهشنا حقاً أننا قرأنا عن هذه البئر في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف، لشهاب الدين محمد بن أحمد الأشبهي ص420 كالتالي: (بئر برهوت) بقرب حضرموت وهي التي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنها مجمع أرواح الكفار) وقال علي كرم الله وجهه: أبغض البقاع إلى الله تعالى (بئر برهوت) ماؤها أسود ومنتن وتأوي إليها أرواح الكفار والموكل بها ملك يسمى دومة. الجدير ذكره في الأخير أن هناك شائعات تقول إن باطن هذه البئر (بئر برهوت) وما حولها من الأراضي مختزنة لثروة نفطية هائلة يحتاج استخراجها استكشافات خاصة نظراً لوجود عوامل غير طبيعية قد تعيق عمليات الاستكشافات والمسوحات الأولية. وهكذا تظل (بئر برهوت) صامدة في مكانها لا تتزحزح وفي انتظار من يكتشفها فمن سيكون له سبق هذا الحدث يا ترى؟! إنها إحدى العجائب العادية التي كانت شبيهة بالخرافة وهاهي اليوم تصير حقيقة لا غبار عليها، وهكذا سيكون مصير مدينة (إرم ذات العماد) وغيرها من آيات عاد.
- البرهان السادس والستون
وتواصل الصحف والمجلات الرسمية والحزبية والأهلية اهتمامها بمتابعة عمليات البحث والتنقيب للكشف عن الآثار في بعض المواقع التي تخضع الآن لنشاطات وأعمال الهيئة والفرق التابعة لها من اليمنيين والآخرين من الأشقاء والأصدقاء.
ومن هذا ما نشرته صحيفة 26 سبتمبر في عددها (1220) بتاريخ 8 شوال عام (1426ه) الموافق 10 نوفمبر عام 2005م في الصفحة التاسعة تحت عنوان (حفريات المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في معبد أوام) جاء في عناوينها البارزة الآتي:
- حفريات 1951م في أوام كشفت (317) نقشاً و(161) قطعة أثرية شكلت أسس صياغة تاريخ اليمن القديم.
- نتائج الحفريات الجديدة تؤكد بأن المعبد بني على ثلاث مراحل أقدمها يعود إلى العام (1400ق.م). (انظر الشكل رقم (34) عن محرم بلقيس (معبد أوام).
- فريق المؤسسة برئاسة مار ليت فيلبس لا يستبعد أن يصبح (أوام) الأعجوبة الثامنة في العالم.
ونشر مع هذا الاستطلاع ثلاث صور إحداها للأعمدة الثمانية وجزء من أجزاء المعبد والثانية لجزء بارز من جدار المعبد والثالثة لأربع قطع أثرية من نفس المعبد، على أن الصورة الثانية قد اشتملت على لوحات فنية ونقوش مسندية رائعة. وعن أهمية آثار اليمن وبالذات (معبد أوام - محرم بلقيس) وقدم هذه الآثار، وعن دور المؤسسة الأمريكية التابعة لو يندل فيلبس جاء في الاستطلاع: يقول الدكتور عبده عثمان غالب أستاذ التاريخ القديم بجامعة صنعاء نائب مدير مشروع حفريات معبد أوام - محرم بقليس. بدأ الاهتمام في البحث عن أسرار هذا المعبد في حوالي القرن الثاني عشر الميلادي وكان هذا الاهتمام مرتبطاً بأهداف رحلات الاستكشاف التي قام بها الأوروبيون لليمن حيث توافد على اليمن خلال هذه الفترة والفترات اللاحقة أفراد ، وبعثات لاستطلاع المواقع الأثرية والمدن التاريخية، وجمع ما أمكنهم من النقوش اليمنية القديمة مكان (معبد أوام - محرم بلقيس) . فحط أيضاً عدد من هؤلاء الوافدين أمثال أرنود في عام (1843م)، وهاليقي عام (1870م)، وأدوار دجلازر في عام (1888م) وهو أول من قدم وصفاً للمعبد، ونسخ أربعة نقوش سبئية كانت مثبتة على الأجزاء الجنوبية، والشرقية من جدار الحرم الدائري المكشوف، وكان نزيه العظم أول من قام بتصوير المعبد عام (1943م). وفي العام (1947م) زار المعبد عالم الآثار المصري أحمد فخري، وقام بتصحيح بعض من أوصاف جلازر للمعبد، وقدم أوصافاً دقيقة للأجزاء التي أمكنه مشاهدتها، ونسخ عدداً من النقوش الموجودة على جدار الحرم الدائري للمعبد.
وعن حفريات عام (1952م)قال الدكتور عثمان: أن فريق المؤسسة الأمريكية برئاسة ويندل فيلبس وصل مأرب وقام خلال عامي 51-52م بالتنقيب في موقع معبد أوام حيث قام بأعمال تنظيف وحفر تركزت في فناء المدخل الرئيسي للمعبد والمباني الملحقة، وكانت نتيجة هذه الأعمال للمؤسسة الأمريكية كشف وتسجيل ما يزيد عن (161) قطعة أثرية... وما يزيد عن 317 نقشاً ما بين مكتملة ومكسرة لكنها شكلت في مجموعها أسس صياغة تاريخ اليمن القديم بوجه عام، وتاريخ مملكة سبأ بشكل خاص.
ومن ضمن الاكتشافات فإن في تلك الفترة تمثال الملك السبئي (معدي كرب).
وعن وظائف المحرم وشكله قال د. عبده عثمان : أن نتائج الدراسات التي أجرتها البعثة (المؤسسة) على حفريات المسار
Bc تشير إلى أن المعبد كان إلى جانب وظيفته الدينية مكان
تجمع عام لسكان مأرب للتشاور في القضايا الهامة واتخاذ القرارات حولها.
كما أظهرت الدراسات أن شكل الحرم أقرب إلى الشكل الدائري وأن جداره ومداخله ومنشآته الدينية المحيطة به وأعمدته الثمانية قد تعرضت لسطو وتدمير خلال القرون الماضية !!. أما المعثورات فإضافة إلى التماثيل واللوحات المسندية والفخار وغير ذلك فقد عثر على زجاج ملون في المحرم، وهذا دليل على أن الزجاج الملون كان قد صنع قديماً. ومما يؤكد ما نذهب إليه بأن تاريخ اليمن لم يكشف بعد وان معظمة لا يزال مطموراً في بطن الأرض اليمنية ينتظر القادرين على إماطة اللثام عنه ما جاء على لسان الدكتور عثمان: إن تاريخ بناء الحرم حتى عام 1998م كان التاريخ المتفق عليه في أوساط المؤرخين هو منتصف القرن السابع ق. م وقد بني هذا التاريخ على أساس المعلومات التي وردت في نقش زيدع إيل ذريحس الموجود في الصف الثامن والعشرين من جدار الحرم الدائري. بينما تشير نتائج الدراسة التي أجرتها بعثة المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان للعمارة أن جدار الحرم بني على مراحل يعود تاريخ أقدمها إلى حوالي 1400-1300ق.م. وعن أهميته الدينية ، والاجتماعية ، والتاريخية جاء في الاستطلاع: ومما يجدر ذكره هنا أن مساحة المعبد - قدس الأقداس- ذي الشكل الدائري يبلغ 1000 متر شرق - غرب و 100 متر شمال - جنوب. ويبلغ طول جدار الحرم حوالي 255 متراً بعرض 4م وتشير نتائج الدراسات التي أجراها فريق المؤسسة الأمريكية أن عمق جدار حرم المعبد قد يصل إلى حوالي 16 متراً تحت مستوى سطحه الحالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.