إنه الوطن اليماني العظيم, المعين الحضاري والمدد المتصل ومشكاة النور لكل الذين يضعون أقدامهم على جسور التواصل, وجذوة النار التي تحرق كل خفافيش الغسق. إنه الوطن المرمى العريض, الذي يستوقفنا جميعاً مدافعين عن شباكه وعن ذرات رماله وصخور جباله وفضاءاته. إنه وطن الإيمان والحكمة كما أراد الله ورسوله, لا وطن التمزق كما يريده أنصار الظلام وأصحاب النفوس الشريرة. إنه الوطن الذي نمدّه بزيت من دماء قلوبنا وبنور محبتنا المتعاظمة له، ماضٍ قديم مثل أبها محطات حياتنا ورسخ قيم العدل, والشورى, والقوة, وحاضر صقل النفوس, واستبدل العبوس بالسرور وأشرقت ملامح مساراته وحدد أهدافه ومنطلقاته بإيمان واقتدار, ومستقبل نلامس صفحته البيضاء من خلال عطاء ورسوخ بناء الحاضر المجيد. إنه وطن الحب في رحابه نتعلم مفردات حياتنا البينية ومع غيرنا من مختلف أرجاء المعمورة, وفي كل يوم نقدم الشاهد والدليل على أننا شعب له جذور حضارية وعمق تأريخي وصدور غير متدرنة. ومن هذه المنطلقات استقبلنا خليجي 20 على بساط أرض مجمع البحرين, بكل الود والمحبة والإخاء الذي لا يعرف الزيف والخداع, وبوجه لا يعرف التلوّن والتمكيج, وفي عدن افترش الناس بساط قلوبهم ورداً يضخ التراب والأبنية والأشجار وصفحة ماء البحرين بعطر التحية والترحاب لكل الوافدين من الأشقاء من دول الخليج على وجه الخصوص وغيرهم على وجه العموم, والذين أزاحوا اليوم عن النفوس غشاوتها جراء الدعاية الإعلامية المريضة والمضللة والتي تنفث حقداً وباروداً ليجدوا أن الواقع هو الشاهد أن اليمن واحد موحد لا تفصله تخوم ولا يحجبه ضباب النفوس التي تشربت بنقيع العمالة والخيانة ينبعث من صدور أصحابها من الموتورين والذين لا يشتمون إلا روائح البارود الكريهة. وهاهو خليجي عشرين قد قبل محطة انطلاق تلاحمي مع الإخوة الأشقاء من منطلق إيماننا من أن اليمن جزء من كل, وأن وحدة الموقف والهدف العربي هدف مصيري. أيها القائد الوطن, والوطن القائد رمز الأمة ومفجر طاقتها علي عبدالله صالح عندك وفي رحابك تكبر شجر الماء تغذيها مشاريعك التنموية الهائلة, فأنت الذي ترسم بوصلة أسفارنا والربان الذي لا تعجزه عن الإبحار والوصول إلى بر الأمان زوابع الأمواج المتلاطمة أو أعاصير الرياح, هنا نحن بك وأنت بنا في حالة الذوبان والانصهار لذات الأمة في الفرد وذات الفرد في الأمة. لقد حققت لحمة الأرض بعد عقود من الغربة الروحية, والتمزق القسري, والتآمر, والخيانة من قوى الاستعمار والإمامة, فإنك حلقت فوق سماء أرواحنا نحن عشاق الوطن, وسكنت القلوب فتحركت جوانحنا على امتداد ساحة الوطن كله في رقصة فرح سرمدي لك أيها الباني لليمن مجداً وحدوياً عظيماً في ال22 من مايو العظيم, فأنت أنت الحارس لكل مكاسب هذا الوطن. وها نحن اليوم نبتهج بهذه المناسبة العظيمة التي تحققت على أرض اليمن العظيم, وبهذا الانتصار الوحدوي الرائع الذي حققت اليمن من خلاله بقيادتكم الحكيمة الهدف, هدف المحبة والتلاحم اليمني الخليجي, تحقق من مواكب وحدوية رائعة, لا تنفصل عن بعضها الأمر الذي جعل كل الوافدين يحسّون بحالة من الدهشة والافتخار والإحساس المتعاظم بأن الإيمان يمانٍ, والحكمة يمانية.