المعلق: مما يجعل متابعة المباراة ممتعة هو وجود المعلق الرياضي الجيد الذي يمتلك ثقافة ومعلومات ويكون موضوعياً في طرحه، ففي مباراة اليمن والسعودية كان المعلق سعودياً ولكنه أثار غيظي وسخط المشاهد؛ وذلك لأنه تجاوز حدود الذوق في تعليقه وجرح مشاعر الكثير من المشاهدين اليمنيين، ونحن لا ننكر عليه أبداً أن يمتدح منتخب بلاده، ولكن كنا نتمنى أن يكون موضوعياً وحريصاً على مشاعر الغير، فلم يكن المشاهد اليمني ينقصه معلق يزيد ضغط دمه إلى حد الانفجار، وفي مباراتنا مع قطر كان المعلق أفضل بكثير من قرينه السعودي؛ لأنه أشاد بالمنتخب اليمني، وذكر اليمن بخير، وأشار بحسن الضيافة فشكراً له. وما أثار تساؤلي لماذا لم يوجد أي معلق يمني على أية مباراة من تلك المباريات وخاصة مباريات منتخبنا اليمني؟ هل عقمت الرياضة اليمنية عن أن تنجب معلقاً رياضياً جيداً كما عقمت عن إيجاد فريق رياضي يشرف اليمن ويمثلها بجدارة. الحكم: حكم المباراة إن لم يكن بارعاً ولماحاً وعادلاً ستحدث الكثير من الأخطاء والكثير من الانعكاسات النفسية السلبية؛ ولأن كلمة الحكم لا يُعلى عليها فقد يدمر تجاوزه للواقع طموح الفوز في نفوس اللاعبين. من خلال متابعتي للعديد من الحكام في مباريات منتخبنا سواء في خليجي(19) أو خليجي(20) وجدت الاستخفاف بأخطاء الآخرين وتعظيم أخطاء لاعبينا وسرعة استخدام الكروت الصفراء والحمراء ضدنا والتأني في صرفها لغيرنا من المنتخبات، لذا أعتقد أن هذا أحد أسباب كثيرة تؤدي بنا إلى الهزيمة، وأقول: الهزيمة وليس الفشل؛ لأني أعتقد أن بداخل لاعبينا مواهب وقدرات تحتاج فقط إلى حسن الإبراز. تهنئة من القلب: مبارك لبلادنا نجاحها في استضافة خليجي 20، وحسن الإدارة، مبارك لكل يمني هذا الفخر والاعتزاز.. مبارك لليمن حصولها على درجة الامتياز على حُسن الاستضافة، وشكراً لكل من أسهم في هذا النجاح، لكل جندي وكل عامل وكل من شارك من قريب أو بعيد في هذا النجاح الذي شهد به الجميع وتفاجأ به الجميع وأذهل الجميع وسحقاً لكل من راهن على عجز وفشل اليمن في استضافة خليجي عشرين، ولكن الحمدلله والشكر له عدد خلقه وزنة عرشه على هذا التوفيق وهذا النجاح، شكراً لكل يمني على الأخلاق والكرم والسخاء واللطافة ورحابة الصدر تجاه ضيوفهم، وكما قال الدكتور عمرو خالد: إنها الجينات التي شهد لنا بها رسول الأمة وهاديها من الضلال إلى النور عندما قال بأن اليمنيين: “ألين قلوباً وأرق أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية” . الحكمة يمانية، نعم الحكمة هي التي جعلت اليمنيين يتركون خلافاتهم جانباً ويقفون جنباً إلى جنب مع بلادهم، لكي تنجح، ولكي تثبت جدارتها، فقد ظهر لنا جلياً وبشهادة الغير، كم هذا الشعب كريم ومضياف ومعطاء وكم هو بسيط وودود. مذيع ولكن.. نتابع المقابلات التي يجريها بعض المذيعين مع ضيوف خليجي عشرين خاصة تلك التي يدور فيها حوار ونقاش، لكن الملاحظ أن المذيع دوماً يستأثر بالحديث وينسى نفسه دوماً، وكأنما استضاف من هم حوله لكي يصورهم فقط أو لكي يستمعوا له، والحقيقة هذا الوضع يخجلنا نحن المشاهدين، فهذه السعادة تكاد تكون لازمة في كثير من مذيعي قنواتنا الفضائية، فهل من مسئول يتابع ويقول:“لا مش كذا تجرى الحوارات.. دع الفرصة لغيرك.. عبر عن وجهة نظرك في الصحف أو في وقت لاحق”.