مهما حاول المشككون، واختلق المفترون، وتهافت المزايدون، فالعلاقاتُ اليمنيةالكويتية تتجهُ نحو الشراكة والتكامل، وتسيرُ بخطىً ثابتةٍ وعزيمة لا تلين، وكُلّي ثقة بأن القادم سيكون أفضل مادام وقيادتا البلدين بزعامة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح يتطلعان إلى غدٍ أفضل ومستقبلٍ مُشرقٍ لأبناء الشعبين الشقيقين الذين تربطهم الأواصرُ وتجمعهم المحبة والوفاء والإخاء والمصير المشترك، وما إطلاق اسم الشهيد فهد الأحمد على بطولة «خليجي 20 » إلاّ أكبر دليلٍ على ذلك عرفاناً بالجميل ووفاءً لذلك الرجل الذي أحب اليمن كما أحبته، وحلم بأن تنضم إلى بطولة كأس الخليج، وها هو حلمه يتحقق بعد أكثر من عشرين سنة على استشهاده رحمه الله.. هذا الوفاءُ من قبل قيادتنا السياسية، قوبلَ بوفاءٍ آخر وسريع من قبل سمو الشيخ احمد فهد الأحمد الصباح - نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي للشؤون الاقتصادية - رئيس المجلس الأولمبي الأسيوي الذي أكد في تصريحات عدة أن اليمن أثبت قدرته على استضافة بطولة (خليجي.20) في أحسن صورها مؤكداً أن اليمن جزء لا يتجزأ من مجتمع الجزيرة العربية. والذي قال أيضا : “ إن اليمن استطاعت دحض الإشاعات التي تقلل من إمكانياتها لاستضافة بطولة خليجي 20”.. معرباً عن الشكر والتقدير للجهود التي بذلها اليمن قيادة وحكومة وشعباً لإنجاح استضافة بطولة كأس الخليج العربي في نسختها العشرين معرباً عن التقدير الكبير لكافة اللجان المنظمة للبطولة والسلطات المحلية بمحافظتي عدن وأبين لما بذلوه من جهود جبارة لإنجاح هذه البطولة. كم كان رائعاً سمو الشيخ أحمد الفهد وهو يتحدث لوسائل الإعلام قبل أيام بتلك المشاعر الفياضة تجاه بلده اليمن وما لمسه من حفاوة تعبر عن محبة وتقدير شعبنا وقيادتنا لأهلنا في الكويت وقيادته الحكيمة .. لقد قال كلماتٍ لامستْ شغافَ قلوبنا وجعلتنا نشعرُ فعلاً كم هي أواصرُ الإخوّة التي تربُطنا، وكم هي واهية تلك الحواجز التي يصطنعها البعضُ أمام وشائج القربى بين البلدين.. كلماتٍ لا يقولها إلاّ الكبارُ الذين يُعبرون عن معادنهم النقية والأصيلة ولا ينظرون إلى تفاهات الماضي التي يتمترس البعضُ خلفها إلاّ على أساس أنها سحابةُ صيفٍ سرعان ما تنقشع عندما تتلاقى القلوب ويجتمع الأخوة تحت سقفٍ واحدٍ ومصيرٍ واحد، وهي بلا شك رسالةٌ لكل من يحاولون الاصطياد في المياه العكرة وإخراس ألسنتهم وتجفيف أقلامهم من كل الخزعبلات التي يرددونها ويقتاتون عليها .. قالها وهو الرجلُ العارفُ والقريبُ من مصدرِ القرار دون أن يملي عليه أحدٌ قولها، لأنه يدركُ حجمَ ومكانة اليمن في قلوب أشقائه، كما يدرك أيضاً حجمَ ومكانة الكويت في قلوبنا.. لقد جاءت تصريحاتُ سموه المتتالية عن نجاح اليمن في استضافة البطولة كردٍ طبيعي لا يحتمل التأويل، على تلك المحاولات اليائسة والعبثية التي وقفت وراءها بعض الصحف والصحفيين وبينها صحف كويتية مع الأسف لتسميم العلاقات وتوتيرها، والتي باءت بالفشل الذريع، كونها اصطدمت بالإرادة الصلبة التي لا تستسلمُ لمثل هذه المكايدات مهما كان حجمُها، فالبعدُ الاستراتيجي لعلاقات البلدين والشعبين الشقيقين أكبر وأسمى من أن توقفه أية محاولاتٍ للانجرار نحو الماضي، أو التباينات في بعض وجهات النظر، وهو ما ظل يؤكدُ عليه سعادة السفير السابق للكويت بصنعاء سالم غصّاب الزمانان الذي بذل خلال فترة عمله وبشهادة الجميع جهوداً كبيرة من شأنها تعزيز العلاقات والنهوض بها لما يحقق مصالح البلدين نحو الأفضل، وترك المهمة لخلفه سعادة السفير فهد سعد الميع الذي تسلم مهام منصبه مؤخراً وهو خيرُ خلف لخير سلف كما ذكر الكثيرون ممن عرفوه من قبل، والذي نتمنى له طيب الإقامة في بلده اليمن لاستكمال مشوار العلاقات الأخوية والنهوض بها وذلك ليس غريباً على أبناء الكويت الذين عودونا على حب اليمن وشعبها المضياف.. شكراً للأشقاء وفاءَكم الذي لن يُقابل إلاّ بالوفاء والمحبة والاحترام، وإلى مزيد من التعاون والشراكة والتكامل الاقتصادي والسياسي والثقافي .. [email protected]