أحس الناس في عدد من المحافظات اليمنية بهزات أرضية عديدة لكنها خفيفة لم تؤد إلى أي خسائر أو دمار، وذلك قبل حلول عيد الأضحى المبارك، وقد تناقلت بعض وسائل الإعلام ذلك، وأغفل البعض الآخر التعرض لخبر الهزات.. وعلى أي حال تعرضت أو لم تتعرض الوسائل الإعلامية للهزات أمرٌ غير مهم. المهم هو أن الهزات الخفيفة التي قد تصل قوتها إلى الحد الذي يحس بها الإنسان، أو تلك التي تصل خفتها حد الضعف بحيث لا يحس الإنسان بها تعتبر ظاهرة لا تدعو إلى الخوف بقدر ما تدعو إلى الأمان.. كون هذه الهزات تشكل عملية تنفس للأرض، وإفراغاً للضغوط الأرضية الباطنية أولاً بأول بدلاً من أن تتراكم، وتتراكم فوق بعضها لتشكل ضغطاً كبيراً يخرج أو تتخلص منه الأرض بهزة عنيفة تسبب الخسائر الهائلة في الإنسان والحيوان والمنشآت والبنى التحتية، وتدمر العديد من الخطوط الخدماتية مثل خطوط المواصلات، وخطوط الاتصالات والكهرباء، والمياه، والمجاري وأنابيب النفط والغاز.. الخ. على أي حال “اليمن” تتموضع في منطقة جيولوجية انكسارية تنتمي إلى الأخدود الأفريقي العظيم.. الذي يعد البحر الأحمر وخليج عدن وجبالهما هي من أهم وأكبر ظاهراته “ارتفاعاً وهبوطاً”.. وعليه فالأرض اليمنية اليابسة، وقاع البحر الأحمر وخليج عدن تكثر فيها الشقوق والصدوع الأرضية، تتجه من الشمال إلى الجنوب كصدع قاع البحر الأحمر والصدع الموجود في المرتفعات الغربية التي تقع على طولها العديد من الحمامات المائية الحارة.. بينما صدع خليج عدن يتجه من الشرق إلى الغرب.. وتوازيه صدوع رملة السبعتين.. وتعد اليمن في معظمها عبارة عن منطقة نارية بركانية هادئة وخامدة. هذه الصدوع.. ونتيجة لحركة الصفائح الأرضية الأفريقية والجزيرة العربية دائماً ما تكون سبباً في الهزات الأرضية الدائمة.. وبؤرها في صدوع قاع البحر الأحمر وصدوع خليج عدن، ودوامها خفيفة، وضعيفة يعني تنفساً دائماً يمنع تراكم الهزات وخروجها عنيفة مدمرة.. حتى الهزات المتوسطة مثل زلزال 1983م وزلزال صعدة عام 1945م لم تكن مدمرة سوى لأن الإنشاءات في المنطقتين ضعيفة. في الختام الهزات الخفيفة، والضعيفة تكاد تكون شبه يومية.. وكما قلت: إنها تنفس للأرض تمنع تكوّن الزلازل العنيفة المدمرة.. وتجنبنا إياها.